القضاء يحسم حق الأم بحضانة أبناءها دون دعوى
حسم المجلس الأعلى للقضاء، أحقية الأم بإثبات حضانة أبناءها دون حاجتها إلى رفع دعوى قضائية في محاكم الأحوال الشخصية بذلك في الحالات التي يثبت عدم وجود خصومة أو نزاع بينها وبين والد المحضونين، وهو الرأي الذي صدرت الموافقة بشأنه من وزير العدل رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشيخ الدكتور وليد بن محمد الصمعاني.
وتهدف إلى استقرار الأسرة والتغلب على الإشكاليات التي تعترض المرأة الحاضنة، وذلك بعد أن توصلت الدراسة المعدة في المجلس الأعلى للقضاء إلى أن الأصل في هذه المسألة أن تثبت الحضانة للأم في حال عدم وجود المنازع، وحتى لا يدعو رفع الدعاوى إلى إثارة النزاع ومن ثم وقوع الضرر على القصار، وخلصت في رأيها إلى “أنه يجوز للأم أن تتقدم للمحكمة بطلب إثبات الحضانة إنهاءً دون دعوى، ما دام الطفل تحت حضانتها، ولأنها مسؤولة عنه وفقا لنص المادة 15 من نظام حماية الطفل ولائحته التنفيذية ولأن إقامة الدعوى قد تتسبب بإيغار الصدور مما يعود ذلك بالضرر على المحضون والحاضن معاً”.
وبينت الدراسة الموافق عليها آليات إجرائية لضمان فاعلية التطبيق، منها: أهمية أن تقدم الأم بينة على صلاحيتها للحضانة وأن الطفل في حضانتها، مع أخذ التعهد عليها بأنها لم تقم هي أو غيرها دعوى في الحضانة.
وشددت على أهمية أن تضطلع الأم بمسؤوليتها تجاه الطفل، وضماناً للحيادية وتحقيقاً للعدالة لم تغفل الإجراءات أنه “في حال الاعتراض على الإنهاء فينظر وفقا لما ورد في المادتين (218/3) و (218/4) من اللائحة التنفيذية لنظام المرافعات الشرعية”.
وأوصت الدراسة بضرورة تهيئة البيئة التقنية لذلك من خلال: إيجاد ترميز في الأنظمة الإلكترونية لوزارة العدل ضمن القضايا باسم (إثبات حضانة) ويوضع نموذج لذلك بحيث يُضمن الإنهاء والشهادة أن الطفل في حضانة المنهية ولا يوجد لها منازع فيها، وذلك لضمان سرعة تطبيق هذه الإجراءات.
ويتوقع أن تحد هذه الخطوة من تدفق القضايا لمحاكم الأحوال الشخصية، والذي يعد واحدا من أهداف وزارة العدل الإستراتيجية في برنامج التحول الوطني 2020.
وتشير الأرقام المدرجة على بوابة ذكاء الأعمال في وزارة العدل إلى استقبال محاكم الأحوال الشخصية منذ بداية العام الجاري 11815 دعوى حضانة، ويتوقع أن تهدف الإجراءات المتخذة بهذا الشأن إلى الحد من تدفق الدعاوى وتقليلها، إضافة إلى ما اعتمدته وزارة العدل من آليات لتصديق محاضر الصلح بحيث يصبح سندًا تنفيذيًا مباشرة دون الحاجة إلى نظر منازعة موضوعية بهذا الموضوع.
وقامت الوزارة بعقد شراكة مع القطاع الثالث ـ غير الربحي ـ المعني بالدراسات الأسرية والاجتماعية وإشراكه في دراسة بعض الحالات التي تتطلب ظروف وقائعها السعي في الصلح فيها قبل إحالتها للدائرة القضائية للبت فيها مما أدى بقاء الروابط الأسرية وإستمراريتها في تلك القضايا مع معالجة موضع الخلاف فيها.