المجلس الإسلامي العربي يرحب بخيار الشعب الإيراني
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
عقد المكتب السياسي للمجلس الإسلامي العربي، اجتماعه الدوري برئاسة الأمين العام العلامة الدكتور السيد محمد علي الحسيني، وتناول بالبحث التطورات العربية والإسلامية.
وأيّد المجلس في بيان صادر عن الاجتماع، تحركات الشعب الإيراني دفاعا عن لقمة عيشه وتأمينا لحقوقه الأساسية، وخصوصا العمل الكريم والصحة والسكن والتعليم، لا سيما وأن إيران تملك الإمكانيات المالية المطلوبة من أجل تأمين الرفاه لشعبها.
وقال: “إن المجلس الإسلامي العربي مثله مثل كل العرب لا يتدخل في الشوؤن الداخلية لأي دولة أجنبية، ويؤكد أنه يؤيد خيارات الشعب الإيراني من باب الأخوة في الإسلام والإنسانية، وأنه حين تقع المواجهة مع السلطة فإننا منحازون إلى جانب الشعب، لأن مشكلتنا هي مع نظام يضطهد شعبه ويحرمه من حقوقه الأساسية، بالإضافة إلى انخراطه في حروب تدخلية في بلادنا العربية”.
وأضاف: “ليس من قبيل الصدفة أن يرفع المحتجون الإيرانيون في عدد من المدن مطلب وقف الإنفاق العسكري على المؤسسات الإيرانية كالحرس الثوري وغيره، أو على الأذرع العسكرية والأمنية والسياسية لطهران في الدول العربية، فهذا الإنفاق هو الذي تعاني منه شعوبنا العربية بالإضافة إلى الشعب الإيراني، ومن غير المعقول أن تتم مضاعفة موازنة الحرس الثوري من 4 إلى 8 مليارات دولار لإنفاقها على تخريب أمتنا العربية، في وقت يعيش فيه نصف الشعب الإيراني تحت خط الفقر، وفي هذا المجال نرفع صوتنا عاليا مع المحتجين والمتظاهرين الذين تبنوا لأسبابهم الخاصة مطلبنا بوقف التدخل العسكري والأمني لنظام الولي الفقيه في الدول العربية”.
وندد المجلس بالقمع الوحشي الذي تستخدمه قوات النظام ضد المتظاهرين السلميين وقتل وإصابة العديد منهم، واعتقال الآلاف، واذ عزى بشهداء الانتفاضة الشعبية، وتمنى الشفاء للمصابين، والحرية للمعتقلين، شدد على ضرورة أن تلتزم هذه الانتفاضة الخيار السلمي، الذي من شأنه أن يبطل مزاعم الولي الفقيه بوجود مؤامرة خارجية على بلاده.
وفي الشؤون العربية أشاد المكتب السياسي، بخطوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، باستقبال عائلة الشهيد المظلوم الشيخ محمد عبدالله الجيراني، الذي اغتالته عناصر إرهابية مرتبطة بإيران، لرفضه الاعتراف ببدعة ولاية الفقيه الإيراني، ولتمسكه بعروبته وانتمائه الوطني السعودي، واعتبر أن هذه الالتفاتة الكريمة من الملك سلمان تؤكد احتضان الدولة السعودية لكل أبنائها المخلصين.
وجدد المجلس إدانته لهذه الجريمة التي لن تثني شيعة السعودية وشيعة العرب عموما من الالتزام بعروبتهم وبرفضهم أي وصاية صفوية عليهم، محييا السلطات السعودية التي كشفت منفذي هذه الجريمة واحالتهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم.
ورحّب المجلس باستلام السفير السعودي الجديد في لبنان وليد اليعقوب لمهامه رسميا، بالإضافة إلى قبول اعتماد السفير اللبناني في الممكلة العربية السعودية، معتبرا ذلك خطوة مهمة لتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين والتي يحاول أتباع إيران في لبنان التشويش عليها، لأهداف مشبوهة لا تخدم المصلحة اللبنانية العليا، كما تهدد المصلحة العربية عموما.
وفي الشأن السوري، رأى المكتب السياسي، أن إقالة النظام لوزيري الدفاع والإعلام، الأول، بتهمة تتعلق بالفساد والثاني لاتصاله بالإسرائيليين، حسب المعلومات الرسمية، يثبت أن هذا النظام متهالك ومتآكل من الداخل، حيث يعمل وزير دفاعه للاثراء من خلال إعفاء المجندين من الخدمة العسكرية الإلزامية، في حين أن التهمة الموجهة للثاني تثبت كذب شعارات الممانعة التي طالما رفعها هذا النظام .
وقال المجلس، إنه بلا شك أن ما صدر عن النظام من أسباب حول الإقالة هو موضع شك، ومن المرجح وجود أسباب أخرى حقيقية، وخصوصا في ما يتعلق بوزير الدفاع الذي عوقب على فشله في تنفيذ المطلوب منه بإعادة المجندين الفارين، وهم في الحقيقة يرفضون القتال والموت من أجل نظام مجرم ساقط.
وأيد المجلس بكل قوة إجراءات السلطات المصرية على صعيد الأمن والقضاء، في حربها المفتوحة ضد الارهاب ، خصوصا الاعتداءات المستنكرة والمنددة التي تستهدف دور العبادة من مساجد وكنائس ومنازل الآمنين.
وهنأ المجلس الإسلامي العربي القوى الوطنية الأحوازيّة في إيران، على قرارها التاريخي بإنشاء هيئة تأسيسيّة عليا تمهد لتشكيل حكومة أحوازية في المنفى، لتتولى مهمّة الصراع ضد الاحتلال الأجنبي الفارسي لدولة الأحواز العربية، وتحقيق إرادة الشعب العربي الأحوازي بالعيش في دولة عربية مستقلة، وحث المجلس القوى المنخرطة في هذا المشروع على جمع مختلف الآراء الأحوازيّة، وأن تكرّس طاقاتها للنقاش مع التنظيمات والكتل والشخصيّات الوطنيّة الأحوازيّة للإسهام والمشاركة في بلورة هذا المشروع ـ ليكون مشروعا وطنيا جامعا ينبثق عنه تشكيل حكومة أحوازية في المنفى.
وجدد المجلس دعوته كل الأشقاء العرب إلى مساندة ومؤازرة الشعب الأحوازي في نضاله، والاعتراف بهذه الحكومة فور إعلانها ممثلا وحيدا لهذا الشعب، على درب كفاحه من أجل التحرر من الاحتلال الإيراني والاستقلال.