الوظائف الأكاديمية والشروط التعسفية!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
* خلال الأيام الماضية حملت لنا الصحف المحلية نداءات من (بعض جامعاتنا الحكومية) تُعْـلِنُ فيها عن حاجتها لـ (أعضاء تَدريس)؛ طبعاً تلك الإعلانات ما هي إلا تمهيد، وإجراء نظامي يسبق رَحِيْل لِجَانِهَا السَّـنَويّ من أجل التعاقد عليها من الخارج!.
* وهنا أن يأتي القليل من تلك الوظائف الشاغرة تحت مسمى (أستاذ دكتور أو برفيسور)، وفي تخصصات علمية نادرة نوعاً ما، فيمكن التسليم معها بعدم وجود مواطنين يمتلكون ما تتطلبه من إمكانات علمية وخِبَرات، – مع أني دائماً أتساءل متى تأتي الخِبرة لأبنائنا وهم خارج دائرة العمل؟!، ولكن أن تكون معظم تلك الوظائف على درجة (أستاذ مساعد)، وفي تخصصات نظرية كـ (علوم القرآن الكريم، والفقه، والحديث، والأدب والنقد والبلاغة والنحو والصرف والتربية وغيرها)؛ فهذا الذي لا يمكن القبول به أبداً تحت أيِّ ظرف أو مُبَرّر!.
* فكل علامات التعجب حول ذلك الأمر أو تلك الظاهرة تبدو حاضرة، تتلوها أخواتها من أدوات الاستفهام وهي ترفع صوتها مُردّدةً:
أين أولئك الذين جاءوا من برنامج الابتعاث؟! وأين مخرجات أقسام الدراسات العليا في تعليمنا الجامعي خلال تلك السنوات الطويلة؟ ولماذا تُغلقُ أبوابُ بعضِها، ويُلْغَى فيها التعليم الموازي إذا كانت حاجة الجامعات لخريجيها لا تزال قائمة؟!.
* أجزم أن الأمر يحتاج لوقفة صادقة وخطة واضحة لسَعودة (الوظائف الأكاديمية في الجامعات الحكومية والخاصة)، دون المَسَاس طبعاً وبالتأكيد بِمُسَـلّمَة الجَودّة-؛ وذلك بأن تُحَدّد الاحتياجات، ومن ثَمّ تربط بمسارات وبرامج دراسية محلية كانت أو خارجية، لاسيما والكثير من شبابنا العاطِل يتأبطون شهاداتهم الجامعية، بل وحتى العالية، وطائفة منهم مؤهلون جداً لأن يكونوا أكاديميين ناجحين، فهم فقط ينتظرون الفرصة، وإلغاء تلك الشروط التعسفية التي تقف في طريقهم، والتي تضعها كل جامعة بحسب مِزاج وأهواء مسؤوليها دون حِسَاب، وأيضاً تفعيل القرار الذي صدر عام 1434هـ، مُوْصِيَاً بضرورة توطين الوظائف الحكومية، ومنها الأكاديمية خلال خمس سنوات!
* أخيراً كانت (جامعاتنا) في سنوات مَـضـت تحرص جداً على استقطاب المتميزين من أعضاء هيئة التدريس المتعاقدين الذين يتكئون على العِلم والخبرة، والذين كانوا إضافة لمسيرتنا التعليمية والتنموية – أولئك أصبحوا قِلّة اليوم، بينما الغالبية ممن يسرحون ويمرحون في الجامعات مجرد تكملة عـدد، أرى أنّ (المُعِـيْد السّعُودي) يتفوق عليهم علماً وثقافةً وسعةَ إطلاع، ومواكبة لـ (لُـغَـة وإيقاع العصر)!.
عبدالله الجميلي
(نقلاً عن المدينة)