موقعة اسطنبول بين قبيلتي النصر والهلال
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
يقول المولى عز وجل مخاطبا البشرية جمعاء “وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”..، آية نزلت قبل اربعة عشر قرنا وكان المكون القبلي يطغى على تركيبتنا الاجتماعية ، حيث الفكر القبلي هو السائد منذ ما قبل فجر الاسلام.
ترسخت العصبية القبلية في تعاملاتنا، وبنت مواقفنا وصنعت حتى امثالنا فقلنا “انا وأخي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب”..
وحتى عندما غير لنا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام مفهوم النصرة بما يتوافق مع الآية الكريمة، وقال انصر اخاك ظالما بالأخذ على يده لم نلبث حتى عدنا نطبق المفهوم الجاهلي لنصرة القبيلة!
مضت بنا مئات السنين وهانحن في عصر الانفتاح وتمازج الثقافات الإنسانية، وتخلى كثيرون منا عن اسم القبيلة، ولكن الاحداث في كل يوم تثبت أننا نواصل الفكر القبلي حتى عندما نطرح انفسنا كمثقفين ومنظرين سياسيين!
اخر تلك الاحداث ماشهدته تركيا من محاولة انقلاب ثلة من الجيش على نظام الحكم الانتخابي الدستوري، والذي تابعناه من أسرتنا الوثيرة عبر قنوات فضائية تعاملت هي الاخرى بنفس قبلي بحت مع الحدث ، فمن تكره أردوغان صورته انقلابا لاستعادة الديمقراطية ومن تحبه صورته انقلابا على الديمقراطية!
مثقفينا أو “مستثقفينا” على وجه الدقة انقسموا هم الاخرين عبر تويتر الى قبليتين كعادتهم ، فقبلية الاسلاميين التي تحاول الالتصاق بأردوغان وتجيير نجاحاته لأفكارها جدلا تصفق ضد الانقلابيين دعما لفضيلة الشيخ اردوغان!
بالمقابل وكما جرت العادة فقبيلة الليبراليين المعادية لقبيلة الاسلاميين دعمت الانقلابيين العسكر ودباباتهم في الانقضاض على اختيار الشعب التركي ودستوره ، فهم يرون اردوغان من مفاخر مضارب قبيلة بني إسلامويه ويجب أن لا يكون لهم مايفخرون به!
وهكذا فيما كان الشعب التركي ينزل إلى الشارع ويطرد اسلحة الجيش الفتاكة بأيد خالية ، وصدور عارية من ساحات المدن تحول تويتر في المنطقة العربية الى مدرجات مشجعين كما هو الحال في مباريات النصر والهلال ، كل فريق منهم يدق طبوله ويفغر فاه محمسا لتحقيق هدفا على الاخر ، نعم فكرة القدم تعتمد على القدرة البدنية ولا علاقة للفوز فيها بالفكر الحر ولا المبادئ السياسية!
لما لا والقبيلة أخذت في عصرنا الحديث مسميات وأشكال متعددة تحت تأثير المؤثرات الاقوى في حياتنا وأبرزها مباريات كرة القدم التي هي الاخرى صارت قبائلنا تتعصب لفرقها على طريقة سوق عكاظ بين الفخر والهجاء!
وسط تلك الاحداث الدراماتيكية في تركيا اغفلت قبائلنا وروابط المشجعين نقاط مهمة ابرزها:
– اغفلت قبيلة بنوليبرال أن الاحزاب التركية المعارضة لأرودغان وقفت بوجه الجيش المنقلب ودعت للنزول للشارع دفاعا عن الديمقراطية..(لاعن اردوغان).
– اغفلت قبيلة بنو أسلامويه أن فضية الشيخ اردوغان دعا الاتراك للنزول الى الشارع دفاعا عن ديمقراطيتهم العلمانية ومن راء ظهره ظهره صورة ” الكافر” اتاتورك.
– اغفلت قبيلة بنوليبرال أن عجائز محجبات نزلن للشارع يرمين الدبابات بالعصي.
– واغفلت قبيلة بنو اسلامويه أن جميلات تركيا نزلن سافرات وبملابس عارية والعياذ بالله يقذفن المدرعات بنعالهن..( دفاعا عن الشيخ اردوغان).
كثيرة هي الامثلة التي توضح الوضع المأساوي للساحة الثقافية عفوا ” القبلية” في عالمنا العربي ، وتعكس لنا أن الأمة التركية من الشعوب التي وردت في الآية الكريمة أعلاه اختارت أن تتعارف عبر الدستور لا عبر نظام القبيلة وعملت نساؤها السافرات بقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ” انصر اخاك ظالما بالأخذ على يده أي برده عن ظلمه..
مثل وشرحه
ربابة عند ذنب بعير.. هو مثل عربي يوصف به حديث رجل لمن لايستمع له ولا يأبه له ولايعلم أصلا بوجوده.. هو خير ما ينطبق على قبائلنا الثقافية وحماسها لموقعة استنبول ولم يعلم أحد بوجودهم أصلا!.. فارعوو أصلحكم الله.
خلف الـدواي
Twitt/inst: @klfdy
نقلا عن الوطن الكويتية
هذا الكاتب يريد ان يقارن بين الاسلاميين وليس الاسلامويين كما يسميهم والليبراليين وهذه مقارنه غير عادله أصلا. الاسلاميين يدعمون امن تركيا وتقدم تركيا وازدهارها الذي تم تحت قيادة حزب العداله والتنميه والذي اردوغان ينتسب له. اما الليبراليين فيدعمون الفساد ويكرهون كل من يريد ان تعم الفضيله وقيم الاسلام. قبل ان تظهر علامات التدين على تركيا بقيادة اردوغان كان العلمانيون يطالبون الاسلاميين بالاقتداء بالتحربه التركيه وبحزب العداله في تعامله مع العصر والمخالفين ولكنهم لما رأوا توجهه الاسلامي ومبادراته للتغيير الى التوجه الاسلامي ونصرته للامه الاسلاميه ووقوفه في وجه اعداء الامه اخذوا يشنون الهجوم عليه وتوالت الانتقادات والتحذير منه ومن حزبه وانه يدعم الارهاب وما الى ذلك من التهم المعلبه التي يرمون بها كل من لم يوافق هواهم. فهم كالحرباء يتلونون حسب مصالحهم. ويظهر لنا بعضهم بمقال يريد ان يظهر نفسه منصفا فينتقد الفريقين ولكنك تلمس نفسا في كتاباته منها تعلم توجهه الحقيقي وان كان يريد ان يخفيه فكما يقولون ما في القلب لابد ان يفضحه اللسان.
قل موتوا بغيظكم جايب سبعين موضوع فى مقال واجد ركز ركز؟