قالت إنه يفقد الأطفال التركيز ويضعفهم بدنياً
مسؤولة ألمانية تًثير جدلاً بـ”تحذير” من الصيام
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
الرياض – عناوين
أقحمت رئيسة بلدية ضاحية نويكولن في العاصمة الألمانية برلين، نفسها في قضية صيام الأطفال المسلمين في رمضان، دون أن تملك المعرفة الكاملة بتفاصيلها ، ما جعلها عرضة لانتقادات واسعة.
وقالت فرانسيسكا غيفي إن الصيام عند الأطفال يحدد ويفرض من قبل المجموعة المحيطة بهم، ولا يتخذ الأطفال هذه القرار طوعا، محذرة في لقاء مع راديو “دوتشلاند فونك” الألماني، أمس الأربعاء، عن شكوكها بالتصريحات المتداولة عن “الحرية” التي أختار بها الأطفال صيام شهر رمضان.
وبينت غيفي أنه لا يمكن تأجيل الامتحانات أو عدم إرسال التلاميذ للمسابح العامة خوفا من بلعهم للماء.
وكان المجلس البلدي قد هذا العام نصائح مطبوعة وموجهة لذوي التلاميذ والتلاميذ والمعلمين تتعلق بالصيام في شهر رمصان، لكن غيفي انتقدت المساجد والجمعيات الدينية في ضاحية نويكولن وقالت إن 20 جمعية دينية فقط اتبعت نصائح المجلس البلدي.
وتجاهلت رئيسة البلدية أن “صوم شهر رمضان يعد فرصة فريدة بالنسبة للعديد من التلاميذ المسلمين في ألمانيا، من أجل اختبار قدرتهم على تحمل ساعات الصوم الطويلة والتعرف عن قرب على الأجواء الروحانية، التي يتمتع بها هذا الشهر الخاص لدى المسلمين”، وفق تقرير للإذاعة الألمانية .
وذكرت الإذاعة أيضا أنه” رغم صعوبة التوفيق بين أداء الواجبات المدرسية والصوم يتشبث الكثيرون بذلك، في حين يمتنع البعض عن الصوم لأسباب متعددة”.
ولم تأخذ المسؤولة الألمانية في اعتبارها معنى الصوم في الدين الإسلامي، ولا ما يمثله التمرين عليه للأطفال، على الرغم من تأكيد كثير من أبناء الجالية المسلمة أن هذا التدريب لا يعني في حالات كثيرة سوى صوم عدد بسيط من الساعات، أملا في اعتياد المسلم الصغير على أداء الفريضة.
وفي تقرير سابق لها، عرضت الإذاعة الألمانية قصص صيام أطفال وصبية في المانيا، بينت من خلاله الكثير من الأبعاد الغائبة عن أذهان غير المسلمين.
وقالت مايا الألمانية الجنسية والسورية الأصل ( 14 عاما)، إنها ولدت في ألمانيا وترعرعت فيها، موضحة أنها تدرس في ثانوية فريدريش إيبرت في الصف الثامن، وتصوم شهر رمضان على غرار العديد من التلاميذ المسلمين في المدارس الألمانية”.
وأضافت مايا :” نعم أصوم رمضان لأنه واجب ديني، فرمضان شهر يجعلني أشعر بالفقير ويُعلمني الصبر على العطش والجوع”.
وترى مايا أن رمضان شهر خاص بالنسبة لها ، حيث إنه يمثل” خروجا عن الروتين العادي وخاصة أن هناك أجواء مميزة في هذا الشهر”.
وأكدت مايا أن الصوم ” لا يؤثر عليَّ، بالعكس خاصة أن حسناتي ستتضاعف لأنني أصوم وأدرس”.
أما ياسمين (15 عاما) والمولودة في ألمانيا من أبوين ينحدران من المغرب، فأكدت أنها تصوم رمضان” لأنه شهر الصيام” مضيفة” أُحاول أن أثابر على واجباتي الدينية بشكل أكبر”. وترى نفس التلميذة أن رمضان شهر يختلف عن باقي الشهور الأخرى حيت أنه “مميز عن باقي الأشهر لأن مواعيد الطعام تصبح مختلفة، إذ يجب علينا تناول الطعام سويا”.
وعن مدى التوفيق بين الصوم والدراسة تقول ياسمين” رمضان يجعلني أشعر بالتعب قليلا وخاصة عندما يكون الجو حارا ويتوجب عليَّ الذهاب إلى المدرسة”. وتضيف” في بعض الأحيان أكون غير قادرة على التركيز”. وبالرغم من صعوبة الجمع بين الصوم والدراسة، فإن ياسمين تُشدد على أنها تُحاول بشكل عام أن تُوازن الأمور.
أما وائل زردة (17 عاما ) القادم إلى ألمانيا سنة 2015 فارا من الحرب في سوريا ، فقال” أول ما أسمع كلمة رمضان أتذكر الشام، أتذكر الأجواء الرمضانية في سوريا، حيث تكون المحلات مُغلقة أثناء الإفطار والكل يُفطر مع أهله”.
وحسب الإذاعة الألمانية، يٌثير صوم التلاميذ المسلمين احترام ودهشة باقي زملائهم الألمان خصوصا وأن ساعات الصوم طويلة، والطقس حار في هذه الفترة من السنة.
وتقول التلميذة الألمانية ياسمين :” شخصيا لا أستطيع أن أتحمل ساعات الصوم الطويلة فأنا بحاجة إلى الماء، وحين أرى زملائي الصائمين يثير ذلك كليا دهشتي”،غير أن ياسمين لا تؤيد “فكرة فرض الصوم على التلاميذ خصوصا في وقت الدراسة”.