شموخ أمير وجزيرة الشيطان
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
من الواضح جدًا أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى لندن، والحفاوة التي استقبل بها، قد أصابت مجانين قطر وجزيرة الشيطان «بوقهم النشاز» في مقتل. وأجزم أن كل من تابع تلك الزيارة بات يعرف بوضوح، كيف تتعامل دول أوروبا، وخاصة بريطانيا مع المملكة. فهم يعلمون جيدًا ما يمكن للمملكة أن تفعله أو تؤثر فيه، بثقلها الخليجي والعربي والإسلامي.
جزيرة الشيطان التي يديرها مرتزقة الاخوان في الدوحة، ومنتفعو شمال أفريقيا، صعقوا مما شاهدوا، وذهلوا من حجم التقدير الذي تكنه بريطانيا العظمى للعلاقات التاريخية مع المملكة، ومن فخامة الاستقبال لسمو ولي العهد، مهندس الإصلاح وعراب رؤية 2030. وقد زاد من غضبهم، ما لمسوه في تعامل الغرب مع مشيخة قطر. فالعالم بأسره، وليس أوروبا فقط، ينظرون لتلك المشيخة، كما لو كانت عائلة مات ولي أمرها وترك لهم ثروة كبيرة، وليس من بين الورثة عاقل واحد، فكان من الطبيعي أن يتهافت الجميع لاقتطاع جزء من تلك الثروة.
لا داعي للحديث عن جزيرة الشيطان، فقد كانت وما زالت «نتنة» المظهر والجوهر، وأداة قتل وتدمير للأمة العربية، وحضنًا لكل إرهابيي العالم. ولكن في هذه الزيارة، أضافت لسمعتها السيئة تلك، سقوطا مهنيا أضحك العالم عليهم وكشفهم على حقيقتهم.
عندما تقول رئيسة الوزراء السيدة تريزا ماي، إن العلاقات التاريخية التي تربطهم مع المملكة، أنقذت أرواح المئات في بريطانيا، فإنها بذلك تذكر الأغبياء، بمكانة المملكة استخباراتيًا، ومدى حرصها على الأمن والسلم الدوليين.
الشراكات مع الآخرين تتطلب تبادل المصالح، وهذه طبيعة العلاقات بين الدول، وعندما يتم توقيع العقود، فإنها تكون لصالح كل الموقعين عليها وليس طرف دون طرف.
قطر ذكرتني بأحد الأندية، الذي لا يتعدى عدد جماهيره المئات، بينما له في كل يوم قضية وصراخ وتظلم، حتى بات لا يسمع إلا صدى صوته، بعد أن ضاق الآخرون ذرعًا من صراخ أطفاله.
ولكم تحياتي..
محمد البكر
(اليوم)