حمود أبو طالب : انتبه يا معالي الوزير
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
عندما تم تعيين وزير الإسكان الجديد الأستاذ ماجد الحقيل، وطارت الركبان بتغريداته وشؤونه الشخصية وخصوصيات حياته قبل أن يدخل الوزارة ويجلس على الكرسي الذهبي، كتبت يومها مقالا عنوانه «ما أنا إلا بشر»، أشرت فيه إلى أنه كان شخصا عاديا كبقية البشر، من حقه أن يقول ما يشاء في هذه الفضاء الإنترنتي، وإذا كان الله قد قدر عليه وابتلاه بهذا المنصب، فليس من المنطق أن نحيل عادية الشخص السابق إلى رسميات الوزير الجديد، وقلت أيضا إن ما يهمنا منه الآن كوزير هو: ماذا سيفعل بخصوص ملف الإسكان بعد أن يأخذ وقتا كافيا لتدبر أمره، أي أننا لم نطالبه بسرعة الإفتاء في هذا الملف أو ابتداع حلول سحرية عاجلة. وبصيغة أخرى، قلنا للأخ ماجد الحقيل: خذ راحتك وسننتظرك في الوقت المناسب.
لكن يبدو أن متلازمة المنصب والتصريحات المتعجلة لا حل لها لدينا، حتى كادت تصبح سمة لكل مسؤول جديد. فقد قرأنا أن «معاليه» بدأ يوجه فروع وزارته بالبت في مشاكل الإسكان خلال مئة يوم، ليست ٩٩ يوما، ولا ١٠١ يوم. وهنا نود أن نستأذن معالي الوزير كي نقول له إن توجيهه هذا: ما ينصرف، ما ينبلع، وليس عمليا أبدا. نحن نبحث عن حل استراتيجي طويل المدى لمشكلة الإسكان التي رصدت لها الدولة مئات المليارات وعجزت عقول المسؤولين وإرادتهم أن تحولها إلى حلول ممكنة، ولا نبحث عن مسكنات وتعاميم وتوجيهات لاستنزاف الوقت وتعويم المشكلة. كيف بالله، يا معالي الوزير، تريد من فروع الوزارة أن تداوي ملف الإسكان الأبكم الأصم في مئة يوم، وقد عانى منه الناس سنوات طوالا. إذا كان الأمر مجرد صرف كلام فقد نفهم توجيهكم، وعليه العوض ومنه العوض.
تمهل قليلا، يا معالي الوزير، وفكر كثيرا، واعتبر أننا لم نقرأ توجيهاتكم، وترانا قاعدين وفاضيين. انتبه طال عمرك.
حمد أبوطالب
نقلا عن “عكاظ”