إندبندنت: لقاء محمد بن سلمان بـ ماي ربما ينهي أزمة سوريا
توقع المستشار السابق للحكومة البريطانية، والكاتب بصحيفة (الإندبندنت) البريطانية مدثر أحمد، أن يهيئ لقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ورئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، المشهد لوضع نهاية للحرب السورية.
وقال مدثر، إن الأمير محمد ورئيسة الوزراء ربما لا يملكان النفوذ ذاته الذي تتمتع به كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين، ولكن من المؤكد أنهما يملكان التأثير على كافة اللاعبين الرئيسيين بسوريا، مضيفاً أن اجتماع (محمد بن سلمان ـ تريزا ماي)، في لندن الأربعاء المقبل، يمكن أن يحقق تقدمًا ملحوظًا على طريق حل الصراع بسوريا المتواصل منذ 7 سنوات، مؤكداً أن كليهما يملك دفتر علاقات شخصية يمكنهما من خلاله الوصول إلى جميع اللاعبين بسوريا.
وأشار الكاتب مدثر، إلى أنه رغم ما يملكانه، فلا يتوقع أحد بالطبع حدوث تحولات دراماتيكية هذا الأسبوع في الشأن السوري، ولكن لا تزال كافة الفرص سانحة أمام ولي العهد السعودي ورئيسة الوزراء، لتجاوز الإجراءات المعتادة لزيارة مسئول سعودي إلى المملكة المتحدة.
وأشار الكاتب إلى أنه لدى كل من الأمير محمد بن سلمان وماي العديد من القواسم المشتركة، فكلاهما تولى منصبهما بمزيج من المهارة والمفاجأة، وكلاهما يحترم الحرس القديم، لكنهما في ذات الوقت مستقلان بشدة، وعلى استعداد للتدخل بشكل حاسم إذا لزم الأمر.
ولفت إلى أن ماي ورثت خروج بريطانيا غير المتوقع وغير المخطط من الاتحاد الأوروبي، بينما الأمير محمد يتواجد في شرق أوسط متقلب، ويعيش كلاهما بيئات جيوسياسية خشنة، وهمما مصممان على إعادة تشكليهما هذين العالمين.
تركيا
يري الكاتب أنه قد لا يكون لـ” ماي- محمد”، النفوذ القوي مثل الولايات المتحدة أو الصين، ولكن من المؤكد أن لديهم القدرة على التأثير على اللاعبين الرئيسين في سوريا، والتي تعتبر مركزًا لحرب إقليمية كاملة، مشيرًا إلى أن السعودية كانت أهم لاعب إقليمي في الجهود الدولية الرامية لإجبار نظام الأسد على طاولة المفاوضات.
وذكر الكاتب أن ماي من الممكن أن تستفيد من تركيا التي اضطرت للتدخل في سوريا لمنع الجماعات الكردية المرتبطة بعناصر حزب العمال الكردستاني من إنشاء دولة بحكم الواقع على حدود تركيا.
وتابع الكاتب أن حكومة ماي تتمتع بعلاقات طيبة مع حكومة الرئيس التركي أردوغان، فقد تفاوضت على صفقة أسلحة بقيمة 100 مليون جنية استرليني العام الماضي، وتدير علاقات معقدة بين دولتها والاتحاد الأوروبي.
الأكراد
أوضح مدثر أحمد أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن “ماي” والعديد من زملائها في حزب المحافظين، لا يتشاركان في رفض دعم حزب العمال الكردستاني، مشيرًا إلى أن لندن هي واحدة من القواعد الرئيسية للنشاطات الكردية في أوروبا، مما يعطي الأجهزة الأمنية البريطانية نفوذًا كبيرًا على الشبكات المسلحة.
حزب الله وطهران
نبه الكاتب أنه يمكن للندن أيضًا أن تتبني موقفًا مماثلًا لحزب الله، الذي بدونه كان الأسد قد فقد دمشق منذ فترة طويلة.. كما ترفض حكومة ماي -حتى الآن- حظر الفرع السياسي للحزب في بريطانيا، وهو أمر حاسم بالنسبة إلى الحزب يمكنه من جمع الأموال، وهكذا تتمتع لندن بنفوذ جاد على قيادة حزب الله وكذلك داعميه في طهران.
روسيا
أكد المستشار السابق للحكومة البريطانية، أن تأثير “ماي” لا يتوقف على طهران، ويرغب بوتين في رفع العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على الكرملين، ويمكنها أن تعالج القضايا الروسية بصورة ذات مصداقية على الساحة العالمية وبتكلفة أقل من نظيرتها في البيت الأبيض، ويمكن أن يدفع المال الروسي في لندن تلك العملية للنور.