إعلام , الرأي
قنوات فارسية في غرفنا
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
عند سفرك إلى بريطانيا ستلاحظ في حال إقاماتك في أي فندق وخاصة الأقل من فئة 5 نجوم، ستلاحظ أن أول أربعة قنوات في تلفزيون الغرفة هي القنوات الرئيسية الوطنية: قناتا BBC الأولى والثانية، وقناة الترفيه itv والقناة الرابعة، وأحيانا وفي فنادق كثيرة أقمت فيها لم أشاهد قنوات أخرى غيرها، وهذه الفكرة (ربما غير مخطط لها، وإنما عرف عام) تعجبني كثيرا كونها تهتم بعرض القنوات المحلية الوطنية للمسافر أو المقيم، والأهم جذب السائح لمشاهدة الإعلام المحلي والتعرف إليه وإلى البلد من خلاله.
وعند التفكير في تطبيق مثل هذه الفكرة في الفنادق والشقق الفندقية في السعودية، نكتشف أولا وجود مشكلة وخطر إعلامي مجهول وهو عرض عشرات القنوات الإيرانية أو القنوات العربية المممولة من الدول الصفوية في تلفزيونات الغرف التي لا تكل ولا تمل ولا تتوقف عن مهاجمة السعودية بشتى الصور وبأقذر العبارات وأكثر القصص والتقارير الخبرية تدليسا وتضليلا، وتعمل على تشويه سمعة السعودية وتسعى جاهدة لتفريق الصف السعودي والعربي ككل، وغالبا ما نجد مئات القنوات غير الضرورية في الفنادق وتأتي قناة العالم الإخبارية في أول سلم ترتيبها كونها تبدأ بالحرف (A) الإنجليزي إضافة إلى قنوات مغرضة وعنصرية أخرى مثل المنار من لبنان وغيرها كثير من العراق.
هل يعي ملاك الوحدات الفندقية أن توفير القنوات الفارسية يساهم وبشكل خطير في دعم جهود الدعاية والبروباجاندا الفارسية ضد السعودية، وأنها تروج كذبا ودجلا لسياسات وتدخلات إيران في الدول العربية مثل اليمن والبحرين وسوريا ولبنان.
يجب عليهم من باب المسؤولية الوطنية والدينية الاهتمام بما يعرض في تلفزيونات الغرف والتأكد من صلاحيته ونظاقته، فالنظافة ليست فقط في تغيير ملاءات السرير، بل حتى في محتوى التلفزيون، من الواجب عليهم مراقبة وحذف القنوات التي تسيء لبلدهم وتشوه ثقافتهم وتزعزع إنتمائهم الوطني.
كانت وما زالت هناك مطالبات كثيرة من مثقفين وإعلاميين بحذف مثل هذه القنوات الفارسية المغرضة والطائفية من الأقمار الصناعية العربية، ولكنها لم تجد آذانا صاغية، ولذلك أقترح على الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن تبدأ داخليا بالتعاون مع أصحاب الفنادق والشقق الفندقية للتوعية بمثل هذا الخطر وحذف جميع القنوات الفارسية، وكذلك برمجة أهم القنوات السعودية الحكومية والخاصة في تلفزيونات الغرف لتكون على رأس القائمة.
منظومتنا الإعلامية المضادة التي تواجه آلة الحرب الإعلامية الإيرانية يعتريها شيئا من الضعف والجمود، لذا يجب أن تشتمل طريقة المواجهة على كل شيء حتى لو كان بسيطا مثل قناة في غرفة فندق، من أجل الوقوف بوجه هذه الآلة الفارسية التي تروج وتبث سياسة ودعاية إيران باللغة العربية ومن داخل غرفنا، تستهدف سياساتنا ومصالحنا الخارجية تارة، وانتمائنا واستقرارنا الداخلي تارة أخرى، يجب أن يشكل وعي مجتمعي وطني بخطر إيران الفارسية وأساليبها وآلتها الإعلامية.
المسؤولية الوطنية كبيرة ومشتركة وطويلة المدى، والجهود يجب أن تكتمل لتجفيف وفضح مخططات الإعلام الفارسي وحماية كل المنافذ الثقافية والإعلامية من الاختراق الفارسي الذي يصل عبر الفضاء والإنترنت إلى منازلنا ويلاحقنا في سفرنا داخليا وخليجيا عبر تلفزيونات الفنادق.
ساحة المعركة الحقيقة تبدأ من الفضاء التلفزيوني والشبكي وليس على الأرض، الحرب مع إيران حرب أفكار وأخبار وخطابات لا تتوقف، ولا تنتهي بإنتهاء مؤتمر، وفي الوقت الذي تمتلك فيه إيران كل ذلك الجهد والوقت، هل نملك رؤية واضحة على الأقل!