علموني أسبح “2”
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
علموني أسبح “2”
(علموني أسبح) كما أوضح لي أحد المسؤولين على البرنامج، مسمى جاء كصرخة من طفل أو شاب ناشئ لا إرادة له ويقع تحت مسؤولية والديه من جهة ما يقدمونه له ويعلمونه عليه، ومن ذلك تعليمه السباحة التي تعتبر رياضة حياة لكونها مرتبطة بحياة الإنسان وسلامته من مخاطر حوادث الغرق التي تواجه الأطفال والشباب في مسابح المنازل والاستراحات وفي الشواطئ العامة والبرك والسيول التي تنشأ عن الأمطار الغزيرة.
الآباء والأمهات من وجهة نظري يهتمون بتعليم أبنائهم ما هو مُلح ومتعارف عليه، ولذلك لا تجدهم يتخلفون عن تسجيل أبنائهم في المدارس، ولكن ورغم أهمية وضرورة تعليم أبنائهم السباحة لا يقومون بذلك لأنهم لا يقعون تحت ضغط الإلحاح من أي طرف كان، ولا يستشعرون مسؤوليتهم تجاه هذه القضية، لأن المخاطر ليست ماثلة أمامهم ولا تكون ساعة الندم إلا عندما يغرق الطفل ويموت أو يصاب بعاهة مزمنة أو يتورط بالدخان أو المخدرات، وعندها يدركون أن السباحة أو الرياضة بشكل عام، تلعب دورا تحصينيا كبيرا للأطفال والشباب من كل ذلك.
الآباء أيضا لا يستشعرون المخاطر القريبة والبعيدة المدى المترتبة على عدم حركة الأطفال ومكوثهم لساعات طوال أمام الألعاب الإلكترونية دون حراك بالتزامن مع عادات غذائية سيئة، رغم أن الأطفال ونتيجة لذلك كما يقول الأطباء، يصابون بمرض السكر والجلطات ورغم مخاطر ذلك عندما يبلغون العقد الرابع من العمر، ولذلك لا يبذلون الجهد والوقت والمال لتسجيل أبنائهم في برامج رياضية مثل برنامج تعليم السباحة (علموني أسبح).
وبالتالي نحن أمام مشكلة وعي تتطلب جهودا توعوية مخططة وحثيثة ليتحمل الآباء والأمهات مسؤولياتهم تجاه أبنائهم بتعليمهم السباحة وهي الرياضة ذات المميزات النسبية الكثيرة لارتباطها بالحياة والسلامة من أمراض العصر الناشئة عن ضعف الحركة والعادات الغذائية السيئة ومخاطر أوقات الفراغ، وبكل تأكيد هذه المشكلة تتطلب حلا مجتمعيا ينطلق من جهة معينة.
وحيث إن اتحاد السباحة أعلن عن تحمله مسؤولية محو أمية السباحة في المملكة كمسؤولية اجتماعية يضطلع بها، بالإضافة لدوره في توسيع قاعدة السباحين السعوديين، وقام بإطلاق برنامج (علموني أسبح) في معظم مسابح الرئاسة المنتشرة في أنحاء المملكة وأطلق حملة إعلانية لذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي يتابعها أطفالنا وشبابنا بشكل مكثف، أقول بات على المجتمع بمعظم فئاته وخصوصا الفئات الإعلامية، أن تتعاضد مع اتحاد السباحة في هذه المبادرة لتؤتي ثمارها بمحو أمية السباحة في المجتمع السعودي.
ولذلك ومن هنا أدعو الإخوة الإعلاميين وخصوصا من أطلقوا مبادرة الإعلام التطوعي، الذي يوظف الجهود الإعلامية التطوعية لخدمة قضايا المجتمع، ويساند الجهات التي ترفع راية التصدي لها، ومن ذلك قضية حوادث الغرق التي بتنا نعاني منها صيفا في مسابح المنازل والاستراحات، وشتاء في البرك والمستنقعات التي تخلفها الأمطار، أقول أدعو الجميع لدعم الاتحاد السعودي بالتوعية بأهمية السباحة وفوائدها التنموية وحث الآباء والأمهات على تحمل مسؤولياتهم بتعليم أبنائهم السباحة وهم في سن مبكرة، حيث يتعلمونها بسرعة ومتعة كما هو معروف.
وتأتي هذه الدعوة باعتبار أن الكثير من القضايا الاجتماعية، ومن ذلك قضية محو أمية السباحة، لا يمكن لجهة حكومية مهما كان لديها من الأموال، أن تنهض بمسؤوليتها دون دعم مجتمعي متكامل، فما بالنا والاتحادات الرياضية تعاني من ندرة الأموال كما هو معروف.
طارق إبراهيم (الوطن)