إرهاب «داعش» يتحدى الضربات الروسية.. ويقترب من حلب
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
الرياض، طهران، أنقرة – وكالات الأنباء:
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن مقاتلي تنظيم “داعش” انتزعوا السيطرة على قرى سورية على مشارف حلب من جماعات مقاتلة منافسة رغم الضربات الجوية الروسية التي تقول موسكو إنها تستهدف التنظيم المتشدد.
وأصبحت قوات داعش الآن على بعد كيلومترين من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة على الطرف الشمالي لحلب وهذه أقرب نقطة للمدينة يصل إليها التنظيم المتشدد، وذكر التنظيم أن مقاتليه سيطروا على خمس قرى في هجوم لهم وقتلوا “أكثر من 10 مرتدين” وهو الوصف الذي يستخدمه التنظيم للإشارة إلى الجنود السوريين وحلفائهم في الجماعات المسلحة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هذا أكبر تقدم للتنظيم المتشدد منذ أن شن هجوماً على مقاتلي المعارضة في ريف حلب الشمالي قرب الحدود مع تركيا في أواخر اغسطس.
وتقصف طائرات وسفن حربية روسية أهدافاً في أنحاء سوريا منذ عشرة أيام في حملة تقول موسكو إنها تستهدف مقاتلي تنظيم داعش الذين يسيطرون على مساحات كبيرة من شمال وشرق سوريا إلى جانب مساحات واسعة من العراق.
لكن الحملة تركز فيما يبدو على قصف جماعات معارضة أخرى يحظى بعضها بدعم من دول غربية وخليجية وتقاتل لصد تقدم داعش في محافظة حلب، ومن بين هذه الجماعات لواء صقور الجبل الذي قال إن الضربات الروسية دمرت مخزن الأسلحة الرئيسي لديه.
وأشار المرصد السوري إلى موجة جديدة من الضربات الجوية الروسية صباح أمس في حماة وإدلب دعماً على ما يبدو لهجوم بري بدأته القوات السورية هذا الأسبوع والجماعات المسلحة المتحالفة معها، وتركز الهجوم حول سهل الغاب المجاور لسلسلة جبال في غرب سوريا تمثل معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد وحول الطريق السريع الرئيسي بين الشمال والجنوب بين مدينتي حماة وإدلب.
والسيطرة على هذه المناطق ستساعد في تعزيز قبضة الأسد على المراكز السكانية الرئيسية في غرب البلاد بعيدا عن معاقل داعش في الشرق.
ضربات فرنسية ضد “داعش”
من ناحيته، اعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان ان المقاتلات الفرنسية شنت ضربة جوية ثانية ضد تنظيم داعش في سوريا.
وصرح لودريان لاذاعة اوروبا-1 إن “مقاتلتين من طراز رافال قصفتا معسكر تدريب (تابع للتنظيم) وتمت إصابة الاهداف”، واضاف “سيتم تنفيذ (ضربات) اخرى ضد مواقع يعد فيها داعش عناصره لتهديدنا”.
وانطلقت المقاتلتان “القاذفتان” ترافقهما مقاتلات اخرى من الطراز نفسه من الامارات واستهدفت مجددا معسكرا للتدريب تابعا للتنظيم في معقله في الرقة (شمال سوريا) كما حصل في الغارة الاولى لفرنسا في 27 سبتمبر.
وقال لودريان “نعلم ان في سوريا وخصوصا على مشارف الرقة معسكرات لتدريب المقاتلين الاجانب ليس ليقاتلوا من اجل التنظيم في المنطقة بل للمجيء الى فرنسا واوروبا وتنفيذ اعتداءات”.
من جهة اخرى، اكد لودريان ان ” 80 الى 90% من العمليات العسكرية الروسية منذ نحو عشرة ايام لا تستهدف داعش بل تسعى خصوصا الى حماية بشار الاسد”، مذكرا في الوقت نفسه بان “عدو فرنسا هو داعش”.
وتزداد مخاطر حصول اصطدام في المجال الجوي السوري بين مقاتلات الائتلاف الدولي والمقاتلات الروسية التي بدأت غاراتها في 30 سبتمبر ولو انها تنفذها في شمال وغرب البلاد خصوصا.
واضاف لودريان “هناك مخاطر وقوع حوادث وانتهاك مقاتلة روسية للمجال الجوي في تركيا مثال على ذلك، لا بد من توخي الحذر الشديد”.
مقتل جنرال إيراني على يد “داعش”
إلى ذلك، ذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية أمس أن الجنرال العميد حسين همداني من قادة قوات حرس الثورة الإيرانية قتل مساء الخميس في سوريا.
وأضافت الوكالة أن الجنرال حسين همداني كان من القادة القدماء لقوات حرس الثورة وشارك في الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988) ومن مؤسسي حرس الثورة فرع همدان وخدم في منطقة كردستان الإيرانية.
وتولي الجنرال همداني قيادة اللواء 27، كما تولى قيادة هذا اللواء بعد أن حول إلى فرقة، وأضافت الوكالة أن الجنرال همداني كتب مذكراته عن الحرب العراقية الإيرانية في كتابين.
وأصدرت قوات حرس الثورة بيانا نعت فيه الجنرال همداني وقالت إن الجنرال همداني كان طوال السنوات الماضية في سوريا وكان يتولى الحفاظ على مرقد السيدة زينب في جنوب دمشق ومساعدة جبهة المقاومة في الحرب ضد الإرهاب في سوريا.
وأضافت قوات حرس الثورة في بيانها أن الجنرال همداني كان ضمن المستشارين الإيرانيين في سوريا وقد قتل في ضاحية حلب عصر الخميس على يد تنظيم داعش.
والجنرال همداني في الستينات من عمره، ومستشار قائد قوات حرس الثورة الإيرانية وقد أدرج اسمه في قائمة الشخصيات التي شملتها العقوبات من جانب الاتحاد الأوروبي ومنع من دخول أوروبا.
إيران تنفي سقوط صواريخ روسية على أراضيها
كما نفي قائد عسكري إيراني أمس الأنباء التي تحدثت عن سقوط صواريخ روسية في الأراضي الإيرانية.
وقال الجنرال موسي كمالي في تصريحات صحفية أن هذا الادعاء عار عن الصحة ومن له دلائل على ادعائه فليقدمها، وكانت قنوات تلفزيونية أمريكية قد نقلت عن مسؤولين أميركيين القول بان صواريخ روسية قد سقطت في الأراضي الإيرانية عند إطلاقها من قبل روسيا من بحر قزوين باتجاه سوريا.
وقال المسؤول الإيراني “لم نتلق أي تقارير عن سقوط صواريخ داخل الأراضي الإيرانية”.
واعتبر الجنرال كمالي بأن الولايات المتحدة تشن حرب نفسية ضد من يعارض سياساتها في المنطقة.
الإعلان عن “منطقة آمنة” في شمال سورية
من جهته، أعلن الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، بأن فرنسا وافقت على إقامة منطقة آمنة في الشمال السوري موضحاً في بيان تحصلت “الرياض” على نسخة منه بأن الهيئة السياسية في الائتلاف اجتمعت مع السفير الفرنسي لدى المعارضة السورية فرانك جيليه، بناء على طلب السفير والذي أبدى موافقة بلاده على فكرة إقامة منطقة آمنة في سورية.
ونقل البيان عن السفير الفرنسي قوله إنه استمع لرؤية تركيا في إقامة تلك المنطقة وآليات تنفيذها وكانت وافية وقابلة للتطبيق، وأنه أشار إلى أن فرنسا ستبحث هذا الإجراء مع الولايات المتحدة لوضع اللمسات الأخيرة على المشروع.
وأردف البيان “ناقش الطرفان أهمية إقامة المنطقة الآمنة لحماية المدنيين من القصف العشوائي وتحييدهم عن المعارك، ما ينعكس ذلك على إيقاف تدفق المهاجرين إلى أوروبا، وتعزيز تحصينات الجيش الحر لمحاربة نظام الأسد ومكافحة تنظيم (داعش) الإرهابي”.
كما قال الائتلاف أن جيليه شرح ما حصل خلال نقاشات الاجتماعات على المستوى الوزاري والرئاسي عن الشأن السوري في الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الأخيرة، ولقائه بالمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا واستعرض التطورات الأخيرة معه حول التدخل الروسي لسوريا، وأشار أن أعضاء الهيئة السياسية للائتلاف أكدوا على توحيد الصف والموقف المشترك مع الفصائل الثورية والعسكرية لطرد الاحتلالين الروسي والإيراني، وتوحيد الرؤية ورسم إستراتيجية مشتركة وخاصة فيما يتعلق بالمبادرات الدولية حول الحل السياسي.
قلق تركي بسبب الضربات الروسية
وكانت الخارجية التركية قد أكدت أمس أن تركيا تشعر بالقلق من احتمال تدفق موجة جديدة من اللاجئين السوريين على حدودها نتيجة للضربات الجوية الروسية في سوريا.
وفجر تدفق هائل للاجئين -كثيرون منهم من سوريا- أزمة في الاتحاد الأوروبي، واتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي تستضيف بلاده أكثر من مليوني لاجئ التكتل برد فعل غير متناسب.
وقال المتحدث باسم الخارجية التركية تانجو بلجيتش للصحفيين إنه في ظل العمليات الجوية الروسية “هناك بطبيعة الحال احتمال أن تصل موجة جديدة من اللاجئين.. نشعر بالقلق من ذلك”. وأضاف أن تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي تواصل المحادثات مع الحلف وشركاء آخرين بشأن تعزيز قدراتها الدفاعية التي تتضمن أنظمة صواريخ باتريوت لكنها لم تقدم أي طلب للحلف لإرسال قوات إليها.
تعاون (أمريكي/روسي) للخروج من الأزمة
إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير إلى تعزيز التعاون بين روسيا والولايات المتحدة في النزاع السوري.
وقال شتاينماير أمس عقب لقائه نظيره الإسباني خوسيه مانويل جارسيا-مارجالو في مدريد “إحداث تواصل بين روسيا والولايات المتحدة الآن أمر ضروري”.
وأعرب عن تفاؤله الحذر في هذا الصدد وقال “يبدو لي أنه بالرغم من آثار الأقدام العسكرية التي تتركها روسيا حاليا على الأراضي السورية، لا تزال هناك مصلحة مشتركة بين روسيا والولايات المتحدة”، مضيفا أن هذا يتضح في عدة أمور من بينها على وجه الخصوص المحادثات الجارية بين البلدين.
واشنطن تتخلى عن برنامج لتدريب المعارضة السورية
من جهة ثانية، نقلت صحيفة نيويورك تايمز أمس عن مسؤولين لم تذكر أسماءهم في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قولهم إن الولايات المتحدة ستتخلى عن برنامج يتكلف 500 مليون دولار لتدريب مجموعات من المعارضة السورية.
وتوقعت الصحيفة أن يعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) انتهاء البرنامج قريبا.