تركيا تعتقل منفذ هجوم إسطنبول (صورة)
ألقت السلطات التركية، الاثنين، القبض على عبدالقادر ماشاريبوف المتهم في تنفيذ العملية الإرهابية في النادي الليلي ليلة رأس السنة في منطقة “أورطه كوي” باسطنبول. وبحسب مصادر أمنية تركية فإن فرق مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن إسطنبول تلقت بلاغاً حول إقامة منفذ الهجوم في منزل بمنطقة أسنيورت بإسطنبول. وفور تلقي البلاغ، داهمت الفرق المنزل وألقت القبض على ماشاريبوف ورجل آخر قرغيزي الأصل، إضافة إلى 3 نساء.
ونشر الكاتب التركي المقرب من الحكومة، إسماعيل ياشا، قبل قليل، في صفحته على تويتر، صورة قال إنها “أول صورة لمنفذ عملية رينا الإرهابية بعد إلقاء القبض عليه”.وكانت الحكومة التركية كثفت حملاتها الأمنية لتعقب منفذ هجوم ملهى “رينا” الليلي في منطقة أورتكوي، في الشطر الأوروبي لإسطنبول، عشية رأس السنة الميلادية.
وفي الساعات الأولى من العام الجديد، أقدم مسلح على إطلاق النار من سلاح رشاش داخل الملهى الليلي والمطعم الشهير، المطل على مضيق البوسفور، ليوقع 39 قتيلًا، ونحو 70 جريحًا، غالبيتهم من السياح العرب والأجانب. وأعلنت وسائل الإعلام التركية، أن منفذ الهجوم يلقب بـ “أبي محمد الخرساني” ونشرت الحكومة صوره وعممتها على وسائل الإعلام، على أمل تضييق دائرة البحث عنه.
وقالت وسائل إعلام محلية إن قوات الأمن توصلت إلى هوية المشتبه به، وأنه يحمل جنسية قرغيزستان، قدم إلى تركيا من بلده في 20 نوفمبر/تشرين الأول 2016 مع عائلته، وانتقلوا بعد يومَين إلى مدينة قونيا، وسكنوا في شقة استأجروها، وذهب الرجل وحده إلى إسطنبول برا في 29 ديسمبر/كانون الأول 2016، لتنفيذ العملية.
ووفقًا للمعلومات الأولية، فإن الخرساني قدم إلى مكان الهجوم في سيارة أجرة، ونزل قبل أمتار عدة من الملهى، واتجه مباشرة نحو الباب، وقتل الشرطي الذي يحرسه، ثم دخل الملهى، وبدأ يطلق النار على رواده، بهدف قتل أكبر عدد ممكن منهم، ثم خرج من الملهى ولاذ بالفرار.
ويؤكد المحلل السياسي التركي، فوزي أوغلو، على أن السلطات توصّلت إلى عائلته، وهو متزوّج ولديه أبناء، وكانت زوجته زعمت أنها لا تعرف انتماء زوجها لتنظيم “داعش” ولا حتى تعاطفه معه. وضبطت قوات الأمن بعض الوثائق التي يحملها، بالإضافة إلى هاتفه الجوال، كما رفعت بصماته من مكان الحادث.ووسعت السلطات من حملاتها الأمنية للبحث عن الجاني، لتتجاوز إسطنبول، إلى إزمير، وقونية.
وكانت قوات الأمن التركية نفذت حملة اعتقالات واسعة في إزمير غرب البلاد، واعتقلت ثلاث عائلات انتقلت إلى إزمير خلال الأسبوعَين الأخيريَن قادمة من قونية، للاشتباه بعلاقتهم المحتملة بمنفذ الهجوم، كما داهمت الكثير من العناوين في قونية بحثًا عن الخرساني.
وأبرز ما يثير الجدل في هجوم الملهى الليلي، هو كثرة الشائعات التي أعقبته، وانتشرت في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي؛ بعضها ادعى أن منفذ العملية أكثر من شخص، وبعضها قال إن الجاني كان يرتدي زي “بابا نويل”.
كما انتشرت صورة لشخص ملتحٍ بدعوى أنه منفذ العملية ويحمل جنسية عربية، ونشرت مواقع أخرى صورًا لجواز سفر قرغيزي أدعت أنه لمنفذ الهجوم. إلا أن السلطات التركية نفت كل تلك الشائعات، التي اعتبرها مقربون من الحكومة “خطوات ممنهجة لخلط الحابل بالنابل وتضليل السلطات”.