مسلحون يقتحمون جامعة الأنبار و59 قتيلا في اشتباكات شمال العراق
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
الرمادي – أ. ف. ب :
احتجز مسلحون ينتمون الى الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) السبت طلبة جامعة الانبار في مدينة الرمادي رهائن، فيما قتل 59 شرطيا ومسلحا في اشتباكات في مدينة الموصل شمال البلاد.
ويشهد العراق اسوأ اعمال عنف منذ سنين، حيث شن المتمردون ثلاث عمليات كبرى خلال الايام الثلاثة الماضية في ثلاث محافظات، اسفرت عن مقتل نحو مئة شخص.
وفي اخر مسلسل اعمال العنف، اقتحم مسلحون ينتمون الى داعش مبنى جامعة الانبار في الرمادي في ساعة مبكرة من صباح السبت واحتجزوا الطلبة والاساتذة رهائن بعد قتل حراس الجامعة.
وبحسب مراسل فرانس برس فان قوات النخبة العراقية شنت عملية لتحرير الطلبة الرهائن.
واوضح مراسل وكالة فرانس برس ان “وحدات الفرقة الذهبية (قوات النخبة) بدات عملية تحرير الرهائن بمساندة قوات الجيش والشرطة ودخلت الى داخل الحرم الجامعي”.
واضاف ان نحو الف من الطلبة الذين كانوا يتواجدون في الفناء الخلفي والقسم الداخلي للبنين تمكنوا بمساعدة قوات الامن من فتح ثغرة في جدار والفرار الى منطقة امنة.
لكن لا يزال عدد كبير من الطلبة والطالبات داخل الحرم الجامعي تحت سيطرة المسلحين.
وتدور حاليا اشتباكات عنيفة داخل الحرم بين قوات النخبة والمسلحين الذين يبلغ عددهم بين ثلاثين الى اربعين مسلحا، يرتدي معظمهم احزمة ناسفة.
واوضحت مصادر امنية ان “مسلحين ينتمون الى داعش تسللوا الى الحرم بعد ان قتلوا حراس الجامعة وقطعوا الجسر المؤدي اليها بسيارة مفخخة”.
وذكر ضابط برتبة مقدم ان عدد الطلبة والاساتذة داخل الحرم الجامعي والاقسام الداخلية يقدر ب2500 شخص.
وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان قوات خاصة حاصرت الجامعة في بادىء الامر من جميع الجهات لتحرير الرهائن وبينهم شابات.
وذكرت احدى الطالبات لفرانس برس ان “المسلحين طلبوا من الفتيات التجمع في قاعة واحدة، ولدى تجمعنا، تقدم شخص ملثم وقال +تأتون للدراسة حتى تصبحون مبررا لنجاح الجيش الصفوي والمرتدين+. مهلا سنعلمكم درسا لن تنسوه”.
ويقصد بذلك ان مجيء الطلاب الى الدارسة رغم الاوضاع الامنية يعد انتصارا للجيش العراقي.
وهذا ثالث هجوم واسع النطاق يشنه مسلحو الدولة الاسلامية في العراق والشام خلال الايام الثلاثة الماضية، بعد هجوم سامراء والموصل.
من جهة ثانية تخوض القوات العراقية معارك دامية في محافظة الانبار التي سقط عدد من مدنها بيد تنظيم داعش منذ خمسة اشهر.
واستعادت القوات العراقية السيطرة على الرمادي كبرى مدن المحافظة التي تحمل الاسم نفسه والمناطق المحيطة بها، الا انها لا تزال تشهد هجمات شبه يومية.
وما زال مسلحو داعش يسيطرون على مدينة الفلوجة وهي اكبر اقضية المحافظة.
الى ذلك، افادت مصادر امنية واخرى طبية عراقية ان 59 من عناصر الشرطة والمسلحين قتلوا السبت في مدينة الموصل التي تشهد معارك ضارية منذ الجمعة بين قوات الامن العراقية وعناصر داعش.
واوضحت المصادر ان “21 شرطيا قتلوا في اشتباكات بين قوات الشرطة ومسلحي تنظيم داعش ظهر السبت في منطقة 17 تموز غرب الموصل”. واضافت ان “38 من عناصر داعش قتلوا على يد قوات الامن في منطقتين متفرقتين شرق المدينة”.
وتاتي هذه الهجمات بعد يوم دام قتل فيه 36 شخصا على الاقل في مواجهات وهجمات انتحارية بسيارات مفخخة واشتباكات مسلحة داخل مدينة الموصل شمال بغداد وحولها، حسب ما افاد مسؤولون.
وعلى اثر الاشتباكات التي تجري منذ يومين نزحت نحو ثلاثة الاف عائلة الى خارج مدينة الموصل بحثا عن ملاذات امنة، بحسب مصادر امنية.
وقال مصدر امني ان “مسلحي داعش يستخدمون سكان الاحياء كدروع ويستهدفون القوات الامنية من الاحياء كي يقولوا للعالم ان الجيش يستهدف مدنيين، هولاء مجرمون لكن سنحسم معركتنا معهم بعد وصول تعزيزات عسكرية”.
بدوره، قال محافظ نينوى اثيل النجيفي ان “هنالك ضحايا بالعشرات بين قوات الامن ومدنيين.. وان مسلحي داعش هم قرابة 400 عنصر مزودين باسلحة ثقيلة وبنادق قنص متطورة جدا”.
ودعا النجيفي الى “التصدي للقوى الظلامية التي تريد جرنا لحرب اهلية”.
وتزايدت قوة عناصر تنظيم داعش منذ مطلع العام الجاري في العراق بسبب توسع نفوذه في سوريا التي تشترك مع العراق ب اكثر من 600 كلم من الحدود.
وينقل عناصر داعش من الاراضي السورية الى العراق الاسلحة والمعدات التي يحصلون عليها من هناك، بصورة سهلة مستغلين طول الحدود، ونقص في كفاءة القوة الجوية العراقية التي انهارت بالكامل بعد عام 2003.
ويجد عناصر داعش بعض الحواضن في مناطق غرب العراق اثر تهميش الحكومة التي يقودها الشيعة للسنة.