تحليل – بينتو أرهق فان جال.. وكرول صنع الفارق لهولندا

خلال مباريات هولندا بمونديال البرازيل ، كانت التغييرات التي يجريها لويس فان جال مدرب الفريق كلمة السر وراء انتصارات فريقه ، حتى في مواجهته أمام كوستاريكا بدور الثمانية بالبطولة ، جاء إشراكه للحارس البديل تيم كرول كلمة السر في عبوره للدور قبل النهائي بعد تصديه لركلتي ترجيح قاد بهما فريقه لانتصار صعب أمام فريق مكافح نال احترام الجميع بعد صموده حتى الرمق الأخير.

دخل لويس فان جال مدرب هولندا المباراة بطريقة (3-4-3) ،بوجود الثلاثي فلارو دي فريج وبرونو في الخلف وأمامهم الظهيرين بليند وديرك كاوت و الثنائي جيورجينهو و ويسلي شنايدر في الإرتكاز ، و ديباي وروبن خلف رأس الحربة فان بيرسي ، في المقابل بدأ لويس بينتو مدرب كوستاريكا المباراة بطريقة لعب (5-4 -1) بوجود جامبوا وأكوستا و جوانزاليس و أومانا ودياز وأمامهم يورجيس وتيخيدا في الارتكاز والجناحين بولانيوس و رويز خلف المهاجم الوحيد كامبل.

المنتخب الهولندي حاول جاهداً حسم المباراة من البداية ، معتمدا على القدرات الخاصة لروبن الذي دائما ما يترك له فان جال حرية التحرك في الهجوم وهو ما يربك حسابات الخصوم لصعوبة السيطرة عليه وقدرته الخارقة على الانطلاق من الخلف للأمام بسرعة مذهلة ، فيما وضح التحفظ على أداء كوستاريكا بتأمين دفاعاته و الاعتماد على الجناحين رويز وبولانيوس في نقل الهجمات للأمام ومساندة المهاجم القوى كامبل.

الشوط الأول من المباراة ، سار على الطريقة التي رسمها بينتو وحسب ما أراد حيث نجح فريقه في الخروج منه متعادلا بدون أهداف ، فيما أصبح فان جال مطالب بالتدخل كما فعل في جميع مباريات البطولة بين شوطي المباراة لصنع الفارق للمنتخب البرتقالي.

منتخب كوستاريكا في الشوط الثاني ، عدل من طريقته بتنفيذ الضغط العالي وغلق المساحات أمام منتخب هولندا و نفذ مصيدة التسلل بنجاح ، وكان الأكثر هجوما وخطورة ، في المقابل لم يظهر المنتخب الهولندي بالشكل المتوقع ، وإن كان المدرب بينتو قام بتغيير غير متوقع ولم يأت بالتحسين المنتظر بخروج كامبل ونزول أورينا في الدقيقة (66) ، كما لم يحالف التوفيق الحكم الأوزبكي رافشان في عدم احتساب ركلة جزاء صحيحة للمهاجم كامبل قبل خروجه في الدقيقة (61) ، و اضطر المدرب بينتو للدفع بمورا بدلا من المصاب مورا في الدقيقة (79) ، ونجح في تنظيم دفاعاته والصمود أمام الطوفان الهجومي الهولندي في الدقائق الأخيرة في ظل تألق غير طبيعي للحارس نافاس.

فان جال ظهرت معاناته من عدم وجود بدلاء متميزين ، وهو ما جعله يتأخر حتى الدقيقة (76) للتدخل والدفع بجيرمين لينز بدلا من ديباي ، وفضل الابقاء على فان بيرسي الذي كان ضحية دائمة للوقوع في مصيدة التسلل ولم يحسن استغلال الفرص السهلة التي سنحت له ووقفت العارضة أمامه في الوقت بدل من ضائع ، وكان القائم قد تصدى لتصويبة من شنايدر في الدقيقة (82) ، لتصل المباراة إلي الوقت الإضافي.

في الوقت الإضافي ، وضح التأثر البدني على منتخب كوستاريكا ، ودفع بينتو بكوبيرو بدلا من اتخيده في الدقيقة (97) لتنشيط الوسط ،وجاهد في النهاية من أجل الحسم وهو ما كاد أن يحدث في الوقت القاتل لولا تدخل سيلسين وتصديه لمحاولة أورينا ، فيما حاول فان جال حسم اللقاء قبل ركلات الترجيح بمغامرة هجومية بالدفع بالمهاجم هونتلار بدلا من المدافع برونو ، لكن الدفاع الكوستاريكي وخلفه الحارس المتألق نافاس و العارضة التي تصدت لصاروخية شنايدر في الدقيقة الأخيرة ، أجبرته للجوء للحارس كرول الذي كان كلمة السر و عبر بفريقه لمواجهة الأرجنتين في الدور قبل النهائي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *