ربيع المنطقة الشرقية .. إمكانات لم تستغل
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
كلما حل موسم “الربيع” في “المنطقة الشرقية” الذي يصادف مثل هذه الأيام حيث اعتدال الأجواء، وهطول الأمطار أتساءل لماذا لا يستغل هذا الموسم الاستثنائي بإقامة “مهرجان” سياحي سنوي يشمل كل مدن المنطقة الشرقية؟ ويستغل بشكل ذكي تلك الإمكانات السياحية الهائلة التي تحظى بها “المنطقة الشرقية” ولا تنافسها فيها منطقة أخرى في هذا التوقيت الذهبي. المنطقة تملك ميزات تنافسية نادرة وإمكانات هائلة لم تستغل بالشكل الأمثل الذي يحقق تطلعات المهتمين بالتنمية السياحية والاقتصادية. فالمنطقة تملك سلسلة من الشواطئ البحرية التي تمتد من الدمام إلى الخبر، مرورا بصفوى والقطيف والجبيل، وتعد مكانا ملائما للأنشطة الأسرية والترفيهية، والرياضات البحرية، المتنوعة التي تلبي تطلعات شرائح عريضة من المجتمع خاصة القادمين من خارج المنطقة. كما تحظى المنطقة الشرقية بمساحات برية شاسعة تمتد من الدمام وحتى “النعيرية”، وهي مناسبة جدا لأنشطة “التخييم” وسباقات الخيل، والهجن، والصقور، ومهرجانات التراث والفنون الشعبية وغيرها. أما محبو “التسوق” فأمامهم منظومة هائلة من “المولات” الحديثة ومراكز التسوق المتنوعة التي تلبي تطلعاتهم ورغباتهم. ومن الإمكانات الهائلة التي تعزز فرص نجاح هذا “المهرجان” الاستثنائي كما أتخيله هو وجود عشرات “المسارح” التي تتوزع على الجامعات والمعاهد والغرف التجارية وغيرها حيث بالإمكان تفعيلها لتكون حافلة بالأمسيات الشعرية والمحاضرات العلمية والحفلات الفنية وغيرها. ويضاف إليها الحضور المتنامي لقطاع الفنادق والشقق الفندقية والشاليهات البحرية. ولا تقف الإمكانات غير المستغلة لنجاح المهرجان عند هذا الحد، فهناك المتاحف والقرى التراثية والأسواق القديمة، ثم المراكز العلمية والمجمعات الصناعية التي تشرف عليها شركة “أرامكو السعودية” وكذلك “الهيئة الملكية” في الجبيل وستكون إضافة مختلفة للزوار بما تحتويه من إمكانات بشرية وتقنية وتبعث الفخر بإنسان هذا الوطن. يضاف إلى ما ذكرت وجود مجموعة من المدن الرياضية، والملاعب المهيأة والصالات المغطاة التي يمكن استغلالها ببطولة خاصة بالمهرجان لمزيد من الجذب السياحي والجماهيري للمهتمين وبرعاية مؤسسات القطاع الخاص. إن هذه الإمكانات التنافسية التي ذكرتها لا يوجد منطقة تنافس “المنطقة الشرقية” فيها حيث عوامل الجذب القوية التي تلبي تطلعات معظم الشرائح “عوائل، شباب، أطفال”، وفي تقديري أن إقامه “مهرجان” سياحي سنوي في هذا التوقيت سيكون ناجحا جدا وإضافة كبيرة ومتميزة لمبادرات المنطقة التي كانت نموذجا في كثير من المبادرات التطويرية. وحتى ينجح “مهرجان ربيع الشرقية” فلابد من العمل على استغلال هذه الإمكانات كمنظومة واحدة لتحقيق التكامل بينها وبمشاركة كل محافظات المنطقة حتى يرى السائح بوضوح “المنطقة الشرقية” برؤية مغايرة ويستمتع بوقته بين البر والبحر والتسوق والفنون والتراث والأمسيات الرياضية والبحرية في كل المناطق خاصة أنها متقاربة جدا. كما يحتاج “المهرجان” إلى فريق عمل موحد من كل الجهات والمناطق وتحت إشراف “إمارة المنطقة” يتولى الإعداد والتسويق والتغطية الإعلامية بالشراكة مع مؤسسات القطاع الخاص التي يمكنها التفاعل والمشاركة بالرعاية والدعم ليكون حدثا سنويا ينتظره الجميع. وأنا على ثقة بأن أمير المنطقة النشط سعود بن نايف لن يتردد في تنفيذ كل ما يخدم الشرقية إنسانا ومكانا.
فهد العيلي
(نقلاً عن الاقتصادية)