لبنان يتجه نحو فراغ الرئاسة بعد فشل آخر محاولة للانتخاب
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
بيروت ـ رويترز :
فشل البرلمان اللبناني اليوم الخميس في محاولة أخيرة لإنتخاب خلف للرئيس ميشال سليمان قبل إنتهاء فترة ولايته لتتجه البلاد التي تعاني من تداعيات الحرب الاهلية في سوريا نحو فراغ منصب الرئاسة.
وللمرة الخامسة لم يستطع النواب تأمين النصاب المطلوب لإنتخاب رئيس وذلك قبل 48 ساعة من مغادرة سليمان القصر الرئاسي.
ويأتي الفراغ الرئاسي في وقت تحتاج فيه البلاد بشدة لقيادة تركز على التعامل مع امتداد آثار الحرب الأهلية في سوريا الى لبنان وقضية وجود أكثر من مليون لاجئ سوري على أراضيه الى جانب عجز مالي في الموازنة يقارب العشرة في المئة من إقتصاده والإخلال بالتوازن الطائفي الدقيق في لبنان.
ومعظم اللاجئين ينتمون للسنة مثل المقاتلين المعارضين الذين يقاتلون للاطاحة بالأسد. ويدعم حزب الله الشيعي ومن خلفه ايران الرئيس الاسد الذي ينتمي الى الأقلية العلوية المنتمية للشيعة.
وبموجب نظام تقاسم السلطة المعتمد في لبنان يجب ان يكون رئيس الجمهورية مسيحيا من الطائفة المارونية ورئيس الحكومة مسلما من الطائفة السنية ورئيس مجلس النواب مسلما شيعيا.
وقال النائب أحمد فتفت وهو من قوى 14 آذار “البلد ذاهب نحو المجهول ولا أحد يعرف بعد الآن ما اذا كان الفراغ سيكون قصيرا أو لا ومتى يتم ملء هذا المنصب.”
وبالرغم من تحذيرات فتفت من عواقب الفراغ الوخيمة يبدو أن اللبنانيين اعتادوا على الجمود السياسي الذي طال أمده قبل تشكيل الحكومة الحالية وحتى قبل انتخاب الرئيس سليمان.
وتأتي هذه الأزمة السياسية بعد شهرين من تأليف حكومة برئاسة تمام سلام ونيلها الثقة في البرلمان اللبناني وبعد عام من الفراغ الحكومي. وكان البرلمان مدد لنفسه العام الماضي إلى نوفمبر تشرين الثاني بعد فشله في الاتفاق على قانون جديد للانتخابات. وبات وضع الانتخابات البرلمانية المقبلة على المحك في ظل الجمود السياسي.
ونادرا ما عرف لبنان في تاريخه الحديث معركة حقيقية في الانتخابات الرئاسية. ولطالما جاء الرئيس نتيجة فرض من الخارج حيث اعتمد السياسيون على اتفاق المملكة العربية السعودية التي تدعم قوى 14 اذار وايران التي تدعم قوى 8 اذار لحل خلافاتهم.
لكن الحرب في سوريا جعلت لبنان يأتي في مرتبة لاحقة في أولوية إهتمامات اللاعبين الاقليميين في ظل الازمات المتشعبة في الشرق الاوسط.
وقال نبيل بومنصف كاتب العمود في صحيفة النهار اللبنانية “اللبنانيون يظنون مثلا أنه فور جلوس السعودي والايراني على طاولة المفاوضات سيكون ثالثهما لبنان هذا أمر غير صحيح إطلاقا. هناك أمن الخليج أولا ونحن قد نستفيد في الدرجة الرابعة أو الخامسة.”
وبموجب الدستور ستتولى الحكومة الحالية برئاسة تمام سلام والتي تضم ممثلين عن غالبية الاطراف اللبنانية مهام رئيس الجمهورية بعد شغور المنصب. وسيكون على الحكومة التحضير للانتخابات البرلمانية المقررة في وقت لاحق هذا العام.
لكن بومنصف قال ان الفراغ الرئاسي قد يستمر لعام وقد يؤثر أيضا على الانتخابات البرلمانية “قطعا خلال شهرين أو ثلاثة سيتم تمديد ولاية مجلس النواب مرة ثانية. هذا تحصيل حاصل.”
وأضاف لرويترز “حتى لو انتخبوا الرئيس في (يوليو) تموز صار في شبه استحالة ان نعمل انتخابات في (نوفمبر) تشرين الثاني. بالفعل دخلنا في هذه القصة. التمديد الثاني لمجلس النواب يبدو شبه حتمي وبالتالي المزيد من الاهتراء في الواقع السياسي في لبنان والمزيد من هلهلة هذه الطبقة السياسية التي قد تكون مرشحة لتصبح اسوأ طبقة سياسية رآها لبنان على الاطلاق”.