سامي النصف يكتب:«القاهرة ـ الرياض» آخر حوائط الصد العربي!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
بقلم: سامي النصف
وصل الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى القاهرة في زيارة تاريخية تستمر 5 أيام وبصحبة سموه 15 وزيرا و25 أميرا وما يقارب المائة من رجال الأعمال والإعلام السعوديين مما يدل على أهمية الزيارة التي تهدف الى خلق حائط صد عربي ضد مخططات تدمير دول المنطقة التي باتت تستهدف بشكل مباشر ودون مواربة مصر والسعودية، مما دفع قيادتي البلدين لخلق شراكة قوية تتحدى الزوابع والرياح التي قلعت أشجار العراق وسورية وليبيا واليمن، ولم يعد هناك شك في توجه العواصف القادم..!
***
وتقتضي المصارحة والمصالح المشتركة القول بأن لدى مصر مطالب استراتيجية تتمثل في الحاجة لاستثمارات سعودية ضخمة في قطاعات مصر المختلفة خاصة مع العزوف الغريب لبعض الدول الكبرى في العالم عن السياحة والاستثمار في مصر الواعدة، في المقابل ترى المملكة الحاجة الجادة لتحرك جماعي للجيوش العربية وحتى الإسلامية لا يستثنى منه أحد ولا تحد منه مقولة «ان جيوشنا لا تتحرك إلا ضمن حدودنا» كونه قولا لم تقل بمثله أمم العالم الأخرى التي تتحرك جيوشها بشكل جماعي او منفرد خارج حدودها لتحقيق أهداف الأمم الاستراتيجية ولا تنتظر حتى تغزى في عقر دارها.
***
وقد بدأت منذ اللحظات الأولى بوادر توقيع سلسلة اتفاقيات اقتصادية ضخمة بين قطاعي الأعمال المصري والسعودي، وقابل ذلك مشاورات سياسية وعسكرية جادة لإحياء اتفاقية الدفاع العربي المشترك وتفعيل وتوسيع مشروع التحالف العربي الإسلامي بحيث يحقق وينجز أمرين مهمين، الأول «هجومي» يقضي على قوى الشر والإرهاب وعلى الميليشيات المسلحة الخارجة عن شرعية الدول في الوطن العربي، والتي باتت تستخدم كذريعة لنشر الفتن وإشعال الحروب الأهلية وتدمير البنى الأساسية العربية، والثاني «دفاعي» وردعي أمام القوى العالمية والإقليمية التي تتبادل الأدوار فيما بينها وتهدف لتقسيم الأوطان العربية واقتسام خيرات شعوبها.
***
آخر محطة: 1- بودنا ان يصاحب الزيارة التاريخية للملك سلمان بن عبدالعزيز للقاهرة انفتاح بين المؤسسات والمرجعيات الدينية في البلدين لمكافحة الغلو والتطرف والإرهاب ولدعم مشروع نهضة دينية شاملة تسحب البساط ممن يستغل الفهم الخاطئ لأحكام الشريعة للتدمير والقتل والتخريب.
2- يمكن لمحور الاعتدال العربي ممثلا بمصر والسعودية ان يساهم في تحسين العلاقات العربية مع الدول الإقليمية غير العربية كونه يحيل الدول العربية من حالة الضعف التي تطمع الآخرين في أراضيها وخيراتها الى رقم صعب قوي يمهد لشراكة متوازنة مع الآخرين تقوم على وقف العداء وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
3- نذكر بإعجاب شديد دور سفير المملكة في القاهرة السفير أحمد القطان في تحسين وتعزيز العلاقات بين البلدين وتواصله الدائم مع النخب الفكرية والسياسية والثقافية والإعلامية المصرية.
4) أحد أكبر إنجازات الزيارة التاريخية الاتفاق على إنشاء جسر الملك سلمان، كي يربط بين البلدين وبين جناحي الأمة العربية وبين القارتين الآسيوية والافريقية!
(نقلا عن الانباء)