كاتبة لبنانية شيعية : “حزب الله” حوَل الضاحية إلى سجن تنتشر فيه الطائفية والمخدرات والدعارة
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
الرياض – متابعة عناوين:
كتبت الكاتبة اللبنانية الشيعية، ريم الموسوي، في موقع “جنوبية” اللبناني المعارض لسياسات حزب الله، عن الحال التي تعيشها الضاحية الجوبية، معقل الحزب الرئيس في بيروت، حيث قالت إنها تتحول إلى سجن كبير “عندما يحل الظلام”.
وانتقدت الكاتبة في مقالها الحالة الأمنية التي تعيشها الضاحية إلى جانب الاستقطاب الطائفي، وانتشار المليشيات الشيعية، ومحاولات تجنيد الشباب للقتال في سوريا، وتفشي الممارسات الطائفية، حيث “ترتفع جدران الخوف، ويبسط خفاش الليل وطأته على صدورنا، ويمنع الكلام، ونُحرم من الحرية”، وفق تعبيرها.
وأضافت ، بحسب ما أورد موقع “عربي 21” ، أنه عندما يحل الظلام على الضاحية الجنوبية فهذا “يعني أن نموت بهدوء شديد، وأن نتنفس ببطء شديد، وأن يرهبنا قطاع الطرق، وأن تسلب الكلمة، وينتهك الحرف، وتسير خلف القطيع، وتقول لبيك بأعلى ما في حنجرتك من صوت”.
وأرجعت ذلك إلى أن ما أسمتها “مؤسسات خفاش الليل” تخوض حربها في سوريا، وقد أخذت على عاتقها السيطرة على ما توفره الدولة من تأمينات للمواطنين البسطاء داخل المستشفيات. والدولة توافق على ذلك، فحدّث ولا حرج.
وتابعت: “عندما يحل الظلام على الضاحية الجنوبية، تكتم الأفواه بكاتم صوت مسدس، ويعلو وقع السلاح، وتنتشر الحواجز، وتقطع الأرزاق، وتقفل المحال التجارية، وتنتشر المليشيا وتقول حيّ على القتال والجهاد، فالنصر من أجل حمايتكم، وداعش تهددكم وسيطرتنا منكم ولكم”.
يشار إلى أن تقارير إعلامية تفيد بأن حزب الله اللبناني يقوم بعملية تجنيد للقاصرين في صفوفه؛ ليعوض خسائره في سوريا، حيث ارتفعت فاتورة خسائر الحزب البشرية منذ شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، خصوصا مع اشتداد حدة المعارك اليومية بين مقاتلي الحزب وأعدائهم من قوات المعارضة السورية في منطقة القلمون خاصة.
وتتهكم الكاتبة بالقول: “لبيك أيها المقاتل الذي أخذ على عاتقه أن يحمي شرف أمّة، منتهكة حرمتها من قبل خفافيش الظلام والطائفية والمذهبية، قبل أن تنتهك حرمتها إسرائيل وأمريكا وروسيا”.
وقالت إن الضاحية الجنوبية عندما يحل عليها الظلام، على حارة حريك وبئر العبد والليلكي وبرج البراجنة وحي السلم والأوزاعي، يصير شراء المخدرات داخل الأزقة أسهل، ويصير الكبتاغون والبنزكسول متوفرا مثل رغيف خبز، وتظهر لفافات الحشيش أمام مرأى الناس أجمع، مضيفة أن “الشوارع تتحول إلى دعارة صامتة، وتظهر الفحولة، وينتصر الموت”.
ووصفت الضاحية بأنها تتحول إلى “سيراليون صغيرة”، وتقول إن “المساجد والحسينيات تصدح بالشباب للجهاد”، ثم تتساءل “جهاد من؟”، وتذهب إلى أن هؤلاء يدعون ويخطبون بالمذهبية، حيث يتبدل كل شيء إلى “قنبلة موقوتة تُشتري الأولاد ببضعة دولارات، وتغتصب الطفولة”، مشيرة إلى محاولات تجنيد الشباب والتغرير بهم من قبل المليشيات الشيعية؛ للمشاركة في حرب سوريا.
فهم سيرسلون بباصات جميلة إلى أرض بعيدة، ثم يعودون داخل التوابيت العتيقة وهم يحملون أسماءهم، على حد قولها.
وكان موقع “جنوبية” أشار في تقرير سابق له إلى أن حزب الله “بات لا يتورع خلال العامين الماضيين عن تجنيد القاصرين وإخضاعهم لدورات عسكرية لفترات قصيرة، قبل أنّ يزج بهم في أتون الصراع في سوريا”.
وتابعت موسوي شرحها للواقع الذي تعيشه الضاحية: “في الضاحية الجنوبية لا درس غير الموت”، قائلة: “عندما يحل الظلام على الضاحية، تصرخ الطبقية، وتحاذي الأحياء الفقيرة الأبنية العالية الفخمة، وتُحاصر المناطق بمخيمات فلسطينية مهمشة، وتسهل الخاوات واستعراضات القوة، ويحل الفقر والعوز، ويحلو للخفافيش إفقار ما تبقى من الطبقة الوسطى، ويختلط الخير بالشر، ويأتي التهديد والوعيد حتى ترتفع على أعمدة الكهرباء صور شهداء هم أقرب لأن يكونوا أضحية مجد موبوء”.
وقالت: “عندما يحلّ الظلام الكئيب على الضاحية الجنوبية يصغر الوطن، وتتهمش خارطة لبنان، ويبدأ الخطر، ويصبح حلم الدولة طي النسيان، ويتوسع السجن الكبير، ويزداد الخوف”.
ووجهت الكاتبة في نهاية مقالها “نداء عاجلا”، مشبهة من يقطن الضاحية الجنوبية بفرد يقبع داخل سجن: “أنا مسجون داخل جدرانها.. أنا أتألم.. أنا يقتلني ابن أمي وأبي بفاشيته ونازيته.. أنا أريد الحرية.. أنا أريد ألا أخاف.. أنا أريد أن أقول موقفي عن عقود من التهميش المنظم.. فحرروني أنا ومن معي، هذا إذا كان حلم قيام الجمهورية حقيقة”.
يشار إلى أن الضاحية الجنوبية في بيروت تشهد مشاهد أمنية مكثفة، وسط تشييع متكرر لعناصر حزب الله المقتولين، يرافقه عادة إطلاق نار عشوائي يعبر عن حالة من الغضب، ويثير حالة من الخوف لدى سكان الضاحية، كما يؤدي عادة لإصابات إثر سقوط هذه الطلقات.