من أجلكم يا ضيوف الرحمن

شعاران مهمان تم إطلاقهما لموسم الحج في السنوات الأخيرة بمبادرة من إمارة منطقة مكة المكرمة، ومن الفكر الإداري الخلاق للأمير خالد الفيصل على وجه التحديد، هما «الحج عبادة وسلوك حضاري»، و«لا حج بدون تصريح»، وهما رغم عبارتيهما القصيرة الموجزة يختصران كثيرا من المشاكل التي كانت تكتنف الحج سابقا وتحمل الأجهزة العاملة أعباء مرهقة خلال الحج وبعده، وتتسبب في مضايقة الحجيج وكل من يستضيفهم في المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، أو يقوم على خدمتهم في المشاعر، وفي أي مدينة يدخلون منها إلى المملكة أو يعبرون بها في رحلتهم.

الإسلام دين النظام والنظافة والاحترام والانضباط في كل الأوقات والأمكنة، فكيف عندما يكون في أقدس المواقع الإسلامية وخلال تأدية ركن من أركانه. الإنسان ملزم بالسلوك الحسن واحترام الأنظمة في الدول الأخرى التي تضع قوانين صارمة للتعامل مع البشر والمرافق العامة والجهات المخصصة للخدمات بكل أشكالها، ومن الصعب أن يجرؤ الإنسان على مخالفتها والاستهتار بها، فما بالنا عندما يكون الإنسان في أماكن مقدسة داخل دولة سخرت كل طاقاتها ومرافقها لخدمة ملايين المسلمين كي يتفرغوا لأداء مناسكهم في راحة وأمن وأمان وطمأنينة. إن كل مواطني المملكة يتشرفون بخدمة الحجيج وليس مطلوبا منهم أي شيء سوى التعاون بسلوكهم الحضاري مع أنظمة البلد والقائمين على خدمتهم ليكون حجهم ذكرى جميلة في كل جوانبها.

وعندما تم تطبيق شعار لا حج بدون تصريح غمز البعض ولمز بأن في ذلك تضييقا على الناس، رغم معرفة الجميع بما كانت تسببه الفوضى من مشاكل أمنية وخدماتية، إذ أنه من الصعب تقدير ما يجب تقديمه من خدمات لعدد تتخلله نسبة غير معروفة ولا توجد وسيلة لحصرها وضبطها إلا في اللحظات الأخيرة. إجراءات التصريح بسيطة للغاية وسريعة ولا يوجد أي مبرر لعدم الالتزام بها، وأيضا هي مهمة للغاية لاعتبارات كثيرة، وقد ظهرت نتيجتها الإيجابية عندما بدأ تطبيقها بصرامة.

إن كل ما يستجد من أنظمة لموسم الحج هو من أجل ضيوف الرحمن الذين نحرص على أمنهم وراحتهم، وأيضا على سلامة وأمن الوطن، وأملنا كبير في أن يساعدونا بالالتزام بها.

حمود أبو طالب

نقل عن “عكاظ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *