تزامنا مع اليوم الوطني 57 ويوم التحرير 27
ندوة لـ(الثقافة والإعلام) عن العلاقات السعودية الكويتية
نظّمت وزارة الثقافة والإعلام، مساء الأحد (25 فبراير 2018م)، ندوة ثقافية تناولت (عمق وتاريخ العلاقات السعودية الكويتية)، تزامنا مع احتفاء دولة الكويت الشقيقة باليوم الوطني 57 ويوم التحرير 27، بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض، أدراها حمد القاضي، وضمن ضيوفها جميل الذيابي، عايد المناع، مشاري الذايدي، ومشعل النامي.
وتذكر الجميع المصير الواحد والمشترك بين البلدين، وكيف وقفت السعودية مع جارتها الشقيقة الكويت، والشواهد كثيرة وأبرزها كلمة للملك فهد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته عندما تحدث عن موقف السعودية من أزمة الكويت عام 1990، عندنا قال الملك العربي الأصيل: كلمات تصاغ بالذهب وتعبر عن عمق العلاقة التاريخية بين البلدين الشقيقين، حيث قال رحمه الله تعالى: “الكويت لابد أن ترجع هذا كان كل تفكيري، والا تروح السعودية والكويت سوا “.
وتناول جميل الذيابي، الروابط المتينة التي تربط بين البلدين على المستوى السياسي والأسري والاجتماعي وروابط اللغة والدين والدم والعادات والتقاليد، كما أن المستوى التفكير واحد، مؤكدا متانة العلاقات السعودية الكويتية ورسوخها وأنها أسمى من أن تؤثر عليها قضايا يثيرها أعداء البلدين وخصوصا إيران التي لايهنأ لها بال وهي ترى الدول الخليجية تنعم بالأمن، مؤكدا أن أي علاقات بين بلدين جارين لاتخلو من أزمات، ولكن تلك الأزمات يتم حلها بالحكمة، ومهما يكن فالبلدين السعودي والكويتي بلد واحد.
وقال، إن التصريحات التي تصدير دوما عن البلدين تثبت العلاقات القوية والراسخة والتي لا يؤثر عليها أن خلافات مهما كانت، والعلاقات بين البلدين قائمة على التفاهم والتعاون المطلق، وورغم ما يشاع من خلافات بين السعودية والكويت إلا أن العلاقات بين البلدين تزداد متانة وقوة، ولن تتأثر بالمتغيرات التي تمليها الظروف الوقتية،
وأكّد أن البلدين أشقاء والشقيق لايقبل على شقيقه أي ضرر والمواقف الأخوية بين البلدين كثيرة وأهمها وقوف المملكة إلى جانب شقيقتها الكويت إبان الغزو الغاشم، وكيف استقبل السعوديون أخوتهم الكويتيين بل أن بعضهم أفرغ منزله ليسكن فيه أشقاءه الكويتيين. بدافع الأخوة والروابط الحقيقية بينهم التي تقوم على معززات كثيرة تربط بين البلدين، فهذه علاقات زمان ومصير واحد، ما جعل أي مصالح للشعبين والبلدين هو ديدن الحكومتين السعودية والكويتية.
من جهته، بدأ مشاري الذايدي، حديثه بمطلع قصيدة الشاعر الوطني خلف هذال، التي مطلعها: زبنتي يا بعد روحي زبنتي – صحيح ان كنت او ما كنت كنتي.، على الحساد قري ما لبستي – بعد عيني وقرة عيني انتي.، أضمك من ضلوعي في ضلوعي – ومن قلبي على قلبي سكنتي.، أنا يا بنت حبي لـك تغـذى- بحـبٍ مثـل حـب أختـي وبنتـي.، رجعتي لي بعد شالوك عني – بعد شالـوك عنـي مـا ركنتـي.، صلختي وانصلختي من يديهم – ولا هانوك وان هانوا لاهنتـي.، أنا أحسب كل غايب ما يعود – أحسب انك عن العالـم ضعنتـي.، وأثر ما للوليف إلا وليفه – قسيتـي أو علـى الاحبـاب لنتـي.، وقال أن هذه الأبيات المعبرة ألقاها الشاعر بن هذال إبان تحرير الكويت عام 1990وطرد المحتل.
وقال لن أزيد عما قاله من سبقني عن عمق ورسوخ العلاقات بين الكويت والسعودية على كل النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية أيضا حيث كانت الكويت قبل البترول سوقا تجاريا رائدا يقصده التجار السعوديين.
وبعد ذلك انتقل الحديث للمواطن الكويتي مشعل النامي، الذي بدأ حديثه خلال الندوة بقصة مؤثرة تحكي أهمية الاتحاد وجمع الكلمة ووحدة الصف والمصير المشترك، وأيضا أهمية الترابط والوقوف صفا واحدا في وجه العدو، واستشعار المصير السيئ لمن لم يأخذ حذره من عدو يفتك بضحاياه واحدا تلو الآخر، والقصة تقول: أن أسداً جائعا وجد ثلاثة ثيران؛ أسود وأحمر وأبيض، فأراد الهجوم عليهم فصدوه، فذهب وفكر بطريقة ليصطاد بها الثيران، واحدا تلو الآخر، فقرر الذهاب إلى الثورين الأحمر والأسود فقال لهما: لا خلاف لدي معكما، وإنما أنتما أصدقائي، ولكن أريد فقط أن آكل الثور الأبيض، كي لا أموت جوعاً، وأنتم تعرفون أني أستطيع هزيمتكم لكنني لا أريدكما أنتما بل هو فقط.
فكر الثوران الأسود والأحمر كثيراً؛ فقالا: الأسد على حق، سنسمح له بأكل الثور الأبيض» فافترس الأسد الثور الأبيض، ومرت الأيام، وجاع الأسد، فنادى الثور الأسود وقال له: أنا جائع ولكن لا أريدك، بل أريد أن آكل الثور الأحمر، لأني لا أحبه، فكر الثور الأسود قليلاً ووافق بسبب خوفه وحبه للحياة، في اليوم التالي اصطاد الأسد الثور الأحمر ومرت الأيام وجاع، فهاجم الثور الأسود، وعندما اقترب من قتله صرخ الثور الأسود فقال: لقد أُكلت يوم أكل الثور الأبيض، وهذه القصة سقتها لأنها تؤكد أهمية الاتحاد وتجميع الصف والكلمة والمصير المشترك.
وأضاف: لا يمكن أن ينسى الشعب الكويتي موقف المملكة العربية السعودية الشجاع أثناء الغزو والدفاع عن شرعيته، ولا أحد ينكر قوة ومتانة تاريخ العلاقات السعودية الكويتية والتي تمتد إلى قرون، وتمثل نموذجا يحتذى به في بناء العلاقات الدولية.
وتوالت فقرات الاحتفال بهذه المناسبة حيث تضمنت العيد من العروض الفنية والقصائد الشعرية، منها: قصيدة للشاعر عبدالله الشريف بعنوان ( تاريخ الوفاء) وفقرات شعبية فلكلورية للعرضات الكويتية منها فن الليوة الكويتي، فن الخماري، فن العاشوري الكويتي وفن المرودن، كما اشتمل برنامج الحفل على (أنغام كويتية) اداء الفنان فيصل العمري، وقدم الفنان عبدالرحمن الطلاسي أغنية ( يا كويت ) للشاعر سعد علوش. وختاماً تم تقديم العرضتين السعودية والكويتية.
وحضر الاحتفاء وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور ناصر الحجيلان، كما حضر العديد من رجال السلك الدبلوماسي وجمهور غفير من مختلف الجنسيات المحبة للبلدين.