عبدالرحمن الراشد لقطر: ارفعوا الراية البيضاء فلن ينقذكم مرشد إيران
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
أكد الكاتب عبدالرحمن الراشد، أنه ليس أمام القط القطري المحاصر، سوى أن يرفع الراية البيضاء ويعلن الخضوع لـ13 شرطاً، والتفاهم مع جيرانه؛ مشددا على أنه لن ينقذ قطر مرشد إيران، ولا جند الأتراك.
وقال الراشد في مقاله “على الدوحة أن ترفع الراية البيضاء” بصحيفة “الشرق الأوسط”، اليوم الأربعاء : “في وجه مقاطعة الدول الغاضبة، قطر مثل القط المحاصر الذي يبحث عن منفذ للتملص، وبدلاً من أن يتعامل مع أزمته بواقعية ويعترف بأنه صار يمثل مشكلة خطيرة وكبيرة على الجميع في المنطقة؛ فإنه يعاود القفز البهلواني؛ مستعيداً حِيَله القديمة. للقط القطري نقول: دع عنك محاولات القفز من النوافذ؛ فللأزمة باب واحد عليك أن تخرج منه ومنها بالتفاهم مع جيرانك. لن ينقذك مرشد إيران، ولا جند الأتراك، ولا الدوائر الأمريكية التي توحي لك بنصف حل، ولا تصريحات الألمان، ولا غيرهم ممن لجأت إليهم”.
وأضاف : “مطالب الدول الأربع ثلاثة عشر؛ لكنها في الحقيقة لها هدف واحد؛ أن يكف نظام قطر أذاه وشروره عن دول المنطقة التي ستضيق عليه الخناق إن عاندها؛ حيث يبدو أن دول المنطقة حسمت أمرها بألا تسكت عن تهديد قطر لأمنها ووجودها، وستضيق عليها حتى تشعر بالأذى نفسه”.
ومضى يقول : “أما لماذا هذا الإصرار؛ فإن مصر لأكثر من عامين وهي تدعو نظام قطر إلى أن يتوقف نهائياً عن دعم معارضيها؛ مسلحين أو مدنيين؛ فالشأن المصري يخص المصريين. وكذلك كانت تريد منه السعودية والإمارات؛ أن ينتهي من عمليات التمويل للمعارضة المتطرفة في الداخل والخارج، ويتوقف عن دعم الجماعات المسلحة ضدها في اليمن وغيره. أما البحرين، فقد عانت كثيراً وطويلاً من تمويل القطريين للمعارضة المدنية والمسلحة”.
وأضاف الراشد: “أما لماذا تصر هذه الدول على إملاء شروطها الثلاثة عشر؛ فلأنها جربت التفاهم مع نظام قطر واكتشفت أكاذيبه؛ ففي اتفاق الرياض عام 2013 تعهد النظام القطري ووقّع على وثيقة بألا يكون طرفاً في أي عمل ضد جارته السعودية. وبعد أن احتجوا عليه لأنه لم ينفذ ما وقّع عليه؛ تذرّع بأنه لم يفِ بشيء لأنه لم يتعهد بأي شيء. وأمام الإنكار الذي فاجأها، اقترحت الدول الوسيطة وضع آلية للتحقق من التزامات قطر، ولم يمضِ عام حتى عثروا على بصماته على كل أزمة واجهتهم، وتأكد لهم أنه يهيئ إلى ما هو أعظم ضدهم. وفوق الضرر كان يكذب؛ فقد ادعى أنه التزم؛ نعم حرفياً التزم ضِمن الاحتيال على وثيقة الرياض، أنهى استضافة عدد من المعارضين المتطرفين في الدوحة ونقلهم على حسابه للعمل ضد بلدانهم في تركيا وبريطانيا والولايات المتحدة وغيرها، وتولى تمويلهم، وبعضهم منحهم الجنسية القطرية حتى يزعم أنه لم يعد يمول متطرفين سعوديين أو مصريين! أيضاً ألزم قناته “الجزيرة” بعدم التعرض للسعودية، وأوقف التحريض وأشرطة الإرهابيين على شاشتها؛ لكنه عَمِد إلى إطلاق شبكات إعلامية متعددة تقوم بالدور نفسه؛ بينها محطات تلفزيونية بديلة، يقوم بتمويلها في بريطانيا وتركيا!”.
وأكد الراشد أن الأزمة اليوم أكبر من عمليات الاحتيال القطرية السابقة قائلا : “الآن يظن أنه يستطيع أن يكرر عمليات الاحتيال عليهم بصيغ مختلفة؛ لكن الأزمة كبرت.. بالنسبة لمصر صارت أفعال قطر تمس أمنها، عندما تقوم بتمويل الجماعات الإرهابية المسلحة في ليبيا التي تهاجم الداخل المصري وسط احتفاء “الجزيرة” والتحريض الصريح ضدها. وكذلك السعودية التي ما عادت تسكت عن الحوثيين الذين يرمون مدنها بالصواريخ بدعم من الإيرانيين والقطريين. ولا يمكن أن تبقى صابرة على دفعها أموالاً طائلة لتمويل سعوديين مغرر بهم يحاربون في صفوف تنظيمات “داعش” و”جبهة النصرة” في سوريا والعراق، ونحن ندرك أن هدف نظام قطر ومشروعه الحقيقي ليس إلا عودة هؤلاء السعوديين لاحقاً إلى السعودية للقتال هناك، مكررة قطر ما فعلته بتحريض السعوديين المتمردين على دولتهم، من المنضوين تحت لواء “القاعدة” في أفغانستان في العقدين الماضيين”.
واختتم الراشد مقاله بالقول : “المعركة واضحة؛ فقطر تستهدف الأنظمة، بإضعافها أو إسقاطها، ومن الحتمي أن يقابل فعلها بالمثل؛ لهذا خير للقط سيئ الفعل والسمعة أن يرفع الراية البيضاء، بدلاً من أن ينجرف وراء دعايته فيصدقها هو هذه المرة.. يهدد ويتوعد بأنها ستكون خيمة صفوان (رمز تراجع الكبار عقب حرب الكويت)، ونحن نخشى عليه من أن يكون ميدان رابعة (بقعة متمردة تم القضاء عليها بمصر)!”.