‘مُلتقى خريجي هارفارد العرب’ يفرد مساحة للتكنولوجيا المدنية
ركّز “مُلتقى خريجي هارفارد العرب الثاني عشر” Annual Harvard Arab World Conference الذي عُقد السبت في البحر الميّت، هذا العام على ريادة الأعمال كعنصر مُهم لمستقبل المنطقة، وأدرج ضمن جدول أعماله لأول مرة “المُختبر المدني” Civics Lab الذي هدِفَ إلى عرض مبادرات تكنولوجية من المنطقة تخدم المُجتمع.
وعلى غرار السنوات السابقة، اختار المُلتقى السنوي الذي يهدف إلى شبك “هارفارد” بالعالم العربي، هذا العام محوراً لفعاليته هو “بناء المستقبل”. وتحت هذا العنوان تناول قضايا التعليم والصحة والدبلوماسية كأساسيّات البناء لمستقبل أفضل، إضافة إلى الريادة التي برزت كإحدى الأولويّات.
وجمع المُلتقى أكثر من 400 محاضر بعضهم من خريجي الجامعة والبعض الآخر صنّاع قرار عرب وروّاد أعمال وطلّاب أردنيون.
تقول كارين أبو عكر، إحدى المنظّمات إنّ “الريادة والشركات المُتوسطة هي التي ستُساهم في إعادة بناء اقتصاد المنطقة. لا نستطيع الاعتماد على النفط ويجب أن نستبدله بالشباب الذين سيُشكلون العُملة الجديدة”.
المُختبر المدني: التغيير يبدأ من الفرد
بالتوازي مع الجلسات التي ناقشت التغييرات الهيكلية المطلوبة من قبل الحكومات وفي الاقتصاد، قدّم “المُختبر المدني” نظرة مُغايرة ولكنّها مُكمّلة لمفهوم التغيير الهيكلي تركّز على المُجتمعات والأفراد بدلاً من كبار الشأن لإحداث تغيير جذري يبدأ من الفرد ليصل النظام.
“ليس الجميع مُهتم بإنشاء شركة لجني الأرباح، فهناك من يجد نفسه مناسباً أكثر للنشاط والحضور المُجتمعي”، يقول المُنظم رضا الحيدر.
استضاف المُختبر مُبادرات تقنية تعمل على سد الفجوة بين المصالح الحكومية والمواطنين عن طريق منصات رقمية مثل “ديرة” Deera من الكويت و”أنت تعرف” من فلسطين.
ويعتقد سائد كرزون مؤسس مُبادرة “أنت تعرف” أنّ حل مشاكل صغيرة على المستوى الشخصي مُهم جداً لكسب ثقة الجمهور قبل التطرّق إلى مشاكل أكبر.
ويرى كرزون أن “الأفكار الريادية هي الأدوات القريبة من الناس التي تصنع أولاً حاضراً جميلاً وبالتالي مستقبلاً أفضل. ولكن كيف نتوقع من الناس أن يؤمنوا بالتغيير وبغد أفضل، إن لم تلمس التغييرات تفاصيل يوميّة بسيطة؟”.
يأتي المُلتقى بعد أسبوع من إقامة فعالية “Hack a Vision” في حرم “هارفارد” بهدف بناء منصات رقمية يُمكن استخدامها للتعبير عن الرؤى المُختلفة لمُستقبل العالم العربي.
منح بقيمة 20 ألف دولار لشركات ناشئة من المنطقة
اختتمت الفعالية بمسابقة عرضت خلالها خمس شركات ناشئة مشاريعها على الجمهور وعلى لجنة تحكيم. وفازت بالمركز الأول شركة “مام” Mumm المصرية التي تعمل في مجال توصيل الأكل المنزلي وحصلت على 15 ألف دولار مُقدمة من “حكمة فينتشرز” Hikma Ventures و”سيليكون باديا” Silicon Badia، إضافة إلى تسعة آلاف دولار مُقدمة من “مايكروسوفت” على شكل خدمات وبرامج.
أمّا المركز الثاني فحازت عليه شركة “جليسة” Jaleesa اللبنانية التي تربط الأهل بجليس/ة لأطفالهم والتي حصلت على خمسة آلاف دولار مُقدمة من “منصة زينك للإبداع” ZINC إضافة إلى تسعة آلاف دولار مُقدمة من “مايكروسوفت” على شكل خدمات وبرامج.
وأخيراً حصدت شركة “دوكس” Dox التي تعمل على تحسين فعالية الطائرات من دون طيّار، مركز الثالث على أن تحصل على خمس ساعات إرشادية.
واختيرت الشركات الثلاثة من بين 80 شركة ومشروع شاركت في المسابقة التي تجري للمرة الثانية في في الملتقى.
من جهتها أوضحت لانا غانم المديرة العامة لـ”حكمة فينتشرز” أنّ “الاستثمار في الشركات الناشئة لم يعد مطلباً بل ضرورة لأنّ هذه الشركات هي المُحرّك والعنصر المُغيّر للشركات الكُبرى التي يصعب أنّ تُطوّر عملياتها بعد مضي سنين طويلة على تأسيسها”.
(المصدر: ومضة)