تعرف على سر عدم انضمام بريطانيا لواشنطن في الضغط على قطر
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
كشف موقع “ديلي بيست” الإخباري الأمريكي عن أسباب عدم ممارسة بريطانيا أى ضغط على قطر كما تفعل الإدارة الأمريكية، للاستجابة الحقيقية الجادة للمطالب الخليجية المتصلة بالأمن الإقليمي والقومي.
وفي تقرير بعنوان “عقدة المؤسسة البريطانية مع قطر”، ترجمه موقع “إرم نيوز” ، حاول الصحفي الاستقصائي الأمريكي “توم سايكس”، أن يجيب على السؤال الذي كان مطروحا باستمرار عن سر العلاقة بين “المؤسسة البريطانية” (والمراد بها المخابرات والعرش والنخبة الحاكمة ومراكز القرار الفعلية) وبين قطر، وهي العلاقة الغامضة التي تجمع الطرفين في رعاية الإخوان المسلمين والتشبيك مع تنظيم القاعدة وتفريعاته، وفي توظيف الإعلام والمال القطري لنفس الأهداف الغامضة في الشرق الأوسط.
ويقول التقرير، إن ما بين قطر والمؤسسة البريطانية من مصالح ظاهرة وخفيّة يجعلها لا تستطيع أن تفعل مع الدوحة ما يفعله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قوة الإفصاح عن علاقة قطر بالإرهاب.
ويستذكر التقرير، أن النظام القطري يقوم أساساً على مبدأ المناكفة والتعطيل لأي توجّه إقليمي تستشعر فيه الدوحة قوة الصوت السعودي وقيادته. ويعطي أمثلة على هذا النهج القطري المشاكس للدول العربية الكبيرة، في موضوعات العلاقة مع طهران ومواجهة المدّ الإيراني الإقليمي تحت ستار المذهبية، فضلاً عن دور الإعلام القطري المكرّس للتحريض على الدول العربية الرئيسية، الأمر الذي يشي بأن “المؤسسة البريطانية” ليس في صالحها أن تضغط الآن على قطر للتخلي عن نزعة المناكفة في منطقة تستقطب القوى العالمية.
ويعرض التقرير أيضاً، تفاصيل عن توظيف “المؤسسة البريطانية” للمال القطري ليس فقط في تحريك قطاعات العقار والاستهلاك في الاقتصاد البريطاني، وإنما أيضاً في كون قطر تشكّل بالنسبة لمتقاعدي الأجهزة والمؤسسات البريطانية مركز تشغيل فائق الرفاهية.
ويقول التقرير، إن “المؤسسة البريطانية” نشأت تقليدياً على مبدأ البحث عن مصادر “كاش” خارجية ضخمة. وفي الماضي أخذت هذه العقلية البريطانية نهج تشجيع شباب الطبقة الارستقراطية في البحث عن “أرملة أمريكية وارثة” ليتزوجوها. ولكن هذا النهج تغير مؤخراً فأصبحت “النخب البريطانية” تجد ضالتها في قطر للاحتفاظ بنمط الحياة التقليدي المرفّه لهذه الطبقة من الارستقراطيين، حسب التقرير.
وأضافت “ديلي بيست”، أن قطر أتقنت الاستجابة لمطالب “المؤسسة البريطانية” بأن وظفت الدوحة جزءاً كبيراً من أموالها لتسييل العقارات البريطانية وإدامة تحريكها. وتنقل بيست، عن رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم بن جبر الذي كان يرأس هيئة الاستثمار القطرية، قوله إن حجم الأموال القطرية التي تم ضخها في العقار البريطاني يزيد عن 30 مليار دولار.
وتشمل تلك الاستثمارات مخازن هارودس، والمركز المالي، وسلسلة من الفنادق والمرافق في وسط لندن، فضلاً عن تشلسي باراكس، والقرية الأولمبية، وناطحة السحاب شارد. وفي عرضه للعلاقات “الخاصة” التي ربطت بين قطر وتشكيلات الدولة العميقة في بريطانيا، يتوسع تقرير الديلي بيست في تفاصيل البرنامج القطري القديم في التقرب من “قلب مجتمع النخبة البريطاني”.
ويستذكر التقرير، أن قطر قامت قبل سنتين بخطوة أولى من نوعها على مستوى الفروسية في بريطانيا، وهي هواية العائلة الحاكمة وارستقراطية صنع القرار البريطاني، حيث وقعت قطر عقد رعايتها لمهرجان جدوود للفروسية لمدة 10 سنوات.
وكانت مؤسسة كيبكو، التي يرأسها حمد بن عبدالله آل ثاني وقعت عام 2015، أكبر صفقة رعاية لسباق الخيول في بريطانيا، مع كل من سباق “اسكوت” الملكي للخيول وسباق مضمار “نيو ماركت” وهيئة بطولات “بريتش شامبيونز” لتصل قيمته 50 مليون جنيه أسترليني حتى عام 2024. وجاءت تلك الصفقة استكمالاً وتوسعة لاتفاقية سابقة في عام 2011.
ويستعرض التقرير، النتائج الفورية للأزمة القطرية الراهنة، وكيف أنها تتقاطع وتتلاقى مع مصالح بريطانية كبيرة في الشرق الأوسط، بما في ذلك في الملفان السوري والليبي، فضلاً عن العلاقة القطرية الخاصة والغامضة مع إيران.
وتنقل ديلي بيست عن توماس ليبمان، خبير شؤون الخليج في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، قوله إن “الهدف الأكبر الذي يمكن أن تحققه أزمة قطر، هو تداعي مجلس التعاون الخليجي، الذي تقول قطر إنه يخضع للقيادة السعودية”.
ويرى ديفيد اوتادي، خبير الشؤون الخليجية في مركز وودرو ويلسون لشؤون الشرق الأوسط، أنه إذا كنت تريد أن تعرف لماذا لن تنضم بريطانيا إلى أمريكا في الضغط على قطر لكي تتخلى عن سياستها المناوئة لبقية شركائها في مجلس التعاون، تعال الأسبوع القادم وشاهد كيف ستجلس ملكة بريطانيا مع القطريين في سباق “رويال أسكوت”؟
وتقول الديلي بيست، إن هذا المشهد نفسه يحكي جزءاً من العلاقة الغامضة القديمة بين النظام القطري وبين المؤسسة والأجهزة البريطانية، وهي العلاقة التي لبريطانيا مصلحة في أن تستمر، ومن أجل ذلك عليها أن تفعل الذي ستفعله واشنطن في الضغط على الدوحة لتغيير نهجها.