توقف قلب مواطنة أثناء التسوق بالرياض يثير غضب السعوديين ويفتح ملف الأمن الصحي بالمولات

الرياض – متابعة عناوين:

تعرّضت مواطنة سعودية لأزمة قلبية في أحد مراكز التسوق الشهيرة بالعاصمة الرياض، مساء أول من الثلاثاء ، أثناء تسوقها، وزاد الأمر تعقيداً خلو المركز من أدوات الإسعافات الأولية، بالإضافة إلى عدم وجود عيادة طبية داخل المول رغم الأعداد الكبيرة من الزوار.

وراجت شائعة على الشبكات الاجتماعية بأن المواطنة فارقت الحياة؛ بسبب تأخر التدخل الطبي، إلا أن شهود عيان أكدوا أن طبيباً وممرضة كانا في مركز التسوق تمكنا من إنقاذ المرأة بعد أن أجريا لها إنعاشاً قلبياً سريعاً.

وأوضح استشاري جراحة الحوادث بكلية الطب جامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور جلال العويس، الذي شارك في عملية إنقاذ المواطنة خلال تواجده في مركز التسوق بالمصادفة، عبر حسابه الشخصي على تويتر، أنه “بالرغم من توافر الكوادر خلال إسعاف السيدة، إلا أنني لم أجد أدوات”.

وبحسب موقع “هافنجتون بوست بالعربي” ، فقد تساءل العويس إن كانت المولات عاجزة عن توفير الأساسيات من الأجهزة والأدوية، قائلاً: “هل تحفظ أرواح مرتاديها؟ أرى أنها من الأساسيات في كل مول محترم”.

الممرضة حنان العنزي، التي كان لها دور كبير في إنقاذ المواطنة ، قالت في تصريحات للموقع إنه تجب محاسبة فرقة الهلال الأحمر التي حضرت إلى المول ولا يوجد معها أدوية أساسية للإنعاش القلبي أو أنبوب التنفس الصناعي، الذي لم تحضره رغم توافره في سيارة الإسعاف”.

أما عن حالة المريضة ذات الـ50 عاماً، فتقول إنها “عرفت من ابنها وابنتها أنها مريضة قلب، ولكن لم نتمكن من معرفة إذا كان بداخلها جهاز أم لا، وقد استمرت عملية الإنعاش القلبي حتى سيارة الإسعاف التي نقلتها إلى المستشفى”. وفتحت هذه الحادث عدة تساؤلات بخصوص تجهيز المراكز التجارية التي تستقبل أعداد كبيرة من المتسوقين يومياً بالعيادة والأجهزة الطبية.

وفي هذا الصدد، تقول الطبيبة المتخصصة بالطب العام بأحد مستشفيات الرياض، الدكتورة زهرة الدهمشي، في تصريحات لـ”هافينغتون بوست عربي” إنه من الضروري وضع مراكز مصغرة للإسعافات الأولية داخل كل مول تجاري، وأن تكون مجهزة بكافة الأدوات اللازمة لإنقاذ من يتعرضون لحوادث قد تودي بحياتهم إن لم يُسعفوا في الحين.

وأضافت أن الإسعافات الأولية ضرورية لأنها تحافظ على حياة المصاب، وتحد قدر الإمكان من تفاقم الإصابة، “خصوصاً أننا لن نجد في كل مرة ممرضة أو طبيباً يتكفلان بمهمة إنقاذ متسوق أو متسوقة”.

حميد العنزي، مدير الإعلام بالغرفة التجارية، يوضح أن تأخر إسعاف المرضى في السعودية له عدة أسباب، أولها “ضعف ثقافة الإسعاف بشكل عام، وهو أمر لابد من أن يدرس، بالإضافة إلى قصور في التعامل السريع مع متطلبات الإسعاف، حيث هناك لا يعرف حتى رقم هاتف الإسعاف”.

ويؤكد العنزي أن هناك حاجة ماسة إلى زيادة مراكز الإسعاف وتوزيعها بشكل مناسب وفق الكثافة السكانية، مع إضافة شرط توافر مكتب إسعاف في المولات الكبيرة، مثلما يشترط الآن توفير وسائل وأدوات الإطفاء والسلامة داخلها.

ومن جانبه، يرى خالد الفاخر، أمين عام الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية أنه على الجهات المانحة لتصاريح المراكز التجارية عدم السماح بتشغيل مول دون توافر المرافق الطبية. وأضاف في حديث لـ”هافينجتون بوست عربي” أنه يجب “أن تكون هناك جولات رقابية لضمان التزام مشغلي المولات بتوفير العيادات والمرافق الطبية اللازمة”. ومن الناحية القانونية، أفادت الحقوقية بيان زهران ” بأنه “لا يوجد حالياً نص قانوني يلزم أصحاب الأسواق التجارية بوجود عيادات داخلها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *