العيسى لـ قينان: لا تزايد علينا بليبرالية مزعومة وأنت تعسكر في مقاهي الشيشة
ردَّ وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، على مقال الكاتب قينان الغامدي، الذي شكك في انتمائه الوطني وهويتي الإصلاحية، رافضًا التشكيك في خبرته، واصفًا في الوقت ذاته عقله بالمريض المسكون بهواجس التيارات.
وخاطب العيسى، الكاتب قينان الغامدي، في رسالة شديدة اللهجة، قائلا: “لا تزايد علينا بليبرالية مزعومة، وأنت تعسكر في مقاهي الشيشة، وتتبطح أمام شاشات التلفاز”.
وقال الوزير العيسى، في مقاله اليوم (السبت 30 سبتمبر 2017م)، بصحيفة (الحياة): “قرأت بكل ألم ما سطره قلم الكاتب قينان الغامدي بصحيفة الوطن الثلاثاء الماضي 6 محرم 1439هـ في مقالة تفوح منها رائحة النذالة والخسة، وأقصى ما تصل إليه النفس البشرية من انحطاط”.
وأضاف: “لم تكن اتهامات الكاتب بفقدان العزيمة والحزم في مسيرة عملي في الوزارة هي التي أثارتني لكتابة هذه المقالة القصيرة، فمثل هذا التقويم لا يهمني كثيرا إذ إن ما يصلني من ثناء ومن تقويم إيجابي لعملي حتى الآن من قيادتنا الحكيمة، ومن المنصفين، الشيء الكثير، وهو يغنيني عن البحث عن تقويم من شخص فشل حتى الآن في مسؤولياته العملية كافة، معلما سابقا، ثم صحفيًّا، ورئيس تحرير”.
وأردف: “ما أثارني في مقالة الكاتب نقطتان، هما: أولاً: محاولة التشكيك في انتمائي الوطني وهويتي الإصلاحية بالقول إنهم (صحويون قدماء، محبون للصحوة، ومستترون)، ويبرهن على ذلك بأن مسرحية (وسطي بلا وسطية)، التي عُرضت إبان عملي في كلية اليمامة، والتي أفتخر بكتابة نصها، لم تكن أصلا سوى (رشوة للتيار التنويري من الصحوي)، هكذا!”.
وتابع: “مسكين هذا العقل المريض المسكون بهواجس التيارات والصراعات الحزبية. نسي الكاتب أن ما قدمته كلية اليمامة أثناء عملي مديرا لها من أعمال تحارب الفكر المتشدد لم تكن فقط من خلال المسرحية، وإنما هي عشرات الأعمال الخالدة، أذكر منها أن كلية اليمامة هي أول من سمحت للنساء بالجلوس في المسرح الرئيس للمشاركة في الندوات والمحاضرات من دون حواجز أو صالات خاصة”.
واستطرد: “وهي أول من سمح للطالبات بالخروج من الكلية من دون موعد محدد للخروج، وهي أول من شكل فريق كرة قدم نسائيا، وهي أول من أقام معرضا للتعليم العالي، يشارك فيه النساء لتمثيل الجامعات وتقديم المعلومات عنها، وهي أول من نظم برنامجا للتدريب الدولي، شاركت فيه الطالبات كالطلاب، سواء بسواء، وكانت من أكثر الجامعات اهتمامًا بالمسرح الجامعي وبالنشاطات الثقافية والمعارض الفنية.. وغيرها كثير”.
وواصل حديثه قائلا : “كما أنني على يقين أيضا بأن الكاتب لم يشاهد أصلا مسرحية (وسطي بلا وسطية)، ولم يقرأ نصها؛ فهو يعتقد أن المسرحية كانت تنتقد التيار الديني الإسلاموي المتشدد فحسب، ولذلك اعتبرها (رشوة من التيار الصحوي)، ولكن الحقيقة أنها تنتقد أيضًا التيار الليبرالي المتطرف، الذي يمثل الأستاذ قينان أحد رموزه”.
ومضى الوزير العيسى، في رده قائلًا: “مسرحية وسطي بلا وسطية كانت تطرح سؤالا جوهريا، هو غياب مشروع إصلاحي لتيار الوسط في ظل صخب تيار الإسلام السياسي المتطرف، وتيار الليبرالية المتوحشة. ونحمد الله أننا نشاهد اليوم من يحمل لواء تيار الوسطية في الدولة والمجتمع، ويسعى بكل اقتدار للتخلص من شرور التيارين المتصارعين برؤية وطنية، وأصالة دينية، وانفتاح نحو العالمية، والتخلص من الأوهام التي كانت تعوق مسيرة الإصلاح والتطوير”.
وأضاف: “كما أن الكاتب عرج في مقالته على كتابي (إصلاح التعليم في السعودية)، وكتابي الآخر عن (التعليم العالي)، ورأى فيهما مجرد سلم للوصول إلى الوزارة، هكذا! مرة أخرى مسكين هذا العقل المريض، الذي يتوقع أن قادة الرأي والفكر في بلادي لا يؤلفون ولا يكتبون إلا للبحث عن مكاسب شخصية، ومناصب إدارية.. ونسي قينان أن كاتب هذه المقالة قد كتب عشرات المقالات، التي تصل إلى مئة مقالة في صحيفتَي (الرياض) و(الحياة)، قبل الكتابين وبعدهما، وشارك في عشرات المؤتمرات والندوات، ينافح فيها عن بلاده، ويهاجم فيها تيارات التطرف، ويسهم في بلورة رؤى إصلاحية لمشكلات التعليم والتنمية بشكل عام”.
وتابع: “كما يمكنني أن أشير إلى أنه على المستوى الشخصي فإن إحدى بناتي كانت من أولئك النسوة اللاتي تحدين حظر قيادة المرأة السيارة في 26-10-2014، وقادت سيارتها في شوارع الرياض، وأوقفتها الشرطة، وقادتها إلى المركز، واضطررت إلى زيارة المركز، وتوقيع تعهد بعدم تكرار المحاولة”.
وذكر العيسى أن النقطة الأخرى التي أثارتني في مقالة الكاتب قينان الغامدي هي دعوته لي لترك مناكفات التيارات لكتاب الصحف ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، وأن أنصرف إلى وزارتي لأداوي عللها. وأنا أتساءل عن أي ظلم يقترفه الكاتب هنا؟ فأين تلك المناكفات أو الردود على الشتائم التي وجهت لي من فئات معروفة بتوجهاتها السياسية؟ فأنا لم أكتب في الصحافة منذ تكليفي بالعمل في الوزارة سوى مقالتين، إحداهما عن الخطط المستقبلية بمناسبة مرور مئة يوم على تعييني، والأخرى عن ساعة النشاط الحر لتبيان أهميتها وكيفية تطبيقها. كما أتحدى الكاتب أن يجد في وسائل التواصل الاجتماعي ردا واحدا على من تهجم علي، وانتقدني بقسوة بالغة”.
وأختتم وزير التعليم بقوله: “أخيرا، لا بد من أن أشير إلى أنه إذا كان الكاتب أو أحد القراء يعتقد أن إصلاح التعليم يمكن أن يحدث بين عشية وضحاها، أو خلال عامين أو ثلاثة، فهو واهم، ولا يعرف طبيعة النظام التعليمي، وتعقيداته المتناهية، فضلاً عن أن وزارة التعليم اليوم عبارة عن أربع وزارات، بعد ضم رئاسة تعليم البنات، والمعارف، والتعليم العالي، والمؤسسة العامة للتدريب التقني في وزارة واحدة، فلذلك هون على نفسك يا أخي قينان، وابتعد عن مثل هذه التفاهات. غفر الله لنا ولك”.