تمديد الانتخابات الرئاسية في مصر ليوم إضافي.. وفوز مضمون للسيسي الذي يسعى لتأييد واسع
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
القاهرة ـ متابعة عناوين :
قررت لجنة الانتخابات الرئاسية في مصر الثلاثاء تمديد الانتخابات ليوم اضافي لتنتهي غدا الاربعاء بدلا من الثلاثاء وسط مخاوف من اقبال ضعيف للناخبين، بحسب ما ذكر الاعلام الرسمي.
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية عن عضو في لجنة الانتخابات ان القرار اتخذ لـ “اتاحة الفرصة لأكبر قدر ممكن من الناخبين للإدلاء بأصواتهم”.
وياتي القرار وسط مخاوف لدى انصار المرشح الاوفر حظا عبد الفتاح السيسي القائد السابق للجيش من ضعف الاقبال على التصويت في الانتخابات الاولى منذ عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز/يوليو الفائت.
وقررت السلطات المصرية في وقت متاخر مساء الاثنين اعتبار الثلاثاء عطلة رسمية وتمديد الاقتراع اليوم لساعة اضافية لتغلق مراكز الاقتراع في الساعة 22,00 (19,00 تغ) بدلا من الساعة 21,00 (18,00 تغ)، لكن عددا من مراكز الاقتراع في القاهرة بدت خالية من الناخبين رغم تلك القرارات.
وفي نفس السياق يختتم الأربعاء الاقتراع في انتخابات رئاسية نتيجتها شبه محسومة لمصلحة وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي الذي اطاح الرئيس الاسلامي محمد مرسي فيما بدت السلطات قلقة من ان تأتي نسبة المشاركة التي تشكل الرهان الوحيد في هذه الانتخابات، ادنى من المأمول.
كما قررت اللجنة العليا للانتخابات تمديد الاقتراع ساعة اضافية في مراكز الاقتراع لتغلق في الساعة 22,00 (19,00 تغ) بدلا من الساعة 21,00 (18,00 تغ).
ويواجه السيسي الذي اطاح مرسي قبل 11 شهرا وشن حملة قمع واسعة ضد جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مكتسبا بذلك شعبية كبيرة، منافسا وحيدا هو القيادي اليساري حمدين صباحي.
وقبيل ظهر الثلاثاء، وقع “انفجار محدود في مصر الجديدة” شرق القاهرة من دون ان يسفر عن وقوع تلفيات او اصابات، كما قال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبد اللطيف لوكالة فرانس برس.
وقال ان “عبوة محلية الصنع متوسطة (القوة) كانت موضوعة وسط القمامة في احد الشوارع اسفرت عن انفجار محدود لم يحدث تلفيات او اصابات”.
وتعد نسبة المشاركة الرهان الرئيسي في هذه الانتخابات التي يريد السيسي ان يجعل منها دليلا على شرعيته في حين يشكك فيها الاخوان ويعتبرون انه استولى على السلطة ب”انقلاب”.
وطلب السيسي نفسه الجمعة من المصريين التصويت بكثافة. وقال في مقابلة تلفزيونية “عليكم النزول الان اكثر من اي وقت مضى في تاريخ البلاد. انزلوا واظهروا للعالم كله انكم 40 او 45 (مليونا) وحتى اكثر” في حين يبلغ اجمالي عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية في مصر قرابة 54 مليونا.
ورغم ان العديد من المراقبين يقولون ان الاقبال كان متوسطا الاثنين الا ان المتحدث باسم وزير الداخلية هاني عبد اللطيف قال في تصريح لقناة التحرير الخاصة صباح الثلاثاء انه “حسب التقديرات الامنية فان قرابة 16 مليون ناخب اقترعوا” في اليوم الاول للانتخابات.
وكانت اعداد قليلة من الناخبين تقف امام بعض مراكز الاقتراع في القاهرة عند فتح ابوابها مجددا صباح الثلاثاء، بحسب صحفي من فرانس برس.
واكد اكثر من ناخب انه جاء للتصويت للسيسي. وقال كمال محمد عزيز وهو مهندس في الثالثة والستين من عمره ان اعطى صوته لوزير الدفاع السابق “لاننا بحاجة الى قبضة حديدية من اجل اعادة الامن وبدون الامن لن يكون هناك خبز”.
وتغطي صور السيسي جدران العاصمة منذ اشهر عدة. وهو يعد بالنسبة لغالبية من المصريين الرجل القوي القادر على اعادة الامن والاستقرار للبلاد بعد ثلاث سنوات من الفوضى والاضطرابات ادت الى تدهور الاوضاع الاقتصادية وغلاء الاسعار وارتفاع نسبة البطالة.
لكن خصومه يقولون انه مع انتخابه المتوقع سيكرس الجيش سيطرته على السلطة التي استعادها مع اطاحة مرسي بعد عام على توليه الرئاسة ارتكبت خلاله جماعة الاخوان اخطاء اثارت غضب المصريين ضده.
واكد ناخب شاب في السابعة والعشرين من عمره كان يقترع في حي المنيل (جنوب القاهرة) انه اعطى صوته لصباحي لانها الفرصة الاخيرة لتصل ثورة 2011 الى السلطة. وقال كريم الدمرداش “اثق ان الانتخابات نتيجتها محسومة لكنها اخر محاولة لكي تصل الثورة الى الحكم”.
واضاف “شاركت في تظاهرات 30 حزيران/يونيو (التي طالبت برحيل مرسي وجماعة الاخوان من السلطة) لكن للاسف تم التلاعب بنا (من قبل الجيش)”.
واعتبر ان “السلطات تستخدم اليوم نفس الفزاعة التي استخدمها مبارك ليبرر بقاءه في الحكم اذ تتحدث طوال الوقت عن الارهاب والتهديدات الخارجية”.
لكن ناخبين اخرين قرروا مقاطعة الانتخابات.
وبينما كان يتناول الشاي في مقهى شعبي في حي الدقي غربي القاهرة، قال طارق سليم (35 عاما) لفرانس برس انه يقاطع لانه “لا يريد ان اكون شريكا في المسؤولية عن الدماء التي سالت وارواح الناس اللي ماتت”، في اشارة الى قمع انصار مرسي.
اما المهندس ضياء حسين (29 عاما) فقال بينما كان يجلس على مقهى راق على بعد بضعة امتار من لجنة اقتراع انه لا معنى لمشاركته لان “السيسي سينجح في كل الحالات وهي مجرد مسرحية”.
ويقوم الاتحاد الاوروبي ومنظمات حقوقية مصرية بمراقبة الانتخابات التي تعد الاستحقاق الثاني في خريطة الطريق التي اعلنها الجيش مع عزل مرسي في تموز/يوليو الفائت والتي يفترض ان تنتهي بانتخابات تشريعية في الخريف المقبل.
وتشهد البلاد حملة تعبئة واسعة من اجل تحفيز الناخبين على المشاركة. وتذيع التلفزيونات الخاصة والعامة منذ ايام اغاني وكليبات قصيرة تدعو المصريين الى “النزول” يومي الانتخابات.
ومنذ عزل مرسي، شنت السلطات حملة قمع ضد انصار مرسي اوقعت 1400 قتيل على الاقل بحسب منظمة العفو الدولية، كما تم توقيف 15 الفا آخرين.
وقالت منظمة العفو الدولية الاثنين ان الانتخابات لا تمحو عشرة اشهر من انتهاكات حقوق الانسان في مصر واضافت ان “شركاء مصر مثل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لا يجب ان يعتبروا الانتخابات ضمانة لاستئناف العلاقات مع مصر كأن شيئا لم يحدث”.
في المقابل قتل نحو 500 من افراد الجيش والشرطة في اعتداءات مسلحة ضد قوات الامن عبر البلاد، بحسب الحكومة.
ومع استمرار تلك الهجمات باتت غالبية المصريين يعولون على السيسي لاعادة الامن والاستقرار الى البلاد التي تعاني من تراجع للسياحة ومن نقص في النقد الاجنبي وارتفاع في معدلات البطالة والتضخم وانحسار للاستثمارات الاجنبية.
في المقابل، يقدم القيادي اليساري حمدين صباحي نفسه باعتباره المرشح المعبر عن مبادئ واهداف ثورة 25 يناير التي عكسها شعارها الرئيسي “عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة انسانية”.
واعلن عدد من النشطاء الشباب الداعين للديموقراطية انهم سيصوتون لصالح صباحي بينما قررت مجموعات شبابية اخرى مقاطعة الانتخابات وبينها حركة 6 ابريل التي شاركت في إطلاق الدعوة للثورة على مبارك في 2011.