المقاطعة الخليجية لقطر تزيد عجز ميزانيتها
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
كتب إيغور سوبوتين مقالا نشرته صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” عن الأوضاع حول دولة قطر؛ مشيرا إلى أن طهران وأنقرة ستؤمنان لها المواد الغذائية. وجاء فى المقال ، بحسب موقع “روسيا اليوم” :ترجح السلطات القطرية أن تكون مقاطعة دول الجوار دائمة. وفي هذا الصدد، صرح مصدر في الخارجية القطرية لـ “نيزافيسيمايا غازيتا” بأن “عدم الثقة بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي سيبقى قائما، وسيكون تجاوزه صعبا، بل مستحيلا”. أما الخبراء الغربيون فيعتقدون أن التوتر داخل مجلس التعاون الخليجي لن يتجاوز عام 2020.
ويحاول استراتيجيو قطر في الظروف الراهنة إيجاد بديل للبضائع المستوردة من المملكة السعودية والدول الأخرى التي أعلنت مقاطعة قطر. ويقول المصدر الدبلوماسي القطري: “نستطيع إيجاد البديل، وهذا ما نفعله حاليا، وخاصة أن الدوحة تمتلك علاقات متميزة مع العديد من البلدان الغربية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) وطبعا مع تركيا. وهذه الدول لديها مصالح اقتصادية كبيرة (في قطر)، لذلك لن تسمح بتقويض هذه المصالح بأفعال غير مسؤولة”.
وقد علق المصدر الدبلوماسي القطري على زيارة وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى روسيا؛ موضحا تصريحاته في ختام لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف بالقول إن “الدوحة لم ترفض المساعدة الغذائية من جانب موسكو، بل احتفظت بحقها في الاستفادة من المقترح الروسي، عندما تبرز مثل هذه الحاجة. وأضاف أن “كل شيء موجود لدينا، إنه الاحتياطي الاستراتيجي”.
وعموما، تعلق قطر آمالا كبيرة على تسوية الأزمة ليس بالاعتماد على اللاعبين العالميين، بل على اللاعبين الإقليميين. ويعتقد المصدر الدبلوماسي أن “من الأفضل تسوية المشكلة بوساطة كويتية في إطار مجلس التعاون الخليجي أولا”.
في غضون ذلك، تقدم تركيا المساعدة إلى قطر. وقد وصل إلى الدوحة على خلفية الأحداث الأخيرة وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو. ويذكر أن أنقرة نفت مرارا وجود أي أساس للاتهامات التي وجهتها الرياض والعواصم المؤازرة لها إلى العائلة الحاكمة في قطر.
وقد كثفت الدوحة وأنقرة علاقاتهما الاقتصادية على خلفية مقاطعة دول مجلس التعاون الخليجي. وهذا واضح جدا في مجال البناء، حيث سيزور مدينة إزمير التركية قريبا ممثلون عن الشركات القطرية المساهمة في التحضير لبطولة العالم بكرة القدم عام 2022. وإن أحد أهداف هذه الزيارة هو الاتفاق مع 26 شركة تركية بشأن توريد الحجر الطبيعي إلى قطر.
وتبقى تركيا أحد المصادر الرئيسة لتوريد المواد الغذائية إلى قطر المحاصرة. وتحاول طهران القيام بهذا الدور أيضا.
يقول الأستاذ المساعد في الكلية الملكية بلندن، ديفيد روبرتس، مؤلف كتاب “قطر: حماية الطموحات العالمية للمدينة-الدولة”، “لقد عوضت تركيا وإيران الجزء الأكبر من الاحتياطي الغذائي لقطر، الذي كانت تحصل عليه من دول مجلس التعاون الخليجي. بيد أن مشكلة قطر تكمن في تعويض المواد الخام المستخدمة في الصناعة، التي تصل إليها وتصدرها عبر الطريق البري مع المملكة السعودية. لذلك ستحاول تنويع مصادر الحصول على هذه الخامات”.
أما الباحث العلمي في المعهد الملكي المتحد للدراسات الدفاعية “RUSI” مايكل ستيفنز، فأشار، في تصريح إلى الصحيفة، إلى أن “دعم تركيا وإيران قدم لقطر خيارات تجعلها قادرة على تجاوز المرحلة الأولى للمقاطعة من دون ضرر. كما لم يتضرر تصدير الغاز الطبيعي المسال، مع أني أعتقد أن شركة قطر بتروليوم سوف تقلص بعض مشروعاتها المستقبلية بسبب انخفاض وارداتها. وإضافة إلى هذا، سوف تعمل شركة الخطوط الجوية القطرية من أجل بقائها قادرة على المنافسة. لذلك أشك في أن تتعرض خطوط النقل من أوروبا إلى شرق آسيا عبر الدوحة لتغيرات كبيرة”.
ويضيف الخبير البريطاني: “بغض النظر عن أن قطر دولة غنية، سيكون عليها زيادة نفقاتها من أجل استيراد البضائع والمواد الأساسية… لقد بدأ العجز في الميزانية، وينتظر زيادة هذا العجز”.