مباراة لكرة سلة بلبنان تتحول إلى مشكلة طائفية بين جمهور حليفين سياسيين
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
بيروت ـ متابعة عناوين :
تحولت مباراة للعبة كرة السلة ذات الشعبية الكبيرة في لبنان إلى مشكلة ذات بعد طائفي بين جمهوري فريقي الحكمة (وأغلبه من حزب القوات اللبنانية) , والرياضي (أغلبه من تيار المستقبل) رغم أن الحزبين متحالفين سياسيا في إطار قوى 14 آذار.
وانتقل الخلاف بسرعة إلى صفحات التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى ساحات لإساءات متبادلة على خلفيات طائفية بالأساس.
واعتبر قطاع الرياضة في تيار المستقبل, في بيان له اليوم أن ما جرى في المباراة بين الحكمة والرياضي أمس في سلسلة نهائي بطولة لبنان لكرة السلة على ملعب غزير بشمال بيروت, يجب أن لايتعدى اطاره, داعيا الدولة اللبنانية وتحديدا لجنة الشباب والرياضة, أن تقوم بعملها عبر سن قوانين تحاسب كل من تسول له نفسه الاخلال بأمن الملاعب كما يحدث في معظم دول العالم , مطالبا بأن تجتمع اللجنة فورا وتبدأ عملها من أجل اعادة الروح إلى الملاعب الرياضية كافة .
ورأى أن ما حدث لا يمكن أن يتعدى الشق الرياضي, داعيا إلى عدم الاصطياد بالماء العكر واللعب على الوتر السياسي والطائفي, وأنه بات واضحا وجليا للرأي العام أن هذه الفئة التي تعبث بأمن الملاعب هي فئة قليلة من بين الكثير من محبي الرياضة في لبنان والذين ينتمون الى ناديي الحكمة والرياضي .
وناشد البيان الجميع الحفاظ على الرياضة ,التي هي المتنفس الوحيد للشباب في ظل الوضع الحساس الذي يمر به لبنان, مطالبا وزارة الشباب والرياضة والأندية والاتحادات القيام بدورها الرياضي البحت بعيدا عن أية مناكفات قد تؤدي للعودة الى توقيف لبنان ليس فقط على صعيد كرة السلة, بل في كافة الرياضات الأخرى .
ونبه الرياضيين اللبنانيين إلى الأفخاخ التي يتم نصبها لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تحولت للاسف الى منابر للطائفية البغيضة, داعيا الدولة الى الضرب بيد من حديد لمنع تحول تلك المواقع الى منابر للتفرقة وليس للجمع الذي هو الهدف السامي الذي تعمل الرياضة على تحقيقه .
من جانبه , أكد قطاع الرياضة في حزب القوات اللبنانية ضرورة “أن تكون مصلحة كرة السلة اللبنانية فوق كل الإعتبارات الأخرى وأن يتحمل الجميع مسؤولياته لإنقاذ اللعبة في هذا الظرف الدقيق والحفاظ على حقوق الأندية التي تعبت وعانت ودفعت مبالغ طائلة من أجل إحراز اللقب في ختام الموسم”.
وأعرب القطاع عن أسفه للمشكلة الذي حدث بعد مباراة الحكمة والرياضي مساء الثلثاء, معتبرا “أن جمهور نادي الحكمة عكس صورة حضارية طوال دقائق المباراة الأربعين وابدى إنضباطا واضحا على المدرجات, وهو لا يتحمل مسئولية الإشكال الذي حصل بعد نهاية اللقاء”.
ودعا الى “إجراء تحقيق شامل وشفاف في ما حدث لكي يأخذ كل ذي حق حقه, فاللعبة في النهاية أكبر من الإتحاد والأندية واللاعبين والحفاظ عليها واجب كل صاحب ضمير”.
وأثنى القطاع على “المواقف التي صدرت اليوم ودعت الى الحكمة والتعقل لإيصال البطولة الى خاتمتها السعيدة”.
من جانبه , أعرب عضو كتلة “الكتائب” النائب إيلي ماروني في تصريح لصحيفة النهار اللبنانية عبر موقعها الإلكتروتي عن أسفه لما شاهده عبر مواقع التواصل الاجتماعي, خصوصاً “الحملة الشعواء والكلام غير اللائق البذيئة في حق السيدة العذراء مريم”, فضلاً عن حملات أخرى من الطرف الآخر ضد النبي محمد.
وقال ماروني “نحن نفتخر دائما اننا خرجنا من الحالة الطائفية وأننا دخلنا في صراع وطني بين خطين سياسيين, من دون نبرات طائفية”. وتمنى أن تكون “التعليقات في صفحات التواصل الاجتماعي بمثابة بلاغ للنيابة العامة التمييزية حتى تتصرف الأخيرة بسرعة, لأن كل التعليقات ذم وتشهير وتحقير بحق السيدة العذراء والقديسين ويجب ان ينال أصحابها جزاءهم لأننا بغنى عن العودة إلى اللغة الطائفية وكلنا نتفق على ضرورة احترام مقاماتنا وشعائرنا الدينية”.
كما أعرب عضو كتلة “المستقبل” النائب عمار حوري لـ”انحراف الرياضة عن هدفها الأساس والمتمثل بالرياضة ورفع الروح الرياضية لدى اللاعبين والجمهور” , معيدا للأذهان دعوته السابقة “إلى عقد مؤتمر طائف رياضي, على غرار إتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية.