الملكي يستقبل برشلونة
كلاسيكو الحسم وتصحيح المسار
ستكون العاصمة الإسبانية مدريد، محط أنظار العالم بأسره، الذي يتطلع بشوق لـ(كلاسيكو الأرض) بين أشهر غريمين في عالم كرة القدم (ريال مدريد وبرشلونة)، والمقرر إقامته عند الساعة الثالثة عصر اليوم السبت (23 ديسمبر 2017م) بتوقيت مكة المكرمة، على ملعب (سانتياجو بيرنابيو.
العودة للحياة
يستضيف ريال مدريد الكلاسيكو على ملعبه والأمل يحدوه في إعادة الليجا إلى الحياة، بعد أن أوصلها فارق النقاط الـ11 إلى غرفة الإنعاش، على بعد أسبوعين فقط من انتهاء المرحلة الأولى.
ويطمح غريمه برشلونة في رد صفعة كلاسيكو السوبر الذي خسره ذهابا وإيابا، والاقتراب من استعادة لقب الليجا المفقود، حيث سيرفع الفوز الفارق إلى 14 نقطة، وهو ما قد يزيد الأمور تعقيدا بالنسبة للملكي في القدرة على اللحاق به.
تعزّز طموحات (الملكي) في العودة إلى مسار الليجا، مباراة مؤجلة مع ليجانيس، يأمل الفريق الملكي خطف نقاطها الثلاث، وإضافتها إلى نقاط مباراة برشلونة في حال نجاحه في استثمار عاملي الأرض والجمهور، لاختصار الفارق إلى 5 نقاط فقط، وهو ما يعزز طموحاته بالحفاظ على لقبه المهدد.
ويعزز ثقة ريال مدريد بالقدرة على حسم الكلاسيكو، الروح المعنوية العالية التي يتمتع بها الفريق، بعد التتويج بكأس العالم للأندية، والعودة من أبو ظبي بمعظم جوائز البطولة الفردية، وهو الأمر الذي أكدته تصريحات المدرب زين الدين زيدان ونجوم الفريق الكبار.
كما أن الفريق الملكي اطمأن خلال الساعات القليلة الماضية، على جاهزية نجمه الأول كريستيانو رونالدو، الذي يؤمل أن يلعب دورا مهما في حسم المباراة.
بعيدا عن الأسرار
الأسرار ستكون الغائب الأول عن الكلاسيكو، فأوراق الفريقين باتت مكشوفة، ليس للمدربين فقط، بل للجميع، بعد 16 اسبوعا في الليجا، ومواجهات دوري أبطال أوروبا، إلى جانب كأس إسبانيا.
وقد تكون التشكيلتان أقرب للمثالية، نظرا لثبات خيارات المدربين خلال الأسابيع القليلة الماضية على تشكيلهما القوي، الذي تم تحضيره لهذه المواجهة الكبيرة، التي تعتبر بطولة في حد ذاتها ولا تخضع لمنطق التوقعات.
تشكيل أصحاب الأرض، لن يبتعد عن نهائي كاس العالم للأندية الذي اختاره المدرب زين الدين زيدان ليكون بروفة نهائية للكلاسيكو، معتمدا على طريقة 4-4-2 حيث سيلعب الثنائي راموس وفاران في العمق الدفاعي أمام مرمى نافاس، ويتولى كارفاخال ومارسيلو الطرفين.
وأمام هذا الرباعي يلعب البرازيلي كاسيميرو دوره في قتل الهجمات وتشكيل الضلع الرابع مع توني كروس ولوكا مودريتش وإيسكو، ويتقدم كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما للقيام بالدور الهجومي.
ورغم الشكل المنضبط للتشكيل، إلا أن التقدم الدائم لكارفاخال وماسليو لتقديم المساندة من الأطراف، يجعل من الفريق قوة هجومية لا يستهان بها، ويشكل ضغطا كبيرا على دفاعات الخصم، مع أن النتائج لا تتناسب مع هذا الزخم، نظرا للفرص الكثيرة التي تضيع أمام المرمى، خاصة من بنزيما الذي يأمل في الخروج من كبواته المتكررة، ويعيد علاقة الثقة مع الجماهير.
على الطرف الآخر، لا تبتعد طريقة برشلونة كثيرا عن خصمه، فمنذ أن تسلم فالفيردي دفة القيادة في الفريق، حول طريقته من 4-3-3 إلى طريقة أكثر توازنا بعد رحيل نيمار، حيث الاعتماد بات أكبر على طريقة 4-4 -2 التي توفر التوازن المطلوب في جميع الخطوط.
ومن المتوقع أن يتولى تير شتيجن حراسة المرمى، وأمامه الرباعي بيكيه وفيرمايلين (بديل أومتيتي المصاب) وسيرجي روبيرتو وجوردي ألبا، ويتقدم سيرجيو بوسكيتس للعب الدور المحوري في الوسط مع إيفان راكيتيش والقائد أندريس انييستا مع البرازيلي باولينو، ويقوم بالدور الهجومي ليونيل ميسي ولويس سواريز.
صراعات ثنائية
ستكون هناك جملة من الصراعات الثنائية في مواجهة الكلاسيكو، حيث ستبرز معركة بوسكيتس وكاسيميرو في الوسط، نظرا لقيامهما بنفس الدور، وتشابه طريقة الأداء التي تعتمد على نوع من العنف مع الخصم، خاصة من قبل كاسيميرو الذي بات يواجه الكثير من البطاقات الصفراء خلال المباريات.
كما ستكون هناك مواجهة أخرى بين مدافعي الفريقين راموس وبيكيه خلال الكرات الثابتة، حيث يتولى كل منهما مراقبة الآخر في حال تنفيذ الكرات الثابتة وخاصة الركنية.
وهناك مواجهة مهمة أخرى ستجمع بين جوردي ألبا وداني كارفاخال، حيث يلعبان في نفس المنطقة، ويؤديان نفس الدور الهجومي.
وقد تكون هناك معركة على الجانب الآخر بين مارسيلو، وسيرجي روبيرتو الذي يصر فالفيريدي على الاعتماد عليه كظهير أيمن لبرشلونة، رغم بعض السلبيات في أدائه الدفاعي، وقد يحتاج روبيرتو إلى المساندة من راكيتيتش لمواجهة مارسيلو في الهجمات المرتدة.
البرازيلي الأسمر في الكلاسيكو الأول
ستتركز الأنظار كثيرا على النجم البرازيلي باولينو، الذي بات ورقة رابحة بيد المدرب فالفيريدي، حيث سيسجل غدا حضوره الأول في الكلاسيكو، بعد أن وصل متاخرا إلى برشلونة قادما من جوانجزو إيفرجراند الصيني بداية الموسم الحالي، ولم يلحق بكلاسيكو السوبر.
باولينو رغم أنه لم يأت لبرشلونة لسد ثغرة رحيل نيمار التي كان يؤمل أن يشغلها الفرنسي عثمان ديمبلي، لكنه وجد نفسه أساسيا في التشكيل بعد إصابة ديمبلي في وقت مبكر من الليجا، لكنه لا يقوم بنفس الدور كمهاجم صريح في الميسرة.
ويؤدي البرازيلي دورًا محوريًا للربط بين راكيتيش وإنييستا في الوسط، وميسي مع سواريز في الهجوم، ويتميز بقوته البدنية، وتغلبه في المواجهات الفردية، إلى جانب اختياره للمكان السحري الذي مكنه من خطف 6 أهداف في الليجا حتى الآن، وهو عدد يتفوق به على كل من كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما في الخصم الملكي.
صراع الدكة
على مقاعد الاحتياطيين، ستكون هناك أسلحة جاهزة للتدخل ومحاولة الحسم، وفي استعراض لما يمتلكه الفريقين، يظهر أن زيدان يمتلك ترسانة من اللاعبين الجاهزين القادرين على التغيير والحسم في نفس الوقت.
أبرز أسلحة زيدان تتجسد في النجم الويلزي جاريث بيل الذي شارك بديلا مرتين في مونديال الأندية، وأثبت قدرة كبيرة على الاختراق من الأطراف، وسجل في إحداها هدف الفوز أمام الجزيرة الإماراتي، وإلى جانبه سيكون أيضا أسينسيو وفاسكيز وكوفاسيتش الأكثر حظا في الدخول حسب الحاجة للكلاسيكو.
على الجانب الآخر، تعاني دكة فالفيردي من فيروس الإصابة، حيث يبتعد كل من ديمبلي وأومتيتي وألكاسير ودولوفيو بسبب الإصابة، وسيكون الظهير البرتغالي سيميدو متاحا إلى جانب أندريه جوميز الذي لا يزال يحاول إثبات نفسه، وأليكس فيدال ودينيس سواريز ولوكاس ديني الأكثر ترشيحا للمشاركة حسب ظروف المباراة.