البازعي: نترقب تشريعات هيئتي “الثقافة” و”الترفيه” لعودة السينما فى السعودية بعدما اغتالها “جهيمان”
أكد سلطان البازعي رئيس جمعية الثقافة والفنون ترقب الأوساط الثقافية والفنية في السعودية وضع الأطر والتشريعات التي تسمح بعودة افتتاح دور العرض السينمائية من قبل هيئتي “الثقافة” و”الترفيه” بعد فترة منع استمرت لعقود من الزمن.
وقال البازعي إن إنشاء هيئتي “الثقافة” و”الترفيه” يستدعي النظر بإيجابية لصناعة الأفلام والسينما ووضع التنظيمات والقوانين، مؤكدا أن السينما قوة ناعمة لا يستهان بها يمكن من خلالها تقديم الأفلام السعودية التي تناقش قضايا وهموم الوطن والمواطنين ، لافتا إلى أن من أبرز عناصر الترفيه تقديم أفلام تهم المواطن السعودي وتناقش قضاياه، لافتا إلى انتظار الأوساط الثقافية وضع الأنظمة والقوانين التي تسمح بعودة دور السينما، ما يشجع صناع الأفلام على عرض نتاجهم الفني على الجمهور بشكل مباشر ولا سيما أنهم لم يتمكنوا حتى الآن من العرض على جمهورهم إلا عبر مهرجان الفيلم السعودي في الدمام أو خارج حدود الوطن في مدينة دبي والبحرين وغيرها.
ووفقا لـ “الاقتصادية” فقد استعرض البازعي خلال إلقائه ورقة عمل بعنوان “صناعة السينما السعودية .. أسئلة المستقبل” في مقر فرع الجمعية بحي المعذر في الرياض أخيرا، مسيرة السينما في السعودية التي بدأت بأشكال متعددة في الشركات الكبرى والأندية الرياضية، حيث ظلت طوال عقود تعرض في المنازل في عدد من مناطق المملكة على الرغم من كونها لقيت معارضة من فئات عدة من المجتمع نظرا لكونها مستحدثة وذلك في سياق معارضة البث الإذاعي والتلفزيوني حيث لقيت مقاومة عنيفة وشهدت انطلاقتها معارضة وإشكاليات عدة.
وأوضح البازعي، أن حلول عوائق تمويل الأفلام السعودية يتمثل في إنشاء صناديق دعم محلية لتتجنب محظور التهم بالتمويل من جهات خارج المملكة على سبيل المثال.وقال: لدينا صناعة أفلام وليست لدينا صناعة سينما حيث تحتاج إلى خطوط إنتاج تبدأ من التعليم والكليات المتخصصة وصولاً إلى التوزيع عبر دور العرض التجارية للجمهور وهذان الطرفان مفقودان لدينا، كما أن صناعة السينما عمل مؤسسي استثماري فما هو لدينا الآن عبارة عن صناعة أفلام من أفراد متحمسون يعملون بميزانيات محدودة وفق جهود فردية ونرى عديدا من المخرجين في أفلام معينة يشاركون زملاء آخرين في أفلامهم الخاصة ويعملون لمساندة بعضهم البعض وفق الظروف والإمكانات المتاحة لهم.
وفي سياق العرض التاريخي لتاريخ السينما في السعودية أكد البازعي أن علاقة السعودية بالسينما لها جذور بدأت منذ عهد الملك عبد العزيز في زيارته للبحرين حيث دعاه الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة الأول لحضور عرض سينمائي في مسرح البحرين وطلب الشيخ من دار السينما في ١١ مايو ١٩٣٩ عدم بيع التذاكر يومها نظرا لزيارة الوفد الملكي.
ووفقا للمؤرخ البحريني خالد البسام فقد شاهد الوفد الفيلم المصري “الهارب” الذي تم تصويره في فلسطين وتدور قصته حول هاربين من الجندية عاشا في الجبال حينا من الزمن، ثم كتب لأحدهما الموت بينما يسعد الآخر بالحياة.
وأردف البازعي نقلا عن المؤرخ البسام قوله “بعد هذه الزيارة صرح الملك عبد العزيز بأن السينما مفيدة وسنعمل على وجودها في السعودية وهذا أعطى دلالة تاريخية لتاريخ السينما في المملكة وقد ساهمت هذه الزيارة في زيادة شعبية السينما بالبحرين وأعطتها الكثير من المشروعية وأنهت معارضتها على الصعيد الديني والاجتماعي”.
فى سياق متصل ، ووفقا لصحيفة “عكاظ” ، تابع البازعي «إن كل هذه الأنشطة توقفت تماما بعد حادثة احتلال الحرم من قبل فرقة جهيمان، لكن الشاهد أن المواطن السعودي كان يعرف السينما جيداً ويتابع الأفلام الحديثة، ويعرف أسماء المخرجين والممثلين والنجوم، وكانت الأسر عند سفرها تجد متعتهم الأولى في الذهاب إلى دور السينما». ويرى مهتمون بالسينما، حضروا الأمسية، أن حادثة جهيمان في (1/1/1400هـ/ الموافق ٢٠ نوفمبر ١٩٧٩)، والتي تعتبر امتدادا لما يمسى بـ«الصحوة» اغتالت كل مظاهر الحياة الطبيعية في السعودية وليست السينما فقط.