أوباما: «ترامب».. لن يصبح رئيساً
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
واشنطن – وكالات:
أعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما الثلاثاء انه لا يزال مقتنعا بأن متصدر السباق لنيل تذكرة الترشيح الجمهورية الى الانتخابات الرئاسية دونالد ترامب لن يخلفه في البيت الابيض، منددا بالخطاب «المقلق» الذي يعتمده هذا الملياردير والعديد من المرشحين الجمهوريين تجاه المسلمين.
وقال اوباما خلال مؤتمر صحافي في ختام قمة غير مسبوقة بين الولايات المتحدة ودول رابطة جنوب شرق اسيا «آسيان» استضافها في كاليفورنيا «انا ما زلت مقتنعا بأن ترامب لن يصبح رئيسا، والسبب في ذلك هو ان لدي ملء الثقة في الشعب الاميركي، فهو يدرك ان تولي الرئاسة هو مهمة جدية».
واضاف ان تولي الرئاسة «ليس مثل ادارة برنامج حواري او برنامج لتلفزيون الواقع، ولا هو عمل ترويجي او تسويقي، انه عمل شاق لا يمت بصلة الى السعي لجذب انتباه وسائل الاعلام كل يوم».
وتابع الرئيس الاميركي في معرض وصفه لصعوبة المهمة التي تنتظر خلفه انه «في بعض الاحيان يتطلب الامر اخذ قرارات صعبة حتى ان لم تكن شعبية. انه يتطلب قدرة في العمل مع قادة العالم اجمع».
وفاز ترامب مؤخرا في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية نيو هامشير وهو يتصدر نوايا التصويت لدى الجمهوريين على المستوى الوطني بحسب استطلاعات الرأي.
ولم يتوقف هجوم اوباما على ترامب بل تعداه الى العديد من المرشحين الجمهوريين الذين يعتمدون مواقف شبيهة بمواقف قطب العقارات حتى وان كانت طريقتهم في التعبير عنها اقل فظاظة من طريقة متصدر السباق.
وقال اوباما «اعتقد ان بعض المراقبين الاجانب قلقون ازاء الخطاب في هذه الانتخابات التمهيدية وفي المناظرات الجمهورية، وهذا الامر لا يقتصر على ترامب فحسب»، مشيرا الى تصريحات «مناهضة للمسلمين» او «مناهضة للمهاجرين» وردت على لسان اكثر من مرشح جمهوري.
كما هاجم اوباما المرشحين الجمهوريين بسبب مواقفهم من مسألة التغير المناخي، وقال «ليس هناك من مرشح واحد في المعسكر الجمهوري يعتقد انه ينبغي علينا القيام باي امر لمكافحة التغير المناخي، هذا امر يقلق المجتمع الدولي. بقية العالم ينظر ويتساءل: «هل يعقل هذا؟»».
من جهة ثانية جدد الرئيس الاميركي التأكيد على عزمه تعيين عضو في المحكمة العليا خلفا للقاضي المحافظ انتونين سكاليا الذي توفي السبت، داعيا خصومه الجمهوريين الى الترفع عن الاعتبارات الحزبية وعدم تعطيل آلية التعيين التي لا بد ان تمر في مجلس الشيوخ الذين يسيطرون عليه.
وقال اوباما ان «الدستور واضح جدا في ما يتعلق بما ينبغي ان يحصل الآن. عندما يحصل شغور في المحكمة العليا، على رئيس الولايات المتحدة ان يعين احدا» لملئه. وندد الرئيس الاميركي بـ«الاحقاد والسموم في واشنطن والتي منعتنا من القيام بالعمل الاساسي»، مضيفا «يمكن لهذه ان تكون مناسبة جيدة للترفع عن ذلك».
ومنذ الاعلان عن وفاة سكاليا صباح السبت اندلعت معركة بين اوباما وخصومه الجمهوريين الذين يطالبون الرئيس بترك مهمة تعيين خلف للقاضي الراحل الى الرئيس المقبل الذي يأملون ان يكون منهم.
وينص الدستور الاميركي على ان مهمة اختيار اعضاء المحكمة العليا تقع على عاتق الرئيس، في حين تعود لمجلس الشيوخ صلاحية المصادقة على هذا التعيين او رفضه.ولكن بامكان زعيم الاغلبية في المجلس ان يختار عدم اجراء التصويت وابقاء امر التعيين معلقا، مما يبقي المقعد شاغرا، وهو خيار يفضله الجمهوريون على خيار ترك أوباما يعين بنفسه القاضي المقبل الذي يتولى منصبه لمدى الحياة.
ويأمل الجمهوريون ان يصل الى البيت الابيض رئيس جمهوري يعين بنفسه قاضيا محافظا محل القاضي الراحل، في حين يأمل الديموقراطيون اذا ما اختار خصومهم في مجلس الشيوخ تعطيل تعيين القاضي الذي سيختاره اوباما ان تقلب الانتخابات التشريعية التي ستجري في نفس الوقت مع الانتخابات الرئاسية ميزان الاغلبية في المجلس مما يمكنهم بالتالي من تعيين القاضي الذي يريدون.
ويعتبر ميزان القوى داخل المحكمة العليا امرا بالغ الحساسية، الامر الذي يدفع الجمهوريين لرفض ان يتولى الرئيس الديموقراطي تعيين خلف لسكاليا لان هذا التعيين قد يرجح كفة على اخرى داخل المحكمة.
وفي السنوات الاخيرة كان للمحكمة العليا دور اساسي في الحياة السياسية في الولايات المتحدة، ولا سيما حين امرت في العام 2000 بوقف اعادة فرز الاصوات في الانتخابات الرئاسية في ولاية فلوريدا، مما جعل الفوز بالبيت الابيض من نصيب جورج بوش الابن.