إعلام قوي.. لدولة قوية
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
تسلم الدكتور عواد بن صالح العواد حقيبة الثقافة والإعلام في وقت تحتاج فيه بلادنا إلى إعلام قوي يتناسب، وكونها دولة قوية على المستويين الإقليمي والعالمي.. قوية لكونها قبلة المسلمين ومهد العروبة الأول، ولأنها دولة تحترم علاقاتها الدولية؛ فلا تتدخل في شؤون الآخرين ولا تقبل أن يتدخل أحد في شؤونها.. دولة ينطلق منها الخير وتشع منها الوسطية الإسلامية وتدافع عن الحق ضد الظلم والطغيان بصوت مرتفع في المحافل الإقليمية والدولية.
وأمام هذه الحقيقة فإن مهمة الإعلام السعودي لم تعد كما كانت تقوم على رد الفعل لما تتعرض له بلادنا من هجوم ظالم من هنا أو هناك، وإنما يجب أن تعتمد على خطة استراتيجية طويلة المدى للإعلام الخارجي القائم على مخاطبة شعوب الغرب والشرق بلغاتهم وبالأسلوب والوسائل المناسبة، فالإعلام كما هو معروف لم يعد جريدة أو محطة فضائية فقط كما كان قبل عشر سنوات، وإنما تعددت الأساليب والهدف واحد، وهو إقناع المتلقي بعدالة القضايا التي تدافع عنها بلادنا ليس لمصلحتها فقط وإنما لمصلحة العرب والمسلمين والشعوب المظلومة على وجه الكرة الأرضية.
وبعد هذه المقدمة أقول للوزير الذي عرف بالمهنية العالية والمتخصص في الشأن الاقتصادي وصاحب الخبرة في التنافسية والدبلوماسية، وهذه الأمور مجتمعة هي أساس العلاقات الدولية وأول بند في وضع خطة إعلامية محكمة تقوم على الإقناع المنطقي.. أقول إن مقومات النجاح لإعلام سعودي قوي متوافرة وأولها وجود قيادة واعية تقدر دور الإعلام وتفتح له الأبواب بما لديها من علاقات محترمة من كل دول العالم. ولعل من مقدمات تقدير القيادة لدور الإعلام السعودي أن اشترط الأمير محمد بن سلمان على قناة غير مقيمة أن تشترك مع القنوات السعودية الرسمية في بث حديثه المهم قبل أيام. وقد غيرت تلك الخطوة نظرة المشاهد السعودي إلى قنواته المحلية، والمؤمل أن تتبعها خطوات مماثلة لرد الاعتبار لشبكة الإعلام الوطني، بحيث تكون أحاديث المسؤولين المهمة مستقبلا للصحف ووكالة الأنباء والفضائيات السعودية المقيمة داخل بلادنا، بحيث تنقل عن هذه الوسائل شبكات الإعلام العربية والأجنبية، ولعل هذا من البنود المهمة في الاستراتيجية الإعلامية الجديدة مع وزير جديد يقرّب الجميع ويستمع إليهم. كما يتطلع المهتمون بالشأن الإعلامي إلى أن تعقد جلسات للعصف الذهني مع المختصين من الإعلاميين والكتاب والمثقفين وأساتذة الجامعات، خاصة المطلعين على التجارب الإعلامية العالمية، ولا بأس أن يشارك في هذه الجلسات بعض العرب والأجانب المعروفين بمواقفهم المعتدلة والمؤيدة للقضايا العادلة التي تتبناها بلادنا، بحيث تكون حصيلة هذه الجلسات مفيدة للتوجه الإعلامي الجديد.
وأخيرا: هناك تفاؤل كبير بأن تتغير صورة الإعلام الرسمي التي عرف بها ليس في بلادنا فقط وإنما في العالم الثالث عموما، بحيث نرى قنواتنا المتعددة وقد أعيد ترتيب تخصصاتها وأسلوب تقديمها للأخبار والمواد الأخرى بعيدا عن الروتين الممل الذي عرفت به من كثرة المسلسلات المكررة وضياع ساعات طويلة من البث في مواد هامشية لا تناسب عصر السرعة والإتقان ولا تقدم مادة نوعية جاذبة للمتابعين على اختلاف أعمارهم.
الكاتب: علي الشدّي (الاقتصادية)