ردود زوجة الرئيس
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
أعجبتني أسئلة وجهها قراء في مجلة «لاديزهوم جورنال» الأميركية القديمة٬ وذلك في الأربعينات من القرن الماضي٬ وقد وجهت لزوجة الرئيس الراحل (روزفلت).
ورأيت أن أترك لها مساحة زاويتي هذه بالكامل٬ علّها أن تكون فيها الفائدة٬ وأقتطع لكم منها ما يلي:
(1) سؤال: أنفعل وأثور لأقل إهانة٬ وقد أعجبني ما لاحظته في إجاباتِك من سعة صدر وبخاصة على النقد الجارح الذي يوجهه إليِك بعض المغرضين والمغرضات فهل من تفسير لذلك يعينني على الاقتداء بِك؟
جواب: النقد لا يثيرني مطلًقا.. فإذا كان صحيًحا ومنطقًيا أفدت منه٬ وإلا لم أعبأ به٬ ذلك لأنني أعلم أن مبعثه في هذه الحالة الغيرة أو الجهل أو الحقد. نصيحتي إليِك ألا تعبئي بما يقوله الناس٬ طالما كان ضميرك راضًيا عن أعمالك.
(2) سؤال: ألسِت ترين أنه ينبغي أن يكون هناك شيء من الرقابة من جانب الحكومة على حرية الصحافة٬ حين يساء استعمال هذه الحرية؟
جواب: أختي٬ لو سمحنا بالحد من حرية الصحافة ولو بشرط٬ أن نكون قد مهدنا السبيل لانتهاك قدسية حرية تعد من أهم الحريات في الوقت الحاضر٬ صحيح أن هذه الحرية كثيًرا ما يساء استعمالها٬ ولكنني أعتقد أن الرقابة يجب أن تكون من جانب الناس٬ فالجمهور اليقظ المستنير يميز بين الغث والسمين.
(3) سؤال: أحب شاًبا ولست أدري كيف أصنع لأجتذب قلبه٬ وأدعه يبادلني حًبا بحب٬ فهل من نصيحة تعينني على تحقيق رجائي؟
جواب: أنصحِك بعدم التكلف والتصنع.. كفي عن التفكير في الوسائل التي تجذبه إليِك٬ وكوني كما أنِت٬ فإذا أخفقِت في اجتذابه فأنِت لا تليقين به٬ وهو لا يليق بِك.
(4) سؤال: ينتقد الكثيرون الفتيات في هذه الأيام٬ ويتهمونهن بسوء السلوك٬ فهل تظنين أن الشابات العصريات أسوأ سلوًكا من الشباب؟
جواب: لم أحاول قط أن أقارن بين الشبان والشابات٬ ولكني بوجه عام أقرر أن الفتاة أفضل سلوًكا من الفتى٬ فحسن السلوك ودماثة الخلق ينبعان عادة من التفكير في الغير٬ والمرأة بحكم تكوينها ووظيفتها الطبيعية في الحياة٬ أقل أنانية وأكثر ميلاً لمشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم.
(5) سؤال: إلى أي سبب ترجع حيويتِك ونشاطِك الدائم الذي لا يعرف الكلل؟ إن معظم الأمهات في سنِك يتملكهن الفتور والإعياء ويركن عادة إلى الدعة والخمول.
جواب: تعلمت منذ صباي كيف أستجم وكيف أنظم حياتي٬ فللعمل عندي وقت٬ وللراحة وقت٬ حرصت ألا يطغى أحدهما على الآخر٬ وهذا في نظري من أهم العوامل التي تحتفظ بها المرأة بحيويتها وشبابها إبان شيخوختها٬ هذا إلى جانب أني ورثت عن أبي وأمي بنية قوية وجسًما صحيًحا.
مشعل السديري
نقلا عن “الشرق الأوسط”