الرياض: على واشنطن التراجع عن قرار القدس الاستفزازي
دعا وزير الخارجية عادل الجبير، الإدارة الأميركية إلى التراجع عن قرارها بنقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس.
وقال خلال كلمته في الجلسة الطارئة لوزراء خارجية جامعة الدول العربية لبحث الوضع في القدس التي تعقد في العاصمة الأردنية عمان: “أشكر المملكة الأردنية الهاشمية على طلبها عقد هذا الاجتماع الاستثنائي لمجلس الجامعة الموقر الذي يأتي في أعقاب تطور بالغ الخطورة باعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إليها”.
وأضاف: “سبق وأن حذرت حكومة بلادي بأن أي إعلان أمريكي بشأن القدس يسبق الوصول إلى تسوية نهائية سيضر بمفاوضات السلام، ويجعلها أكثر تعقيداً كما أن من شأن ذلك تقويض كل الجهود المبذولة في هذا الصدد، وتشكل استفزازاً لمشاعر المسلمين حول العالم، وإن حكومة بلادي التي تستنكر هذه الخطوة ترى أنها تشكل انحيازاً في الموقف الأمريكي كما أنها تعتبر انتهاكاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة”.
وتابع: “إن قرارات الشرعية الدولية تؤكد على أن القدس الشرقية جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967م وتعتبر كل الإجراءات والانتهاكات الإسرائيلية التي تستهدف مدينة #القدس الشرقية ومقدساتها وهويتها وتركيبتها الديمغرافية لاغية وباطلة، وإن موقف بلادي الثابت من القضية الفلسطينية، يضعها في أولوية سياساتها الخارجية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز حتى عهد الملك سلمان وتوليها اهتماماً خاصاً باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى، وتقدمت بلادي بمبادرة سلام تبنتها قمة بيروت في العام 2002 كما حظيت بموافقة العالم الإسلامي في قمته الاستثنائية في العام 2005م في مكة المكرمة، ومبادرة السلام العربية وضعت خارطة طريق للحل النهائي لجميع قضايا النزاع وفي إطار حل الدولتين، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة”.
وقال الجبير إن حكومة المملكة تدعو من هذا المنبر الإدارة الأمريكية بالتراجع عن قرارها، وأن تنحاز للإرادة الدولية في تمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة، وأضاف: هذه الخطوة وأن كانت لن تغير أو تمس الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني في القدس وغيرها من الأراضي المحتلة، كما أنها لن تتمكن من فرض واقع جديد على الأرض، إلا أنها تمثل تراجعاً كبيراً في جهود الدفع بعملية السلام وإخلالاً بالموقف الأمريكي.
وأضاف: إننا ندعو المجتمع الدولي بتكثيف جهوده في الدفع بالعملية السلمية لوضع حد لهذا النزاع التاريخي في إطار الحل الدائم والعادل والشامل، المستند على قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، لتمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة.
وتابع في ختام كلمته: “أرجو من الله العلي القدير أن يحفظ أهلنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأن يحفظ قدسنا الشريف وأن يديم على أوطاننا نعمة الأمن والأمان والاستقرار”.