جيش داعش الإعلامي … رواتب ومزايا وسيناريوهات متقنة لمشاهد الفزع و الدموع

الرياض – متابعة عناوين
كشف تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أحد العوامل الحاسمة في نجاح داعش، في استقطاب أعداد هامة من الشباب من العالمين الغربي والشرقي على حد سواء، بفضل قوة الصورة، والتقنيات الكبيرة التي يلجأ إلى توظيفها واعتمادها في الأفلام الدعائية والتحريضية التي يبثها دورياً، بما لا يختلف كثيراً عن الطرق المعتمدة في شركات كبرى مثل كوكاكولا أو نايكي، حسب الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أن داعش يعتمد في ذلك على جيش كامل من المتخصصين في التصوير والإعداد والإخراج، يحارب على جبهة الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي ويتقاضى رواتب مرتفعة ويحصل على امتيازات خاصة تُثير حسد الجميع بما في ذلك المقاتلين العاديين.
وأوضحت، أن داعش يدفع للعاملين في قطاعات الصورة والأفلام، رواتب تعادل 7 مرات ما يحصل عليه المقاتلون العاديون، إلى جانب التمتع بالسيارة، من طراز تويوتا في العادة، والسكن الفاخر المجاني إلى جانب الإعفاء من أي ضرائب أو اقتطاعات من الرواتب.
واعتمدت الصحيفة في جزء كبير من تقريرها على شهادات من داخل جيش الدعاية الداعشي، كما قالت وذلك بعد نجاحها في الوصول إلى عدد المتخصصين في الحرب الإعلامية، من القابعين الآن في السجون المغربية، أوبعض التائبين بعد انشقاقهم عن التنظيم.
وقالت واشنطن بوست عن هؤلاء، أن المسؤولين الكبار في القطاع الإعلامي التابع لداعش يُعدون بمثابة الأمراء الحقيقيين فيه، ولا تقل مكانتهم وأهميتهم عن مكانة القيادات العسكرية أو الأمنية.
ونقلت الصحيفة عن منشق يدعى أبوهاجر، صور بعض مجازر التنظيم، أنه “ذهب إلى منطقة قربية من الرقة في 2014، لتصوير بعض الأحداث كما طلب منه، ليفاجأ بحضور 10 مصورين محترفين آخرين، تناوبوا وتعاونوا على امتداد ساعات طويلة، على تصوير اللحظات الأخيرة من حياة العسكريين السوريين المائة والستين الذين أعدمهم التنظيم ثم بث فيديو مصرعهم”.
وحسب أبو عبد الله المغربي، يتقاضى العاملون في شبكة إعلام داعش راتباً شهرياً بـ700 دولار بلا ضرائب أو رسوم من أي نوع، إلى جانب مصاريف الأكل والشرب، والملابس والتجهيزات الالكترونية والبيت والسيارة وكاميرا التصوير والهواتف الذكية ، وكلها من أحدث طراز وأكثرها تطوراً.
وأضافت واشنطن بوست، أن العاملين في القطاع الإعلامي مجندون تماماً مثل المقاتلين الآخرين على مدار الساعة، وأنهم مطالبون بالرد الإيجابي على أي طلب يوجه إليهم، مشيرةً إلى أن “الإعدامات المصورة، تخضع لسيناريو متكامل وكتابة سينوغرافية متقنة، بمشاركة المسلحين الذين يؤدون أدواراً حقيقية، حركةً وتمثيلاً ونصاً يجب حفظه قبل التصوير وحتى قراءته على شاشات خاصة تُنصب لهذا الهدف في ديكور الإعدامات، وبمشاركة الضحايا أنفسهم”.
وأوضحت الصحيفة أن اهتمام قيادات داعش بالمصورين والمخرجين، والمعاملة الخاصة التي يحظون بها، تعكس تقديره للدور الكبير الذي لعبه هؤلاء في بناء شهرة داعش وشعبيته في بعض الأوساط الدولية.
ومن جهة أخرى قالت الصحيفة إن نجاح داعش الإعلامي مرده أيضاً توزيع إنتاجه بواسطة شبكة متخصصة، فليس كل ما يُصور ويبث بالطريقة نفسها، فمشاهد الإعدامات والرعب، هدفها استقطاب المشاهدين على نطاق واسع، وجلب الأنظار إليه خاصة أنظار الغرب، في إطار حرب نفسية متقنة لإخافته من جهة ولاستقطاب الفئات الشابة فيه التي تعشق هذه الصورة العنيفة.
أما الأِشرطة والانتاجات الخفيفة، أو البعيدة عن العنف، فهدفها دعائي بحت، لتشجيع قطاعات واسعة من الجمهور في الغرب والعالمين العربي والإسلامي على “الهجرة” إلى التنظيم، الذي يبث مجموعة من الأشرطة المصورة التي لا تختلف كثيراً عن المستعملة في الدعاية السياحية، عن الحياة الهادئة في كنف داعش، والرخاء والثروة التي ينعم بها السكان في تلك المناطق بفضل التنظيم والسلوك الاجتماعي الذي فرضه على الخاضعين له في تلك الأراضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *