الخبز مجاناً كل جمعة.. هكذا زرع صاحب بقالة الثقة مع الزبائن

زرع الشاب السعودي حسن المشايخ، جدار الثقة مع زبائنه الذين يأتون إليه من مختلف أحياء تبوك ليشتروا احتياجاتهم من بقالته بحي سلطانة، أحد أشهر وأقدم أحياء تبوك القديمة،بعبارة (عملاؤنا الكرام.. علشان اللي بينا أكبر من الفلوس، الخبز يوم الجمعة بأكمله مجانًا).

وأرسل المشايخ، حزمة رسائل من خلال مواظبته على تقديم الخبز مجانًا كل جمعة منذ نحو 3 سنوات، وقال: “أردت أن يرى أبنائي ما أصنع لوالدَي – رحمهما الله -؛ فيعملا بصنيعي معي في تقديم الخبز مجانًا، مضيفاً أهدف أيضًا إلى نشر ثقافة العمل التطوعي المجتمعي، وكذلك لعلمي يقينًا أنه ما نقص مال من صدقة”.

ولا يتدخل الشاب السعودي، في تحديد كميات الخبز للفرد الواحد، أو لأشخاص معينين.. ويقول: “الخبز متاح للجميع، وبالكمية المرغوبة، ولا نتدخل في تحديد الكميات لعدم إحراج الناس، ولتوافره بكمية كبيرة، تصل في بعض الجُمع لقرابة 700 كيس إلى 900 كيس، ولكنهم هم بأنفسهم من يؤثرون ولا يأخذون إلا ما يحتاجون.. وهنا ننمي بعض القيم، مثل القناعة وعدم التبذير والإيثار”.

ويبلغ المشايخ، من العمر 40 عامًا، يدير المكان بنفسه، كما يحرص على وجود ولدَيْه محمد وإياد، اللذين يبلغان 18 و17 عامًا على التوالي، معه في محل البقالة؛ حتى يعتادا على كسب الرزق بأيديهما.

وعبّر (ابن تبوك الورد) عن سعادته واستمتاعه عندما يوجد في المحل، ويتعامل مع الشباب والأطفال الذين يسعدون بدورهم برؤية شاب سعودي يدير محله بمشاركه ولدَيْه، ودون الاستعانة بعمالة وافدة.. وفي هذا الصدد يقول: “أكون في قمة الاستمتاع حين أوجَد في محلي، وحين أتعامل مع الشباب، وأبث فيهم روح المغامرة والحماس، وأرى تفاعلهم معي”.

وأضاف: “كذلك حين أغرز بعض القيم في نفوس بعض الأطفال من خلال مناداتهم مثلاً بالتاجر الصغير، أو الدكتور، أو المهندس؛ لعلمي بأثرها الإيجابي المستقبلي عليهم.. وكل هذا لا يفعله لي أي وافد.. فهذا بلدي، وهؤلاء مواطنوه”.

ويرى “المشايخ” القرارات الأخيرة الهادفة إلى التوطين، خاصة في مجال البقالات والتموينات، أنها تخدم عمله وأمثاله.. وعن ذلك قال: “تخدم القرارات الأخيرة عملي من خلال القضاء على التستر؛ وبالتالي القضاء على المنافسة غير عادلة، وغير الشريفة؛ بحكم احتكار الوافد لهذه المهنة”.

ووجَّه الشاب السعودي، نصيحة للشباب بضرورة اقتحام سوق العمل، والتخلص من مخاوفهم؛ لما فيه من ربح وفير؛ إذ قال: “تخلصوا من مخاوفكم، وتجرؤوا على العمل الحر، فإذا علمتم ما في السوق السعودي من خير لما بقي أحد منكم في وظيفته”.

وأضاف: “أوجِّه رسالة إلى وزير العمل، بضرورة تعجيل قرار التوطين للبقالات والتموينات في أقرب وقت؛ لما فيه من حل لمشاكل البطالة، ولما فيه فائدة للشباب، وإيقاف نزيف الحوالات الخارجية”.