هل يتحول شارع المتنبي إلى جزيرة ثقافية بالرياض؟
دعا عدد من الكُتاب والأدباء وعشاق القراءة والكتابة، والمغردين في (تويتر)، إلى تحويل (شارع المتنبي) بالرياض، إلى جزيرة ثقافية تضم محلات الكتب الجديدة والمستعملة، ودور النشر، على غرار شارع المتنبي في بغداد، والأزبكية في القاهرة، إنقاذاً للشارع من النسيان وتوفير مراكز جذب ثقافي لعشاق الثقافة.
الرياض مدينة الشروق وحوارات الأجيال
قال الأديب والإعلامي إبراهيم الوافي:”الرياض كانت ومازالت مدينة الشروق، ونحن أمة قارئة جداً، كما تقول لنا معارض الكتب في سنواتها المتعاقبة، وأكاد أجزم أن شارع المتنبي في الرياض، سيكون توأماً لمتنبي بغداد وشقيقاً لأزبكية القاهرة”، مستطرداً: “إننا نتفوق بقدراتنا وإمكاناتنا المادية، من خلال تأهيله وتحديثه إلى شارع تفوح منه رائحة الإبداع وحوارات الأجيال والكتب على اختلاف تواريخها ومحتوياتها وحتى تقنياتها”.
من العالم الافتراضي إلى الواقعي
أشاد الإعلامي عماد العباد، بالفكرة، وروعتها ولياقتها، بالشارع وحي الملز، العريق جداً في الرياض، وما يمتلكه من مكانة كبيرة عند الجيل القديم أهل الرياض، مشيراً إلى أن الشوارع في المدن ليست فقط ممراً للسالكين ومكاناً لبيع البضاعة، بل إنها تشكل جزءاً مهماً من ذاكرة الإنسان.
وأكد العباد أن كثيرا من الدول العريقة لديها مثل هذه الأماكن لتجمع الأدباء والمثقفين والفنانين، على غرار شارع النبي دانيال في الإسكندرية وشارع الأزبكية في القاهرة، والمتنبي في بغداد، وهي شوارع تركت أثراً كبيراً في الأجيال المختلفة.
كما دعا أن تأخذ البلدية على عاتقها إعادة الحياة لهذا الشارع، وستكون هذه البداية، وسيتحمس الكثيرون، وسيظهر الإبداع لديهم، ويأتي أشخاص من العالم الافتراضي إلى الواقعي، ويجتمعون في هذا الشارع.
الثقافة فعل جماهيري وليس نخبويا
أوضح مدير عام الأندية الأدبية، الشاعر والأديب محمد عابس، أن هذه الفكرة رائدة ومحفزة للثقافة والأدب والمهتمين، وتحتاج إلى دعم وتفعيل.
في السياق، لفت الإعلامي مفرح الشقيقي، إلى أنه لا توجد نخبة ونخبوية، فالثقافة فعل جماهيري، وهذه الفكرة ستقرّب الكتب والثقافة من الناس، وتنقلها من أماكنها المعتادة في المكتبات والأماكن الثقافية الخاصة إلى الشارع الذي يمر به سائق التاكسي، وبائع الذرة، ورجل الأعمال، والطبيب، والمهندس، وحارس الأمن، وكل شرائح المجتمع.
وأعرب الشقيقي، عن تطوعه بأن يكون فرداً من هذا الفريق الذي يجتهد لنشر الثقافة بهذه الطرق الصحية الجميلة الأنيقة، في حال أخذت الفكرة مسارها للتنفيذ، بحسب (العربية.نت).
نبض المثقف ورؤية 2030
عبر الكاتب محمد العرفج، عن حلمه بذلك اليوم الذي يظهر فيه الشارع، الذي تزدهر فيه تجارة الكتاب الجديد، والمستعمل، وتعود الاستعارة بشكل تجاري، ومربح ومفيد للأطراف ذوي العلاقة، يلتقي فيه المثقف بجمهوره، منوهاً بنجاح فكرة شارع المتنبي بالعاصمة العراقية (بغداد)، والتي تمت محاكاتها بولاية ميتشغن الأميركية، مؤكداً أن مثل هذا الشارع سيكون نبض المثقف وسيتفق مع رؤية 2030م.
الرياض وسوق ثقافي متنوع
بينما تساءل الناقد الأدبي محمد الدخيل: “ولِمَ لا؟ الرياض بدأت تخطو بثقة نحو العديد من الفعاليات الترفيهية، وهي بحاجة ماسة لسوق ثقافي متنوع ومتعدد الأهداف والفاعليات يكون ملتقى للمثقفين بكافة اختصاصاتهم واهتماماتهم، فنية (موسيقى، ورسم، وسينما)، وأدبية (شعر، وقصة، ورواية)، وفكرية، وفلسفية، بحيث يستفيد الكل”.
الباحثون والثقافة السمعية والبصرية والفكرية
وصفت الكاتبة والأديبة ميساء خواجي الفكرة بأنها رائدة، قائلة: “فكرة الشوارع الثقافية موجودة في العالم، سيما وأن “المتنبي”، من أعظم شعراء العرب، وهو امتداد للتراث والأدب، وفكرة الفن الجاد والأدب الراقي”، لافتة إلى أنها فكرة مميزة، وتتمنى أن يكون في هذا الشارع مقاه ثقافية لأن الأندية الأدبية، وجمعيات الثقافة والفنون، تفتقد لوجود مقاهٍ لإقامة أمسيات وحلقات نقاش مصغرة وندوات ثقافية أو نقاش مفتوح دون الحاجة لمحاضرة رسمية.
وقالت خواجي: “أتخيل الشارع عندما تمتلئ أرصفته بالكتب، ويعيد الحياة للمهمل منها، ويشفي غليل الباحثين عن مصادر الثقافة، السمعية، والبصرية، والفكرية، من خلال إقامة الفعاليات ومعارض الفنون، وتوفير الكتب”.