إيران : شبكات قمار يديرها أحد أكبر “آيات الله”

رغم أن عقوبة الرهانات على النتائج الرياضية في إيران تصل إلى 10 سنوات سجناً على الأقل، إلاّ أن ذلك لم يمنع طهران من التحول إلى واحدة من أبرز العواصم في عالم القمار والرهان على نتائج مباريات كرة القدم، بفضل الحماية والإشراف شبه الرسمي على الرهانات، من قبل شخصية رفيعة في النظام الإيراني، حسب ما نقل موقع “24” الإمارتي عن تقرير لصحيفة “الجورنالي” الإيطالية، الأحد.

في إيران، تنتشر الرهانات على نتائج المباريات التي تشهدها إنجلترا وإيطاليا أو إسبانيا، بشكل مُثير، وبعيداً عن الأنظار، كما يقول للصحيفة الإيطالية “روزبيه”، الاسم المستعار لسائق تاكسي إيراني، الذي يُضيف: “هنا في طهران، يندر ألا تجد مراهنين على نتائج المباريات الكبرى، بفضل شخصية المشرف على هذه الرهانات، ولن أُضيف أكثر”.

مكانة وحصانة
وإذا كان سائق التاكسي متكتماً فإن أحد زعماء الحزب الدستوري، المحظور في إيران بسبب ميوله الليبرالية، فؤاد باشييه والمقيم في لوس أنجليس الأمريكية لا يتورع عن كشف شخصية الرجل الكبير والمهم الذي يؤمن هذا النشاط الممنوع قانونياً ودينياً في إيران، فيقول إن “الذي يُدير ويُشرف على الرهانات الرياضية ونتائجها في طهران، ليس سوى رجل الدين الكبير آية الله محمدي الريشهري، ورغم التنديد والمطالبات ومنذ سنوات طويلة من الداخل والخارج بالتحقيق معه ووقف تجاوزاته، إلا أن مكانة الرجل في طهران تضمن له الحرية المطلقة واليد العليا في هذا المجال، وتضطر السلطات بسبب نفوذه إلى التغاضي عن الأمر والاكتفاء بمطاردة صغار المراهنين”.

ويُعد الريشهري حسب، الصحيفة من أكثر الشخصيات نفوذاً، ورغم تواريه النسبي منذ فترة قصيرة عن الساحة السياسية، إلا أن الرجل الذي يبلغ اليوم 71 سنة من العمر، يُعد من أهم الشخصيات الإيرانية، منذ ظهوره في 1979، إلى جانب الخميني أثناء فترة الاضطرابات التي انتهت بسقوط نظام الشاه، ذلك أنه لا يزال عضواً في مجلس خبراء القيادة في إيران، ورئيساً لأحدى أهم المؤسسات المرتبطة بالنظام الثوري، دار الحديث.

آية الله المُرعب
وفي العهد الخميني، اشتهر الريشهري بعد تعيينه في تلك الفترة الحالكة على رأس إدارة وزارة المخابرات، التي حصل زمن إشرافه على أعتى وأقسى أجهزتها ومصالحها على لقب “آية الله المُرعب” في الشارع الإيراني، بعد اشتهاره بابتكار أبشع وسائل التعذيبب التي مارسها شخصياً ضد المعتقلين عند التحقيق معهم، وفي مقدمتهم الزعيم الديني الشهير في إيران آية الله العظمى شريعة مداري، الذي اعتقله الريشهري شخصياً بتهمة الانفصال ومعارضة ولاية الفقية، رغم المكانة المرموقة التي يتمتع بها شريعة مداري داخل وخارج إيران، ومرجعيته التي تفوق مكانة الخميني وأتباعه العلمية والدينية، واعتباره المرجع المطلق على حساب زعيم الثورة الإيرانية، ما انتهى به إلى التعذيب والسجن والإقامة الجبرية والدفن في مكان سري خوفاً من ثورة جديدة تُطيح بنظام الخميني يومها.

عروس في التاسعة
وأضافت الصحيفة، أن الريشهري، معروف منذ فترة طويلة وحتى قبل وصوله إلى السلطة في إيران، بسلوكه “المنحرف” مثل زواجه من طفلة لم يتجاوز عمرها التسع سنوات، وتعلقه بتكديس الأموال وتبديدها أيام “المجد الثوري” في صالات القمار والكازينوهات الغربية.

ولكن بعد إفلاسه وخروجه من الدائرة الأولى للسلطة والنفوذ نسبياً، توجه الرجل إلى التركيز على القمار والرهان لتعويض خسائره المالية الفادحة، بتأسيس شبكة متكاملة داخل وخارج إيران، للإشراف على الرهانات، ويبلغ حجم إيرادها الشهري في طهران وحدها، حسب المعارض الإيراني باشييه، 8 ملايين دولار.

وأضافت الصحيفة أن كل الدوائر الإيرانية تعرف تماماً تورط “رجل الدين” والساهر على حماية القيم الثورية الإسلامية سابقاً في هذا الفساد، لكن علاقاته الوثيقة وصلاته القوية، بالدائرة النافذة في إيران بسبب قربها من المرشد الأعلى في إيران، تضمن له حتى اليوم مناعةً قانونيةً وحرية التصرف، بل والقدرة على الإطاحة بكل من يُفكر في مساءلته.

وفي هذا السياق أوردت الصحيفة مغامرة وزير المالية في 2014 الذي تجرأ على التعرض إلى دور الريشهري في شبكات القمار والرهان، ليجد نفسه في دوامة من المشاكل والضغوط التي كادت تُقصيه عن وزارته، فعاد إلى ملازمة الصمت في انتظار أيام أفضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *