“جرائم الكراهية” ضد المسلمين في بريطانيا تصل إلى 3أضعاف.. بينها حالات طالت الأطفال

أظهر تقرير أعده مشروع “Tell Mama” الذي يرصد حوادث الاعتداء اللفظي والبدني على المسلمين والمساجد في بريطانيا، أن هناك زيادة في جرائم الكراهية ضد المسلمين بنسبة 300% بعد هجمات باريس منتصف الشهر الجاري.

وتكشف الإحصائيات التي تم إعدادها لمجلس الوزراء عن تعرض المسلمين المقيمين في بريطانيا لأكثر من 100 اعتداء عنصري منذ هجمات باريس الإرهابية.

ويوضح أحد التقارير المقدمة إلى فريق العمل الحكومي المعنيّ بمناهضة كراهية المسلمين – اطلعت عليه صحيفة الإندبندنت البريطانية – ارتفاع عدد جرائم الكراهية ضد الإسلام بنسبة تتجاوز 300%، ليصل إلى 115 اعتداءً خلال الأسبوع التالي من هجمات باريس.

وكان معظم ضحايا جرائم الكراهية بالمملكة المتحدة من الفتيات والنساء المسلمات اللاتي يرتدين الزيّ الإسلامي التقليدي وتتراوح أعمارهن بين 14 و45 عاماً.

تم جمع تلك الأرقام من خلال خط المساعدة الهاتفية لمشروع “Tell Mama”، الذي يسجل حوادث الاعتداءات اللفظية والبدنية على المسلمين والمساجد بالمملكة المتحدة.

ومن المحتمل أن تكون تلك الأرقام أقل كثيراً من الواقع، حيث يشعر العديد من الضحايا بالذعر الشديد ويخشون الاتصال بالشرطة أو مجموعات المساعدة المجتمعية.

وذكر التقرير أن عدداً كبيراً من الاعتداءات المذكورة حدثت بالأماكن العامة، بما في ذلك الحافلات والقطارات. وبلغ عدد الضحايا من النساء اللاتي يرتدين الحجاب 43، بينما بلغ عدد الحالات من الأطفال الذين تعرضوا لاعتداءات 8 حالات.

وبحسب التقرير، أشار العديد من الضحايا إلى عدم تقدم أحد لمساعدتهن أو مواساتهن، ما جعلهن يشعرن بالحرج والوحدة والغضب لما حدث بحقهن. وذكرت 16 من الضحايا أنهن يخشين الخروج من المنزل، وأن تلك التجربة قد أثرت على حالة الثقة لديهن.

وأضاف التقرير: “تضمنت الحالات التي حدثت بالمواصلات العامة 8 حالات لأطفال سمعوا التعليقات المعادية لأمهاتهم، وقالت الأمهات إن أطفالهن قد شعروا بالذعر عند تعرضهن لتلك الاعتداءات البدنية”.

وفي إحدى الحالات التي وقعت مؤخراً في لندن، تعرضت فتاة ترتدي الحجاب للإهانة داخل مترو الأنفاق. ووصف آشلي بويز كيف تعرضت الفتاة التي كانت تجلس أمامه لسباب عنصري من راكب آخر.

وقال بويز: “لقد اقترب منها وصبّ عليها وابلاً من الإهانات والشتائم مثل: إرهابية وحثالة”، قائلاً إن “قومها” قتلوا ضحايا اعتداءات باريس.

الجالية الإسلامية في بريطانيا أبدت قلقها من أن تصاعد الاعتداءات قد يزعزع الثقة والتعاون بين الجاليات.

وأشار المتحدث باسم المجلس الإسلامي في بريطانيا، مقداد فيرسي، إلى أن “خفض موازنة الشرطة قد أثر على إمكانية قيام المنظمات المجتمعية ببناء الثقة والروابط مع الشرطة، حيث تم خفض أعداد رجال الشرطة إلى حد كبير”.

وتابع فيرسي: “لوضع سياسة أكثر فعالية لمكافحة الإرهاب الذي يؤرق مجتمعنا من الضروري أن تشارك الشرطة في بناء الثقة مع الجاليات الأخرى باعتبارها من الشركاء المجتمعيين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *