رعي حفل تكريم 138 متفوقاً سعوديا ضمن برنامج خادم الحرمين للابتعاث
السفير السعودي في لندن يشن هجوماً نارياً على المتربصين بالمملكة : أيادي شريرة ضالة تحاول إحياء قوميتها الجاهلية
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
لندن – واس
رعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، سفير السعودية لدى المملكة المتحدة اليوم في مقر السفارة في لندن حفل تكريم 138طالباً وطالبة من المتفوقين والمتميزين والحاصلين على براءات اختراع في مختلف التخصصات ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي, وذلك تزامنًا مع الاحتفاء باليوم الوطني للمملكة.
وألقى سموه كلمة قال فيها ” : في مثل هذا الوقت من كل عام نجتمع لنحتفل بيومنا الوطني المجيد، ولنجدد هذه الذكرى الجميلة باحتفاء مهيب، وفخر ليس له حدود لنضال وكفاح المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، ومع أجدادكم الذين آمنوا برسالة الإسلام الخالدة والقيم الإسلامية النبيلة وقيمة الإنسان والجغرافيا فوحدوها مملكة قوية، متماسكة مؤثرة لها مكانتها السامية وكلمتها المسموعة وقرارها الحر والمستقل وإسهامها في إرساء ثقافة العدل والمساواة والتسامح وفرض أمن الإنسان ليعيش بكرامته آمنا على نفسه وأهله وماله، عاملا منتجا مشاركا مؤمنا بانتمائه الديني والوطني والفكري والثقافي، معتزا بالمبادىء التي أرساها من أول يوم الملك المؤسس ،رحمه الله.
وأضاف ” وإذا كنا قد تعودنا الاحتفال بيومنا الوطني المجيد، وتذكر المنجز الوحدوي المبهر فإننا في هذا اليوم المبارك نضيف إلى هذه الفرحة ، فرحة الاعتزاز والفخر بنجاح وتفوق دفعة جديدة من أبنائنا وبناتنا المبتعثين، فنحن بهؤلاء نقدم لوطننا الكريم والعالم عقولا كرست وقتها واهتمامها للعلم النافع والتحصيل والدرس والغوص في ثنايا البحوث الأكاديمية والعلمية، وهذا أحد أهم مقاصد التنمية الوطنية في الاستثمار في بناء الإنسان”.
ووصف سموه المتفوقين والمتفوقات بأنهم الثروة الحقيقية وأساس التنمية المستدامة للوطن، وهم أحد أهم الأسباب في اعتلائه لمكانته المؤثرة في منظومة العالم الأممي وسعيه نحو مستقبل أكثر إزدهارا ، حاثا إياهم على مواصلة طلب العلم والتعلم.
كما تطرق سموه إلى الظروف التي تحيط بالمنطقة والتي وصفها بأنها ظروف قاسية بفعل التطرف والفهم الملتبس والمتخلف للإسلام والأيادي الآثمة التي تسعى وتحاول استغلال الظروف السياسية فتحاول صنع بطولات وهمية، وتشويه صورة المملكة ومكانتها السياسية، وتسعى لزعزعة تماسك وثبات وصلابة الجبهة الداخلية التي ظهر للجميع أنها تقف بشجاعة ووعي وإدراك وإيمان بوحدة الدين والوطن ضد أي استهداف خارجي.
وتابع سموه قائلا إننا اليوم نعيش في محيط مضطرب من اليمن إلى العراق إلى سوريا وغيرها. وبإذن الله ستظل المملكة العربية السعودية بكل مسؤولياتها الإسلامية والعربية والأخلاقية تجاه القضايا المصيرية تدافع عن الحق، وتنشر الخير والسلام، وتضحي بكل نفيس من أجل استقرار الإنسان ورفاهيته. وهذا مبدأ قامت عليه السياسة السعودية بأخلاقياتها المتفوقة ونهجها الذي لايهادن بل ويرفض طمس الحق.
وشدد على أنه في مثل الظروف يجب علينا أن نتذكر القيمة السامية للمواطنة الحقيقية وأنها عقيدة وهوية وانتماء وولاء, وتأكيد لمعاني الانتماء والمواطنة يأتي عبر ممارستها سلوكًا وثقافة وقناعات والتزاما وحرصا على المنجز الوطني بكل أشكاله وتجلياته سواء أكان من قبل المسؤول أم المواطن.
وخاطب سمو السفير المبتعثين والمبتعثات قائلا “إن درع وطننا المتين وحصنه الحصين بعد الله تعالى هو في أبنائه وبناته, أنتم درع هذا الوطن، وأنتم سياجه وأنتم حصنه القوي المنيع, وأنتم المحافظون على كل هذا الإرث المبهر الرائع من الدين والقيم والجغرافيا والتاريخ ومنجز الملك المؤسس عبدالعزيز, وبكم سيضل هذا الوطن بإذن الله عصيًا على الانكسارات أبيًا شامخ الرأس، وقوة متماسكة ضد كل الشرور، مغلقًا كل مجال أو مساحة في وجه أولئك الذين يشكلون معاول هدم، أو يتوهمون أن في استطاعتهم النيل من الوطن وإنسانه عبر تأجير أنفسهم أو بيعها للشيطان دون وازع من ضمير، أوبقية من دين، أو إثارة من حس وطني”.
وعدد سموه المهددات التي تلقي بظلالها قائلا “نحن مستهدفون، وهذه حقيقة! مستهدفون أولا بإرهاب متوحش لادين له ولا هوية ، يلبس لبوس الدين ليحيي الطائفة والعصبية وهما ليسا من ديننا الحنيف، ونحن مستهدفون ثانيًا عبر حروب فرضت علينا وعلى المنطقة كلها، ونحن مستهدفون ثالثًا من قبل أيادٍ شريرة تحاول ـ وهي ضالة واهمة ـ تهميش وإلغاء دور المملكة في المنطقة، وفرض هيمنتها وإحياء قوميتها الجاهلية لكن هذا كله وغيره من الاستهدافات سيبوء بإذن الله بالفشل ويذهب ذهاب الرماد في يوم عاصف بسبب قوي أزلي، وهو أن الله ينصر الحق والعدل ويزهق الباطل والظلم. ومن الحماقة والجهل أن توضع المملكة في محك الاختبار بين حلمها أو غضبها، وردة فعلها ستكون موجعة للمفسدين المغرضين”.
وأضاف ” نحن لا نخشى أحدا، ولا نجامل على حساب الحق، لأننا مؤمنون بالله عز وجل ثم بقدراتنا وتوجهاتنا الخيرة والمحبة للسلام والعدل وعدم التدخل في شأن الشعوب الأخرى. ولكن الخط الأحمر الفاصل بين التوافق وأن نوضع في الاختبار هو المساس أو محاولة المساس بأمن المملكة واستهداف الجغرافيا والوحدة الوطنية، ذلك أمر دونه خرط القتاد وصرامة وحزم لا نخشى فيهما لومة لائم”.
وأعرب سموه عن تعازيه في المتوفين في حادث التدافع في منى قائلاً ” هذا الحادث المؤلم لا يجب أن ينسينا أو يبعد تفكيرنا عن الجهود العظيمة المبذولة والمتفوقة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ,أيده الله، ليتم أداء مناسك الحج للجميع بدقة وأمن وسلام وراحة من خلال التسهيلات الفائقة والمشاريع المتتابعة من طرق وشوارع وتجهيزات ومداخل وتوسعات للحرمين الشريفين ومرافق أمنية وغيرها لتيسير أمور الحجاج في أدائهم لمناسكهم على الوجه الشرعي الصحيح، مشيرًا في هذا الصدد إلى أن المشاريع العملاقة التي يراها الجميع في المشاعر المقدسة تقف شامخة وشاهدة على عظمة هذه الجهود في خدمة ضيوف الرحمن وتقديس ما قدسه الله تعالى من مشاعره وحرمه وعبادته”.
وهنأ سموه الطلاب والطالبات المتميزين والمتميزات على ما حققتموه، من تميز وتفوق .
وختم سموه كلمته قائلاً “كل عام ووطننا والمواطن متفوق قوي متماسك مناضل في الدفاع عن هويته الوطنية وقيمه وانتمائه الإسلامي والعربي كما أراد الله له ذلك، وكما جمع شتاته ووحدته المؤسس الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، وكما سار على نهجه أبناؤه وآباؤكم وأجدادكم، وكما يسير عليه اليوم قائدنا ووالد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أيده الله بنصره وتوفيقه”.
كما نوه طالب الدكتوراة فهد قشيم القحطاني في كلمة نيابة عن المتفوقين بجهود مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز رحمه الله في توحيد المملكة والنهضة بها ومد جسور العلم فيها ، وقال :” إننا نحتفي بمرور خمسة وثمانين عامًا حافلة بالإنجازات على هذه الأرض المباركة التي وضع لبناتها الأولى الملك المؤسس ـ رحمه الله ـ وواصل أبناؤه البررة من بعده استكمال البنيان لخدمة الإسلام والمسلمين عامة ولأبناء هذا البلد خاصة ؛ حتى أضحت المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ دولة عصرية تحظى بمكانة مرموقة على جميع الأصعدة الأقليمية والدولية.
كما أعرب عن الشكر لسمو الأمير محمد بن نواف على حرصه ومتابعته ودعمه المتواصل لهم.
وفي الختام، تسلم الطلبة والطالبات شهادات التكريم والهدايا التذكارية من سمو السفير كما التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة.
حضر الحفل عدد من مديري الجامعات البريطانية ومنسوبي السفارة والملاحق والمكاتب ومن ذوي الطلبة والطالبات المتفوقين.