العلاقات السعودية – الإيرانية … مؤامرات تُصنع في طهران وقرارات رادعة تأتي من الرياض

الرياض – عناوين
تاريخ طويل من التأمر تملكه إيران تجاه السعودية ، غير أن المملكة بقيت باستمرار وفية لثوابتها بحسن الجوار و أهمية التعاون المشترك من أجل صالح شعوب المنطقة .
وبدأت الأزمات الدبلوماسية بين البلدين في نهاية عام 1943 م، عندما اعتقلت الشرطة السعودية أحد الحجاج الإيرانيين داخل الحرم المكي وهو يلقي القاذورات على الكعبة الشريفة ويشتم الرسول والصحابة عليهم الصلاة والسلام، والقت السلطات السعودية القبض عليه وتم اعدامه.
و جاءت ردود الفعل الإيرانية غاضبة ومتهمة السلطات السعودية بالتشدد وان الرجل اصيب بالدوار اثناء الطواف مما ادى به إلى الاستفراغ قرب الكعبة، وارسلت إيران إلى السعودية بشكل رسمي “إن السفارة تحتفظ بكامل حق الدولة الإيرانية، ونتيجة لهذه الحادثة قام البلدين باستدعاء ممثليهم لدى الطرفين وقطعت العلاقات الدبلوماسية بشكل رسمي عام 1944 وأعيدت بعد عامين بوساطة عربية.
وفي 1950 كانت إيران من أول الدول التي اعترفت بالكيان الإسرائيلي، وكان ذلك سببا لخلاف آخر بين إيران والسعودية حيث كانت الصحف الإيرانية تشجع يهود إيران على الهجرة لإسرائيل.
وبعدها، أدلى الشاه محمد البهلوي بتصريحات معادية للسعودية ، فتوتر العلاقات بينهم، وساهم في ذلك أيضًا، اصرار إيران على تسمية المسطح المائي بينها وبين الدول العربية بالخليج الفارسي بينما تسميه الدول العربية الخليج العربي، فأصدر الملك سعود قرارا بمنع دخول الإيرانيين والبحرينيين من اصول إيرانية للمملكة.
وفي عام 1968، كان التوتر هو المسيطر على العلاقات بين البلدين، بسبب انسحاب البريطانيين من البحرين وزيارة الشيخ عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين إلى السعودية، حيث رآت إيران أن استقبال الشيخ عيسى اعترافا سعوديا بالدولة البحرينية الجديدة.
وهددت إيران بضم البحرين بالقوة العسكرية إلى اراضيها فرد الملك فيصل بأن أي هجوم على البحرين سيرد عليه من السعودية، وفي نهاية العام قام الشاه بزيارة السعودية في محاولة لرأب الصدع مجددا مع اصرار الشاه في إيران على رفض استقلال البحرين وبقاء مقاعد البحرين في البرلمان الإيراني فارغة
ولما قام بعض الإيرانيين عام في 1986 بإدخال مواد متفجرة إلي المملكة ، وذلك أثناء دخولهم إلي الأراضي السعودية لآداء فريضة الحج، توتر ت العلاقات السعودية الإيرانية.
وتم القبض على هؤلاء الحجاج وعرضهم علي السلطات السعودية ، حيث أعترفوا بأنهم كانوا يريدون تفجير هذه المواد داخل الحرم المكي كما سجلت إعترافاتهم وأعلنت بالتلفزيون السعودي.
وبعد مرور عام من إدخال المواد المتفجرة داخل الحدود السعودية، تجدد التوتر الذي لم يهدأ بين البلدين، ففي 1987 ، حاول الحجاج الإيرانين إثارة الشغب داخل المملكة بهتافات مثيرة، حيث تم ترديد شعارات تندد بلإحتلال الإسرائيلي علي غزة وتحرير المسجد الأقصي.
و في 1988م، تم قطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وكان السبب في ذلك قيام الحجاج الإيرانيون بمظاهرة سياسية عنيفة ضد الموقف السعودي الداعم للعراق أثناء الحرب العراقية الإيرانية، ما أدى لصدامات مع الشرطة السعودية .
وخلال العام الماضي 2015 ، هاجمت إيران الرياض بسبب حادث رافعة الحرم وطالبت بتشكيل “هيئة أمناء” لإدارة الحرم، وكانت حادثة تدافع منى في موسم الحج الأخير، سبب في تنامي التوتر في العلاقات الإيرانية السعودية، قبل أن تصل الأمور لطريق مسدود بعد التدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون الداخلية للمملكة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *