إمام المسجد الحرام: لا بد من لجم فوضى الإرهاب
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته وإجتناب نواهيه ، وقال في خطبة الجمعة يوم أمس من المسجد الحرام بمكة المكرمة
أن من أحسن في ليله كوفئ في نهاره ، ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله ، وإنما يكال للعبد كما كال ، ومن صحح باطنه بالمراقبة زين الله ظاهره بالمجاهدة ، وإتباع السنة .وفي الناس نفوس خيِّرة ، وقلوب طيبة ، يحبون فعل الخير وأعمال البر ، ولكنهم يبتلون بالتسويف والتأجيل ، لا ينتهزون الفرص ، وليس عندهم خلق المبادرة والمسارعة ، ولا طبيعة المسابقة والمنافسة . ولقد قالت الحكماء : التواني إضاعة ، وفوات الفرص غصة ، ومن المعيقات حب الراحة ، والغفلة ، والإغراق في المشتهيات واللذائذ . ومن جميل تعبيرات المعاصرين: ” كن مبادرا سباقا ، ولا تكن مدير كوارث”.
وقال بن حميد هناك وقفة مع مسابقة من نوع أخر ، ومسارعة إلى خير عميم ، فيها عظيم الأجر ، وسابغ الفضل ، لمن صلحت نيته ، وحسن عمله . انه خطاب إلى هذا الاجتماع المبارك الذي يجمع الأشقاء ، والأصدقاء ، إنكم تجتمعون في القلب النابض للأمة العربية والإسلامية ، حاملة لواء الإسلام ، والاعتزاز بالدين ، والذي يؤمن به هؤلاء القادة من العرب والمسلمين ، فهي حاضنة مقدساتهم ، وخادمتها ، وراعيتهما ، والقائمة عليهما .وهي الدولة التي تنتهج سياسة الحزم والعزم ، وإعادة الأمل ، تقوم عليها حكمة القيادة والدولة . وهي سياسة حزم وقوة وأمل ، لا يخدم الأمن الوطني فحسب ، ولكنها تمثل أمن العرب والمسلمين أجمعين، وهي رافدة الاستقرار للعالم كله.
وخاطب امام وخطيب المسجد الحرام قادة الدول المجتمعة فقال أيها القادة المجتمعون : ليس أشد منعة من الإسلام لأنه أساس شريعة هذه الدولة ، ولله الحمد والمنة ، وقوتها ، والتفاف الناس حولها عربا ومسلمين، ينبغي أن يكون الطرح واقعيا ، وأن توضع النقاط على الحروف ، والتأكيد على أن التدخلات في المنطقة كان لها الأثر السيئ في تفاقم الصراعات الطائفية ، والدينية ، والقومية ، والعرقية ، وغلبة المصالح الجزئية ، والأحادية عليه . لا بد من لجم هذه الفوضى المسلحة والتي يقودها إرهابيون ، ووقودها شباب أغرار ، ومن ورائهم رعاة إرهاب ، مما ساعد الجماعات المتطرفة على سهولة الاستقطاب في مناطق الصراع والنزاع .
واضاف أيها القادة المحترمون: ينبغي أن يعلم العالم أن أمة الإسلام ، أمة تعتز بدينها ، وهويتها ، وقيمها ، وثقافتها، أمة تقدر الإنسان، وتكرمه ، وتقدر العلاقة الكريمة بين البشر ،أمة تؤمن بالتنوع البشري ، والثقافي، والحضاري ، إن أمة الإسلام ترى أن الناس شركاء في عمارة الأرض ، والتعاون مطلوب ومبذول ، اقتصاديا ، وسياسيا ، وكل ميدان يخدم هذا الهدف الكبير النبيل ، من اجل عمارة الأرض واستثمار مكوناتها ، ومخزونها ، لصالح البشر جميعا العدل ، والحق ، والصدق ، والسلام ، والمساواة ، والحوار البناء ، والتعاون ، والتسامح ، والتناصح هو أساس التعامل الصحيح ، الآمن ، الراشد ، المصلح ، بين الأفراد ، والمجتمعات ، والأمم ، والدول.