سوق العمل فرص لا تنتهي …
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
دائماً ما أضع استغرابي حول إصرار الباحثين أو الباحثات عن العمل «وظيفة» بمعنى أن يكون هو موظفاً فقط، وكثيراً ما يردد حول أن سوق العمل مسيطر عليه من فئات وجنسيات بعينها، مثلاً سوق المواشي لها جنسية محددة، وكذلك سوق التمور، أو الأعلاف، أو البقالات وهكذا، وهذا صحيح، فنحن نجد تركزاً «لوبي» من كل جنسية على عمل ونشاط بذاته، وهو ما خلق سوقاً محتكرة من حيث عدم القدرة على المنافسة أو الدخول في القطاع، ووضع المصاعب أمامها، ووزارة العمل بقراراتها الأخيرة، كسرت كثيراً من هذا الاحتكار «النمطي» إن صحت التسمية بعدم قدرة دخول أحد في هذه الأنشطة، ولكن الآن قواعد العمل تتغير تدريجياً، حسب الأنشطة، وحين نقول إن التوطين للمواطنين في أنشطة بذاتها، فهذا يعني أنه هناك فرصاً يتم منحها للباحثين عن العمل، فخروج هؤلاء يعتبر فرصاً لشبابنا، وأعتقد أنها تحاكي كثيراً ما حدث في العام 1990 حين تمت إعادة تنظيم سوق العمل والإقامات، ممن أخرج الكثير من المقيمين الذين يمارسون العمل التجاري، فخرجوا من محلاتهم وتركوها، فكانت فرصة المواطن أن يحل محلها، وهذا صحيح هو ما نحتاجه اليوم في سوق العمل، بحيث سيكون هناك تركز بالعمل للتجار الحاليين من خلال خروج غير النظاميين، ويجب التذكير أن النظاميين من التجار هم الأكثر ترحيباً وسعادة في هذا التوطين لأنه سيقضي على التستر الذي وسع الأسواق ووضع عددها يفوق الاحتياج حتى أصبحت غير مجدية اقتصادياً وتنافسية عالية لا تنمى، والأمر الآخر هو فائدة للباحثين عن العمل بأن لا تكون الوظيفة هي الخيار الوحيد له، فإن لم يجد وظيفة لا يعمل، بل عليه العمل بأي عمل ينتج، ومنها سيزيد دخله وخبرته ثم تتوسع خياراته.
الأهمية هنا على وزارة العمل خصوصاً أن تنسق مع وزارة التعليم على مسألة مهمة وهي « ثقافة العمل» و»لا تكون موظفاً بالضرورة» حتى لا يمنهج الطلاب والطالبات وكأنه لا مجال للعمل إلا «بوظيفة» وهذا غير صحيح، فالوظائف تظل في حدود ضيقة خاصة الحكومية التي تعمل على التقليص دوماً، ومع دخول التقنيات تتقلص أكثر، فتنمية روح العمل، وعدم العيب، والمثابرة والجدية في العمل هي المكسب الحقيقي الذي يجب أن يتم، وأن يغرس ذلك من المدرسة وأيضاً المنزل الذي سيرى دور المدرسة، وللمدرسة دعوة الأسر لمزيد من التوعية، علينا أن نبدأ من الأطفال لكي يكتسبون هذه الصفات والأعمال وهي مهمة لمستقبله، وليس مجرد شهادة علمية، قد يكون مصيرها أحد جدران المنزل كلوحة ديكور، العمل والممارسة الفعلية هي المحك الحقيقي والأول.
راشد بن محمد الفوزان