وعد بتقديم استقالته بشكل دستوري
الحريري تدخل إيران يدمر علاقات الدول العربية
أكد رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، أن استقالته التي تقدم بها في الرابع من نوفمبر الجاري، جاءت لمصلحة لبنان، مؤكداً أنه سيعود إلى لبنان قريباً جداً لتقديم استقالته بشكل دستوري، كما أكّد أن استقالته تهدف إلى إحداث صدمة ايجابية في البلاد.
وقال خلال لقاء تلفزيوني اليوم الأحد (12 نوفمبر 2017م): “كل تركيزي على مصلحة لبنان، وقدمت استقالتي من أجل مصلحة لبنان، ولن أتراجع عنها في الوقت الحالي.. تحدثت في هذا الوقت لأن هناك لغط حول استقالتي، وقدمت الاستقالة لأنني رأيت أن هناك أمور تحاك ضدي”، مؤكداً أنه هو من كتب خطاب الاستقالة.
وحذّر الحريري، من التدخل الإيراني الذي يدمر العلاقات مع الدول العربية الأخرى، قائلًا: “ما يجري إقليمياً خطر على لبنان، ونرى اليوم التدخلات في شؤون الدول العربية من قبل إيران”، مشدداً على أن إيران يجب أن تكف يدها عن التدخل بالدول العربية، وأن تأخذ إيران لبنان إلى محور ضد الدول العربية.
وبخصوص حزب الله، ذكر الحريري أن حزب الله يثقل على اللبنانيين الوزن الذي يتحملوه، ومضى قائلًا: “أنا مع التسوية ولست متوجهاً ضدّ أي فريق لا سيما حزب الله ولكن لا يحق له أن (يخرب) البلد”.
وأضاف: أنه لا يمكن أن يكون الوحيد الذي يقدم تنازلات في الوقت الذي يفعل فيه الآخرون ما يحلو لهم، في إشارة إلى ميليشيات حزب الله وحلفائها.
وعن السبب الذي جعله لا يقدم استقالته في بلاده، قال: “كان يتوجب عليه اتخاذ إجراءات أمنية لحماية نفسي.. من حقي أن أحمي نفسي وعائلتي.. ربما كان من الأفضل أن أعود إلى لبنان ولكنني استشعرت الخطر، واضطررت إلى ما فعلته، وأشكر كل اللبنانيين واللبنانيات الذين يريدون عودة الحريري.. سعد الحريري لن يترك البلد”.
وعن علاقته مع المملكة، قال الحريري: “علاقتي وثيقة مع المملكة، وخادم الحرمين يعتبرني كابنه وولي العهد يكن لي كل الاحترام، وعلاقتي مع قيادات المملكة الحالية والسابقة مبنية على الاحترام المتبادل”، وأضاف “استقرار لبنان من كل النواحي أساس لدى خادم الحرمين وولي العهد”، “المملكة أول الدول التي ساعدت لبنان بعد حرب 2006، كما أن المملكة دعمت لبنان اقتصاديا واجتماعيا، بينما إيران ماذا قدمت؟!.
وأردف: “أنا متواجد في منزلي منذ وصولي إلى الرياض، وعلاقتي ممتازة مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومحسودين عليها، وعلاقتي بولي لعهد علاقة أخ مع أخيه، وجميع اجتماعاتي معه سارت بسلاسة تامة، ولم أخضع لأي مساءلة في المملكة كما يروج البعض”.
وأضاف: “أملك حرية الحركة الكاملة في المملكة العربية السعودية وبإمكاني مغادرتها في أي لحظة، وأشكر جميع اللبنانيين الذين دعموني”، مشيراً إلى أنه المطلوب من لبنان هو الحياد والنأي بالنفس، مؤكداً بأن المملكة لم تتدخل ولا مرة في شأن لبنان الداخلي.
وقال الحريري: لا يمكن القول بأن صاروخ الحوثيين باتجاه الرياض أمر طبيعي، ووجود حزب لبناني في اليمن غير طبيعي، ولن أسمح بأن يشن أي طرف حربا على لبنان”، مشدداً بأن ليس من مصلحة لبنان العليا محاربة كل دول العالم، مضيفاً بأن ما يحصل في لبنان وسوريا واليمن والعراق يأتي بقرار من إيران.
وعن تهديد حياته، قال الحريري “أنا مهدد من زمن بعيد.. النظام السوري يهددنني وهناك الكثير من الأفرقاء الذين يرفضون وجودي، وكان علي تشكيل شبكة أمان حولي حتى لا يمكن خرقها”.
وفيما يخص علاقته بالرئيس ميشال عون، ذكر الحريري: “علاقتي ممتازة بالرئيس عون وسيجمعني حوار طويل معه عند عودتي لننظر كيف سنستكمل تسويتنا وننأى بأنفسنا، وكلنا تحت سقف القانون والدستور في لبنان لذلك يحق للرئيس عون أن يطلب أن أقدم الاستقالة أمامه”.