القمة العربية تتسبب بتصعيد التوتر الدبلوماسي بين الرباط ونواكشوط
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
يبدو أن المشهد الذي خرجت به القمة العربية المنعقدة في العاصمة الموريتانية نواكشوط وانعكس حرجا على الرئاسة الموريتانية، وتمثل في اعتذار كثير من الزعماء العرب عن حضور أعمال القمة الرئاسية، إضافة إلى غياب الملك المغربي محمد السادس نتيجة موقف نواكشوط من جبهة البوليساريو، زاد من تفاقم وتصعيد أجواء التوتر بين موريتانيا والمغرب.
وكان المغرب قد خفض تمثيله الدبلوماسي في القمة إلى مستوى وزير الاقتصاد والتنمية.وتعود جذور التوتر أصلا بين البلدين، عندما رفضت نواكشوط التوقيع على مقترح تقدمت به 28 دولة إفريقية رافضة لتواجد جبهة البوليساريو داخل الاتحاد الافريقي، الأمر الذي أغضب الرباط.
وجبهة البوليساريو هي حركة تحررية تأسست في 1973، وتسعى لتحرير الصحراء الغربية مما تراه استعمارا من قبل المغرب.هذا التوتر لم تتوان الصحف المغربية في تناوله والحديث عنه في أعدادها الصادرة الاثنين، إذ أشارت هذه الصحف إلى تصعيد في التوتر بين المغرب وموريتانيا؛ بعد اتهام نواكشوط للرباط بالتأثير على حضور بعض الزعماء العرب للقمة.
في هذا الإطار، لفتت صحيفة الأيام المغربية إلى أن “بعض المحللين الموريتانيين يرون أن موريتانيا تعاني من غياب الحنكة السياسية في موقفها من جبهة البوليساريو، إذ ارتكبت خطأ فادحا في تضامنها مع الجبهة، الأمر الذي تسبب في التأثير الكبير على مشاركة المغرب وأصدقائه في القمة التي تحتضنها نواكشوط”. بحسب “إرم نيوز”.
أما صحيفة المساء المغربية وفي تفسير منها لغياب كثير من الزعماء العرب عن قمة نواكشوط، ذكرت أن “موقف موريتانيا من جبهة البوليساريو هو من دعا أصدقاء الرباط من الزعماء العرب إلى تخفيض تمثيلهم في القمة، إذ اعتذر عدد من الملوك والرؤساء عن الحضور قبل انعقاد القمة بساعات”.
في حين أكدت صحيفة “أخبار اليوم” المغربية على وجود التوتر القائم بين البلدين، إذ أشارت في ذلك إلى ” انسحاب الممون المغربي الشهير رحال من المشاركة في تنظيم القمة، خاصة في الجانب الخاص بإطعام الضيوف”.
وفي سبب آخر أثار حفيظة الموريتانيين وزاد من التوتر والحساسية تجاه المغاربة، حسب ما ذكرت الصحيفة هو “ما أعلنت عنه بعض الوفود العربية المشاركة في القمة عزمها المبيت في المغرب قبل التوجه إلى موريتانيا للمشاركة في القمة”.
وتابعت الصحف المغربية في ذكر الأسباب التي دعت معظم الزعماء العرب إلى الغياب عن القمة في نواكشوط، فقد أشارت الصحف إلى ثلاثة أسباب أخرى ضاغطة في هذا الاتجاه، الأول كان بسبب الحالة الأمنية التي وصفتها تقارير غربية بالخطيرة جدا خصوصا بعد تجدد المعارك شمال مالي بالقرب من الحدود الموريتانية بين الجيش المالي ومسلحين إسلاميين متشددين .
أما السبب الثاني وفق الصحف المغربية فقد كان غياب قادة عرب كبار وتدني درجة تمثيلهم، مثل ملك السعودية الذي مثله وزير خارجيته، في حين رأت أن السبب الثالث تمثل في فشل الدبلوماسية الموريتانية وتفاؤلها المفرط اعتمادا على تطمينات لفظية قابلة للتغيير في أية لحظة وتبعا للمستجدات على الساحتين العربية والدولية .
إلى ذلك: كان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز افتتح الاثنين جلسات عمل الدورة 27 من قمة الدول العربية المنعقدة في نواكشوط، التي تأخرت انطلاقتها بسبب انتظار وصول أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، الذي استقبله الوزير الأول الموريتاني يحيى ولد حدمين.
وتسلم الرئيس الموريتاني الرئاسة الدورية لقمة جامعة الدول العربية من ممثل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء المصري، الذي ألقى خطاب السيسي في القمة.
تجدر الإشارة إلى أن جامعة الدول العربية أعلنت نقل اجتماعات القمة إلى موريتانيا، بعد اعتذار المغرب عن عدم استضافة الاجتماعات.