خبر الإعفاء عن التأشيرة الروسية لم يفرح المستهدفين .. لماذا؟
يبدو أن فكرة زيارة الميدان الأحمر أو قصر الكرملين في العاصمة الروسية موسكو، أو مشاهدة فنون العمارة والمسارح ومتحف الهيرميتاج في مدينة روسيا الإمبراطورية المطلة على بحر البلطيق سانت بطرسبرغ، يبدو أن فكرة كهذه تلاشت تماما فور إعلان روسيا أمس الاثنين عن إمكانية زيارتها والدخول إليها دون تأشيرة لقائمة من 18 دولة من ضمنها السعودية، وهي: الجزائر والبحرين وبروناي والهند وإيران وقطر والصين وكوريا الشمالية والكويت والمكسيك والمغرب والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وسنغافورة وتونس وتركيا واليابان، حيث سيطبَّق على مواطني هذه الدول نظام مبسط للحصول على تأشيرات دخول تبقى سارية المفعول لمدة تصل إلى 30 يوماً، وتسمح لهم بالبقاء داخل روسيا لمدة تصل إلى ثمانية أيام، ويمكن الحصول على هذه التأشيرة إلكترونيا.
وفي الوقت الذي ينتظر من مواطني هذه الدول إبداء الفرح والسرور لإتاحة الفرصة لهم لدخول روسيا بلا تعقيدات التأشيرة، فإن معظمهم أصيب بالذهول والاستغراب، ولم يبد أحد إعجابه بالإعلان، لأن المنفذ الوحيد المسموح الدخول من خلاله إلى روسيا هو ميناء فلاديفستوك وليس عبر مطارات موسكو وسانت بطرسبيرغ أو حتى منتجع سوـشي المشهور بالألعاب الأولمبية والمسابقات الشتوية على ضفاف البحر الأسود، لأن ميناء مدينة فلاديفستوك يقع في أقصى شرق روسيا على حدود كوريا الشمالية ويطل على اليابان.
ويبعد ميناء فلاديفستوك عن أهم مدينيتن سياحيتين كموسكو وسانت بطرسبيرغ آلاف الكيلومترات الأمر الذي يتطلب قطع منطقة سيبيريا ما بين المحيط المتجمد الشمالي ودول مثل الصين ومنغوليا وكازاخستان. وتبعد موسكو عن ذك الميناء المسموح الدخول إليه فقط بلا تأشيرة للسياح مسافة تقدر بحدود 9 آلاف كم، وتساوي رحلة خمسة أيام بالسيارة أو القطار، وتسع ساعات بالطائرة، بينما تبعد عن مدينة سانت بطرسبيرغ مسافة 9500 كم، تساوي 11 ساعة بالطائرة تقريبا.
وما يزيد من مستوى الذهول لدى سياح هذه الدول ليس طول المسافة فقط، وإنما المدة المسموحة للبقاء داخل روسيا وهي ثمانية أيام، والتي ربما لا تكفي للسفر إلى تلك المدن السياحية الروسية المرغوبة لدى سياح العالم، حيث يتطلب السفر لهذه المدن مدة لا تقل عن عشرة أيام بالسيارة أو القطار وذلك لمجرد زيارتها وشرب القهوة فقط والعودة مباشرة لميناء فلاديفستوك بدون زيارة أي معلم سياحي هناك.