“أرامكو” تخطط لاستثمار أكثر من 300 مليار دولار خلال 10 سنوات
كشف رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر، عن أن الشركة تخطط لاستثمار أكثر من 300 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة، حيث ستعزز هذه الاستثمارات مكانتها في مجال النفط، والمحافظة على طاقتها الإنتاجية الاحتياطية من النفط الخام، ومباشرة برنامج ضخم للتنقيب والإنتاج يركز على موارد الغاز التقليدية وغير التقليدية، وقال خلال كلمته في مؤتمر البترول العالمي 2017م في مدينة إسطنبول التركية، بحضور عدد من القادة والوزراء والمسؤولين التنفيذيين في صناعة النفط اليوم إن أرامكو أطلقت برنامجًا يتكون من عدة مراحل للإسهام في توليد 9.5 جيجاواط من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2023.
وأشار إلى أن على قطاع النفط والغاز التعامل مع عدة اعتبارات إستراتيجية بعيدة المدى، وذلك نظرًا لكونه سيظل مصدرًا رئيسًا للطاقة على المستوى العالمي.
وتطرّق إلى الدروس المستفادة من الفترات السابقة التي شهدت ارتفاعًا في مقدار الطلب على أنواع الوقود التقليدي، حيث توقع أن يتضاعف الاقتصاد العالمي خلال السنوات الخمس والعشرين المقبلة، لتتسع بذلك قاعدة مستهلكي الطاقة لتضم بليوني مستهلك إضافي، وهو ما سيؤدي لاحقًا إلى نشوء مرحلة تحول في منظومة الطاقة قد تطول مدتها، مشيرًا إلى أنها لا تستطيع مصادر الطاقة البديلة وحدها، مثل مصادر الطاقة المتجددة، تلبية الطلب المستقبلي المتوقع.
تصور خاطئ
وقال الناصر: “إن هناك تصورًا يبدو خاطئًا ويزداد انتشاره مفاده أن بمقدور العالم التخلي مبكرًا عن مصادر الطاقة التقليدية مثل النفط والغاز استنادًا على افتراضٍ غير واقعي بأن مصادر الطاقة البديلة يمكنها أن تحل سريعًا محل النفط والغاز”.
ولفت إلى أنه إذا نظرنا إلى الوضع العالمي منذ هبوط أسعار النفط خلال السنوات الثلاث الأخيرة فقد تم التخلي فعليًا عن ضخ استثمارات تبلغ قيمتها نحو تريليون دولار أمريكي وتزامن ذلك مع تزايد الطلب على النفط من جهة والتراجع الطبيعي في حقول النفط المنتجة من جهة أخرى، موضحًا أن التقديرات تشير إلى الحاجة لحوالى 20 مليون برميل إضافي في اليوم خلال السنوات الخمس المقبلة لمواجهة نمو الطلب وتراجع الحقول.
وأشار رئيس أرامكو السعودية إلى أن حجم النفط الخام التقليدي المكتشف حول العالم قد تقلَّص إلى النصف خلال السنوات الأربع الماضية مقارنة بالسنوات الأربع السابقة لها نتيجة لنقص حجم الاستثمارات.
منظومة الطاقة
وأضاف أن العالم بدأ يشهد مرحلة تحول في منظومة الطاقة ستستمر لعدة عقود قادمة، محددًا ثلاثة مجالات من شأنها أن تبني المرونة والانضباط اللازمين لنجاح مرحلة التحول، يتمثل أول هذه المجالات في التحقق من توفر الإمدادات الكافية من جميع مصادر الطاقة، مفيدًا أن المجال الثاني يتمثل في التركيز على هيكل تكلفة تنافسي يرتكز على درجة أعلى في تكامل مجموعة الأعمال بين التنقيب والإنتاج والتكرير والكيميائيات.
أما المجال الثالث فهو العمل على استخدام النفط والغاز بأساليب فائقة النقاء للحد من الانبعاثات بشكل كبير، مبيِّنًا في ذات الشأن أن الهدف هو مضاعفة إنتاج الغاز الطبيعي إلى 23 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم خلال السنوات العشر المقبلة، بما يعني زيادة حصة استخدام الغاز في قطاع المنافع بالمملكة إلى قرابة 70% وهي النسبة الأعلى على مستوى الدول الأعضاء في مجموعة العشرين، مشيرًا إلى أن شركة أرامكو تعاونت مع العديد من شركات النفط والغاز لتطوير تقنيات تساعد على خفض الانبعاثات.