أمريكا توقف مباحثاتها مع روسيا حول سوريا : صبرنا نفد
قالت الولايات المتحدة الأميركية الإثنين ، إنها ستوقف المباحثات مع روسيا حول وقف إطلاق النار في سورية، واتهمت موسكو بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي في بيان “الولايات المتحدة ستعلق مشاركتها في القنوات الثنائية مع روسيا التي فتحت للحفاظ على اتفاق وقف الأعمال القتالية. هذا ليس قرارا اتخذ بخفة”، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية تصريحات نقلاً عن المتحدث باسم البيت الأبيض جورج ايرنست قوله إن “صبره على روسيا قد نفذ”.وقال كيربي أن الجيشين الروسي والأميركي سيواصلان استخدام قناة اتصال وضعت لضمان عدم حدوث تصادم بينهما خلال “عملياتهما لمكافحة الإرهاب في سوريا”. وأضاف: “إلا أن الولايات المتحدة ستستدعي الأشخاص الذين تم إرسالهم إلى جنيف من أجل إنشاء مركز تنسيق مشترك مع الضباط الروس للتخطيط لشن ضربات منسقة”.
استهداف البنى التحتية
وتابع المسؤول الأميركي: “للأسف فقد أخفقت روسيا في الوفاء بالتزاماتها بما في ذلك التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، وروسيا إما أنها كانت غير مستعدة أو غير قادرة على ضمان تمسك نظام الأسد بالترتيبات التي وافقت عليها موسكو”. وأشار إلى أنه “بدلا من ذلك فقد اختارت روسيا والنظام السوري متابعة المسار العسكري بما لا يتناسب مع وقف الأعمال القتالية كما هو واضح من تكثيف هجماتهم ضد مناطق المدنيين”.
واتهم كيربي موسكو نظام بشار الأسد بـ”استهداف البنى التحتية الحساسة مثل المستشفيات، ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحتاجين”. وكرر تهمة واشنطن بأن روسيا ونظام الأسد مسؤولان عن الهجوم الدامي في 19 سبتمبر 2016 على قافلة الأمم المتحدة للمساعدات في شمال سوريا على مشارف حلب.
تهديد أميركي
وسيعلق الدبلوماسيون الأميركيون بذلك المحادثات مع روسيا حول إعادة تفعيل وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في التاسع من سبتمبر/ أيلول 2016 بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف. وكان كيري هدد الخميس الماضي، بتعليق المحادثات مع روسيا بشأن الحرب في سوريا، ما لم توقف موسكو هجماتها على حلب بشكل فوري.
“نأسف لذلك”
وأعربت وزارة الخارجية الروسية، مساء الإثنين عن الأسف إثر تعليق واشنطن المباحثات حول سوريا، وقالت إن “الولايات المتحدة تحاول إلقاء تبعة الفشل على روسيا.” وقالت ماريا زاكاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية، حسب ما نقلت عنها وكالات الأنباء الروسية: “نحن نأسف لقرار واشنطن”، مشددة على أن الولايات المتحدة “تحاول إلقاء تبعة الفشل على غيرها، بعد أن فشلت في الوفاء بالتزاماتها التي عملت بنفسها على وضعها”.
وفي وقت سابق اليوم قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن تعليق بلاده للاتفاق مع الولايات المتحدة حول سوريا، إلى حد كبير، جاء بسبب الموقف الأمريكي المبهم إزاء مجموعات المعارضة السورية. ونقلت وكالة الأناضول عن لافروف قوله إن هنالك “تناقضات في الموقف والتصريحات الأمريكية، معربا عن أمله بإزالة هذا الوضع الذي يؤثر بشكل مباشر على الاتفاقية الثنائية بشأن سوريا”.
وفي التاسع من سبتمبر الماضي، توصلت واشنطن وموسكو إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، يقوم على أساس وقف تجريبي لمدة 48 ساعة، ويتكرر بعدها لمرتين، وبعد صموده لسبعة أيام يبدأ التنسيق التام بين الولايات المتحدة وروسيا في قتال تنظيم “داعش” وجبهة فتح الشام، وشملت الأهداف الأولية للاتفاق السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة. لكن الاتفاق انهار بسبب مواصلة نظام بشار الأسد وروسيا لغاراتهما الجوية، وتبادلت أميركا وروسيا الاتهامات حول المسؤولية عن فشل الاتفاق.