الإعلام في إثنينية الأمير
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
حديث سمو أمير المنطقة الشرقية في الإثنينية الأخيرة إلى الإعلاميين لم يكن حديثًا عابراً ولا عاديًا، وهو يصلح أن يكون وثيقة إعلامية بل خطة عمل وخارطة طريق للعمل الإعلامي بعامة وفي المنطقة على وجه الخصوص.. فلم يترك سموه في الكلمة التي ألقاها بحضور القيادات الإعلامية والإعلاميين الشباب زاوية ينبغي تناولها إلا وأعطاها حقها بدءاً من المسؤولية أمام الله عن الكلمة المكتوبة والمرئية والمسموعة، مذكراً بضرورة أن لا يتوخى الإعلامي الأسبقية الإخبارية دون النظر إلى ما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من أخطاء، خاصةً عندما تظهر حقيقة أن الخبر لم يكن إلا إشاعة لم يتأنّ صاحبها حتى تتضح الحقيقة بما لذلك من سلبيات على أمن المجتمع وسلامته في كثير من الأحيان.. فقد أعلن سموه بصراحة أننا نريد إعلامًا منافحًا عن الدين والوطن لا سيما في مثل هذه الظروف التي تحاول أكثر من جهة الإساءة إلى الوطن وأمنه واستقراره والنيل من مكانته الدولية والإقليمية.
ومما زاد الخطاب قوة وتأثيراً تأكيد سموه أنه يخاطب الإعلاميين بلسان المواطن المسلم العربي الذي يحرص على أسرته كما يحرص على مجتمعه، وأنه يعول على الإعلاميين أن يعملوا بما تمليه عليه أمانتهم ووطنيتهم والإخلاص لله عز وجل، وأن ذلك كله يظل مقرونًا بالبحث عن الحقيقة. كما أنه يؤكد أهمية النصيحة وتوجيهها في الوقت المناسب والمكان المناسب والأسلوب المناسب أيضًا، لأن ذلك إذا توفر يجعلها أكثر قبولاً وتأثيراً في النفس؛ مؤكداً ما هو معروف عن سموه من متابعة يومية لما يكتب خاصةً ما يتناول مصالح المواطنين وهمومهم ومطالبهم وحتى ملاحظاتهم على أداء الجهات الخدمية اقتداءً بما قاله خادم الحرمين الشريفين، «رحم الله امرأ أهدى إليّ عيوبي».
والملاحظ من خلال ما دار في الاثنينية هذه المرة والمرات التي سبقتها أن سموه قد أراد لها أن تكون ندوة أسبوعية يشارك فيها المواطنون من رجال الأعمال والإعلاميين والأدباء والأكاديميين وحتى الطلاب حتى يصل صوت الشباب ومطالبهم إلى المسؤولين، وما تبني سموه السريع لمقترح رئيس تحرير اليوم الأستاذ سليمان أباحسين بإنشاء منتدى لإعلاميي المنطقة الشرقية إلا دليل آخر على ما يوليه سموه لكافة قطاعات العمل والإعلام والإنتاج من رعاية واهتمام، وكذلك مقترح المجلس الإعلامي الشهري وتكريم رواد الإعلام. والمتتبع لفعاليات الإثنينية وما يتم طرحه فيها من الآراء والموضوعات والمطالب وما يلقاه ذلك كله من أذن صاغية ورعاية كريمة يتبنى من خلالها سموه الكريم كل ما فيه صالح المواطن والوطن يدرك متانة العلاقة والمحبة والولاء الذي يحمله المواطن السعودي لقيادته، وإخلاص هذه القيادة وتفانيها في رعاية المواطن، وحرصها على توفير سبل العيش الكريم لأجياله المتتابعة وسائر فئات أبناء هذا الوطن والمقيمين على أرضه على حد سواء.
فهد الخالدي
(نقلاً عن اليوم)