طال صمتك يا معالي الوزير
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
من حقنا على الوزراء الجدد ومن في حكمهم من المسؤولين التنفيذيين في الجهات ذات التماس المباشر بالمجتمع أن نعرف منهم ماذا هم فاعلون بعد إعطائهم الفترة الكافية لاستيعاب ما يحدث في مواقعهم، ونحن لا نطالبهم بالتفاصيل وإنما بالرؤية والخطوط العريضة والتوجهات العامة لتتبين لنا الأولويات وترتيب الأهميات. قبل فترة تم تعيين عدد من الوزراء ونظن أن الوقت أصبح ملائما لمطالبتهم بالحديث إلى المجتمع، وربما تكون وزارة التعليم أحد أهم الوزارات التي نتطلع إلى معرفة توجهاتها وسياساتها الراهنة والمستقبلية، لا سيما وهي الوزارة التي فاجأتنا بقرارات جوهرية سريعة بعد تعيين الدكتور عزام الدخيل وزيرا لها.
ومع كامل تقديرنا لطاقم الوزارة الجديد فإنه لا بد من طرح بعض التساؤلات حول بعض الأمور الهامة وليس جيدا إذا لم يجيبوا عليها بعد الوقت الذي نظنه كافيا للإجابة.
خلال تولي الأمير خالد الفيصل وزارة التربية والتعليم تم إعداد استراتيجية تعليمية شاملة تضمنت كثيرا من التوجهات الخلاقة للخروج بالعملية التعليمية من النمطية إلى فضاء جديد يناسب العصر ومتطلباته، وقد تم إعدادها بعد تحديد المشاكل الكبرى في التعليم لتحديد الآليات المناسبة لتجاوزها، وكذلك وضع خطط طموحة للارتقاء بالمعلم والطالب والبيئة المدرسية والمناهج والمقررات، وربما للمرة الأولى في تأريخ التعليم تضمنت تلك الاستراتيجية برامج تدريب خارجية للمعلمين في الدول المتميزة بمستوى تعليمها. وقد سعى الأمير خالد الفيصل للحصول على دعم مالي كبير يضمن التنفيذ بعد موافقة المقام السامي على تلك الاستراتيجية، ولكن بعد وقت قصير من البدء فيها خرج خالد الفيصل من الوزارة.
سؤالنا الأول لمعالي وزير التعليم ما هو مصير تلك الاستراتيجية وهل ستتم الاستفادة منها أم أنه سيتم وضعها في الأدراج لنبدأ مرة أخرى من نقطة الصفر، ما هو مصير ذلك الجهد الكبير الذي أصبح موضع التنفيذ. بعد ذلك نرجو من الدكتور عزام أن يخبرنا عن أمور جوهرية أخرى كمصير التعليم العالي بعد دمجه في وزارة واحدة، وعن كيفية إدارة هذا العدد الكبير من الجامعات التي ما زال بعضها دون مديرين لفترة طالت، كما أن برنامج الابتعاث ما زال يكتنفه كثير من التساؤلات بعد الاتفاقيات مع بعض الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية تحت شعار «وظيفتك وبعثتك».
يا معالي الوزير: إن التعليم لدينا هو قضية القضايا ومشكلة المشاكل، وقد طال صمتك، فهلا تحدثت إلينا؟
حمود أبوطالب
نقلا عن “عكاظ”